« المرأة الصالحة (ع ) دفنت في قم المقدسة .. من زارها فله الجنة »
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
« المرأة الصالحة » عنوان هذه الرسالة التي بين يديك ، وقد كتبتها للإشارة بفضلها وسموّ مقامها بقدر معرفتنا القليلة بها، لأن التاريخ ساكت عنها إلا بقدر سمّ الخياط، وهذا هو شأن تاريخ المعصومين عليهم السلام فكيف بذويهم .
في بيت يشعّ في أرجائه العلم نشأت السيدة المعصومة المرأة الصالحة فاطمة عليها السلام وهي تقتبس من علوم أبيها الإمام موسى بن جعفر (ع) وأخيها الإمام الرضا (ع)، فكانت العالمة والعابدة والمحدثة، سمعت الحديث وروته عن آبائها المعصومين، ومن الأحاديث التي روتها " حديث الغدير " وهو عن سلسلة من بنات الأئمة الطاهرات تنتهي بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليهم أجمعين.
وقد ذكرت لها ألقاب كثيرة، منها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، كما أنها كانت تلقب بالمعصومة أيضًا، وأنّ هذا اللقب يُعد من أشهر ألقابها التي أطلقت عليها من قبل الإمام الرضا عليه السلام .
وقد خرجت من المدينة في سنة 201 للهجرة؛ بطلب من أخيها الامام الرضا لزيارته في طوس، إلا أنها مرضت أثناء الطريق، فتوجهت الى قم بدعوة من أهاليها وأقامت في بيت شخص يُعرف بموسى بن خزرج الأشعري. وبعد سبعة عشر يومًا توفيت السيدة معصومة، ودفن جثمانها الطاهر في مكان يسمى حديقة بابلان حيث مرقدها الآن .. آن لهذه الروح الطاهرة أن تستقر عند بارئها في روح وريحان وجنة نعيم بعد عمر مليء بالأحزان والآلام، حيث فاضت روحها الطاهرة إلى ربها راضية مرضية ولما تكمل العقد الثالث من عمرها . فقد توفيت السيدة الجليلة كريمة أهل البيت في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة 201هـ في مدينة قم المقدسة ولها من العمر (28) سنة .. توفيت وهي مشتاقة لرؤية أخيها الرضا عليهما السلام .
ورد في أحوال السيدة المعصومة عليها السلام:
« أن من زارها عارفًا بحقها وجبت له الجنة » راجع عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج٢، ص ٢٦٧.
نشارككم الأحزان والمواساة/ منصور الصلبوخ .

تعليقات
إرسال تعليق