#خاطرة_الجمعة « طبيًا .. هل هناك عقار فعال يقضي على الإنفلونزا أو نزلات البرد ؟! »
في الوقت الذي يضيق فيه الكثيرون من الصيف وشمسه القائظة، هناك من يصفقون للحر الشديد وأنا منهم، أكاد أطير فرحًا بقدومه لمزياه الصحية، إنه يعني وقاية من نوبات الألم ونزلات البرد، فمع بداية كل شتاء نضع جميعًا - آباء وأمهات - أيدينا على قلوبنا خشية على أطفالنا من التعرض للتيارات الباردة التي تشكل هاجسًا يهدد الصحة العامة وخطورة بالغة لمرضى الانيميا المنجلية، وندعو الله أن يأتي هواؤه البارد دفئًا وسلامًا على أحبائنا الصغار وأن يمن عليهم بالصحة والعافية .
على الرغم من كل الاحتياطات الخاصة من وسائل الوقاية المعروفة لدينا والمأخودة من تراثنا الشعبي كــ الإكثار من المشروبات العطرية الساخنة كالزنجبيل والينسون والليمون وغيرها من الأعشاب العطرية، وتناول بعض الأكلات الشعبية المخصصة للشتاء مثل الباجه والعصيدة والشوربة كوجبة غذائية تعطي الدفء وتقاوم البرد، وأيضًا يحرص الآباء والأمهات على تدفئة أطفالهم التدفئة الكافية بالملابس الثقيلة الداكنة وغطاء الرأس والقبعات والجوارب والقفازات الصوفية، وكل هذا إلا أن لسعات البرد قد تخترق الأجسام وتلحق ضررًا ومتاعب بصحة فلذات الأكباد، وفي مثل هذه الأجواء يجب الإكثار من المشروبات الساخنة والكمادات الدافئة،فأخطار الإصابة بنزلات البرد، والإنفلونزا، ونوبات الانيميا المنجلية تزداد في مثل هذه الأيام .
حول مشكلة أمراض الشتاء تدور فكرة هذه الخاطرة حيث نتطرق لهذه المشكلة وكيفية الوقاية منها . من واقع الأجواء الباردة التي يعيشها أطفالنا نقول: معلوم أن أكثر ما يتعرض له الأطفال في فصل الشتاء هو الإصابة بالعدوى التي تأتي معظمها من خارج المنزل - الحضانة أو الروضة أو المدرسة - والتي تتطلب من القائمين على تلك المنشآت التعليمية، انتباهًا ويقظه وتركيزًا لكل طفل مصاب قبل أن يختلط مع بقية الأطفال، كما أن على الآباء والأمهات إبقاء الطفل المريض في المنزل وعزله؛ لكي لا ينشر العدوى لباقي أفراد الأسرة .. ومعلوم أن أكثر الأمراض خطورة هو الإنفلونزا الذي يغزو الأطفال والكبار في الشتاء ويسببه فيروس متعدد الأنواع والهويات، وعادة ما يحدث بصورة وبائية فيصيب أكثر من فرد في الأسرة، وينتشر بسرعة وسط الجماعات، وبعد فترة حضانة تتراوح بين يوم وثلاثة أيام يبدأ المرض في صورة قشعريرة، وحمى تصل من 39 إلى 40 درجة مئوية إلى جانب الضعف وآلام في العضلات والعظام، وقد يحدث معها إسهال شديد وسعال مستمران . فإذا أصيب الطفل بهذه الأعراض، يضطر الآباء لمراجعة المركز الصحي أو المستشفى لإعطائه العلاج اللازم .. ومعلوم أن الطبيب المعالج يلجأ مباشرة إلى وصفات دوائية من أجل التخفيف من تلك الأعراض لكن .. لكن المفاجأة الأكثر سوءًا وخطورة هي كومة من الأدوية والمضادات الحيوية والتي تقلق الآباء لما يترتب عليها من عواقب خطيرة على صحة الطفل في المستقبل والتي تتمثل في نقص المناعة الخلقية والمكتسبة . وسيلة تعامل بعض الأطباء في القطاع الخاص مع أطفالنا فلذات اكبادنا مع نزلات البرد أو الإنفلونزا والأمراض الأخرى - للأسف - أقترنت بفكر مادي . لدينا معلومات كافية حيال طبيعة التعامل مع هذه المضادات التي يستسهل الأطباء بها، لا سيما علاج أطفالنا .. نعم التعامل مع المضادات الحيوية يقلق الكثير من الناس، وأنا شخصيًا من هؤلاء الناس، لقد تعرض ابني في صغره لأزمة ربوية، ترتب عليها سلسلة طويلة من العلاجات بالمضادات الحيوية دون جدوى، وقد أدركت بعدها أن هذه العلاجات تشبه التجارب المخبرية !!
بعض الوصفات الشعبية كالليمون والعسل ومشروبات الأعشاب الساخنة والراحة والغذاء الصحي، وكذلك استعمال قطعة قماش مبتلة لخفض درجة الحرارة قليلًا ؛ تعتبر أفضل وسيلة حتى الآن في التعامل مع الإنفلونزا، أما المضادات الحيوية فلا جدوى لها ولا ينصح باستعمالها إلا في حالات يحددها الطبيب الناصح فقط .
هنا أعود للتسائل الذي عنونت به الخاطرة: هل هناك عقار فعال يقضي على الإنفلونزا أو نزلات البرد ؟! وأقول: لا .. لا يوجد عقار فعال أو مضادات حيوية تقضي على فيروس الإنفلونزا، والعدوى تنتقل عبر الهواء، وهذا الفيروس لا بد أن يأخذ دورته كاملًا لأنه قوي ونشط، والعلاجات ما هي إلا عوامل مساعدة للتخفيف من أعراضه.
والتوصية التي نؤمن تمامًا بها، ولا يمكننا الاستغناء عنها في كل الأحوال هو الغذاء، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو أفضل غذاء ضد أمراض الشتاء وبخاصة للأطفال .. أنصح بالفواكه على اختلاف مصادرها وأنواعها فهي غذاء ودواء في وقت واحد، فهي تحتوي على مجموعة كبيرة من الفيتامينات وأملاح معدنية وألياف وسكريات وحوامض وسيليلوز، وتضفي هذه الفواكه على الجسم التشاط والحيوية، وتساعد على الشفاء من حالات البرد ونزلات جهاز التنفس، فخلاصة القول أن الفواكه تعتبر واقية من سائر الأمراض .
وقبل الختام ، أنصح الآباء والأمهات بعدم إعطاء الأبناء الأدوية المسكنة والمزيلة للألم لمواجهة الإنفلونزا أو نزلات البرد، أيضًا بالنسبة للأدوية التي قد يتصورها الآباء والأمهات أنها بسيطة كأدوية السعال؛ لأن للسعال أدوية مختلفة، فهناك سعال جاف له دواء خاص، ولأن الأدوية عبارة عن مركبات كيميائية لها القدرة على القيام بعملها داخل الجسم لذا يجب أن تؤخذ باستشارة طبية من طبيب ناصح !!
-- نبكي ونذرف الدمع السخين على أهلنا وأحبتنا وأبناء مجتمعنا كانوا بيننا وأمام أعيننا وفجأة وفي غمضة عين غادرونا، اللهم أرحمهم وأجعل قبورهم خير مسكن تغفو به أعينهم حتى تقوم الساعة، وارحمنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه. والصلاة والسلام على نبينا المصطفى خاتم الرسل وعلى آل بيته الطيبين الأطهار .
طابت جمعتكم بالصلاة على محمد وآل محمد .
_________
-- قد علمتُ أن أطباء يفرطون في وصف دواء لأطفال لم تتجاوز أعمارهم سنوات خمس، وسبع أدوية مختلفة دفعة واحدة، كومة من الأدوية والمضادات الحيوية يترتب عليها عواقب خطيرة، كما أن هذه الأدوية قد تؤثر على سرعة نمو الطفل، مثل هذه الوصفات يتم اعطاؤها في وقت واحد لأطفال تقل أعمارهم عن الخمس أعوام؛ ظاهرة مؤلمة وتأثيراتها خطيرة، وعواقبها كارثية، تصرفات غير مسؤولة، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذا الكم الهائل من الأدوية؟ بالتأكيد بدافع جني أرباح مالية من الشركات المصنعة ومستودعات الأدوية، فأجسام الأطفال لا تتحمل بعض الأدوية المسكنة والمزيلة للألم والخافظة للحرارة بسبب انخفاض في نشاط الإنزيمات التي هي الضابط لعملية التحول الحيوي، مما يقود إلى ظهور تأثيرات دوائية جانبية خطيرة أو مميتة أحيانًا، مما يوجب على الطبيب توخي الحذر قبل وصف الدواء إلى هذه الفئة العمرية !!
منصور الصلبوخ - أختصاصي تغذية وملوثات - متقاعد - الهيئة العامة للغذاء والدواء .

تعليقات
إرسال تعليق