✦ تراتيل الرماد ✦
ـ أ ـ
قمرٌ أعمى
يتلمّسُ وجهَه على زجاجِ الغيم،
يسألُ ظلَّه عن شكلِ الليل،
فيجيبهُ ارتجافُ الماء:
العتمةُ وجهٌ آخرُ للنور.
ـ ب ـ
ريحٌ تُدرّبُ خطواتِها
على طريقٍ نسيَ ظلالَه،
تجرُّ وراءها أسماءَ العابرين
كأنّها خيوطُ ندمٍ لم تُغسل بعد،
وتُعلّقها على جدرانِ الغياب
كأنّها تعويذةٌ للذاكرة.
ـ ج ـ
أجنحةٌ مهشّمةٌ
تتعلّمُ الطيرانَ في مقبرةِ الضوء،
تنهضُ من رمادِها،
لتعرفَ شكلَ الجرحِ حين يشفى.
ـ د ـ
أيةُ مياهٍ هذه؟
تجري ولا تبلُّ الظمأ،
تحملُ وجوهًا ذائبةً
تبحثُ عن عطشٍ يشبهُها،
وعن نهرٍ ما زال وفيًّا لمجراه.
ـ هـ ـ
صوتٌ
يذوبُ في صدى اسمه،
يعودُ إلى الحرفِ الأول
ليتذكّرَ أنَّه كان نَفَسًا،
وأنَّ اللغةَ حين تتعب،
تنامُ في حضنِ الصمتِ
لتستعيدَ صفاءَها.
ـ و ـ
حين تنطفئُ الحروف،
تفتحُ الأبجديّةُ عينيها على وهجِها الأخير،
تلمُّ رمادَها كأنَّه وطنٌ مكسور،
وتبتسمُ للحبرِ…
حين تستيقظُ القصيدةُ من نومٍ بعيد.

تعليقات
إرسال تعليق