كل شيء هنا يوحي بالهدوء حولي, وكنت أفكر أن أكتب نصا عميقا, قد يكون بعيدا عن الجو العام لكني تراجعت عن ذلك, وإذا شعرت أيها القارئ الكريم إن كتابتي هذه المرة قاصرة فلا تغضب, قبل فترة قصيرة كنت في زيارة خاطفة إلى مصر, ولقد أردت أن أكتب بعض الخواطر فهناك للإلهام طعم آخر,حيث القلم مفتوح والسطور رطبة وبياض الورقة تعانق أصابعي, وفجأة داهمني سؤال افتراضي: ألم تبكي يوما وبذات الوقت تبتسم؟ ألا تشعر بالحزن والفرح معا؟ هكذا نحن مع الحياة ! وحتما لا شيء مستحيل وليس هناك شيء مطلق, وكل شيء ممكن والدهشة, عندما تحدث الأشياء حين لا نتوقع حدوثها.
فالحياة جميلة رغم ما فيها من الموت والمرض والحزن والوجع وغيره من الإبتلاءات! و لكن هناك أمل والأمل يتجدد عند الكثير من المتفائلين, وهذا هو سر جمال الحياة. و من الظلم للحياة أن نصفها وننعتها بالقبح بل بالجمال فالحياة لا لون لها وإنما تستمد لونها من داخل صدورنا. الحياة هي مجال التعلم والحكمة, التي نكتسبها في حياتنا هي مكافأة الوجود. وبينما نعبر الطرق المتعرجة التي تقودنا من الولادة حتى الموت, فإن الخبرة والتجارب هي معلمنا الصبور. وباعتبارنا مرتبطين بأجساد بشرية كما نحن, فإننا موجودون وعلى استعداد للتطور وللتعلم, مسجلين من قبل السماء في مدرسة الأرض, أكاديمية غير رسمية وفردية للعيش والوجود والتغيير. ويمكن أن تتخذ دروس الحياة أشكالًا عديدة وتقدم لنا العديد من التحديات.
أثق تماما وبقوة, إن الدورات الإنسانية التي أطرحها في مدرسة الحياة يمكن أن تكون رغم واقعيتها مؤلمة مستنزفة ومجهدة بقدر ما هي مفيدة و مجزية في النهاية للبعض وليس للجميع. ومع ذلك، في كل موقف أو علاقة أو لقاء أو إبتلاء, يمكن اكتشاف مجموعة من الدروس التهذيبية. عندما نختار الاستفادة بوعي من كل درس نواجهه جميعا, نكتشف تدريجيًا أن أفكارنا السابقة حول المحبة والرحمة والمرونة والحزن والخوف والثقة والكرم والإحترام " على سبيل المثال" ليس إلا, ربما كانت نصف مكتملة, وقد نعده الضوء الأخضر لحياتنا.
نتعمق أيضًا في وجهات نظر مختلفة لمساعدة البعض على اكتساب رؤى جديدة وحتى مواجهة وتحدي أفكارهم الحالية. من خلال فحص تجاربهم من زوايا مختلفة, يمكنهم اكتساب فهم أوسع لأنفسهم وحقيقتهم. والنتيجة، الهدف هو تمكين الكثير من اتخاذ خيارات واعية تتعايش مع ذواتهم الحقيقية. من خلال التعمق في الحقائق العميقة في الداخل, ويمكن للبعض التنقل في حياتهم بوضوح أكبر وهدف ووعي ذاتي أعمق.
في النهاية, عندما ندرك أن النمو والوعي جزء لا يتجزأ من الحياة وأن حضور مدرسة الحياة مسؤولية كل فرد, فإن مفهوم "الحياة كدرس" لم يعد مزعجًا. إننا نستطيع أن نبحث بكل انفتاح وإرتياح عن الجهود الكامنة, في الصعوبات التي نواجهها دون أن نشعر, بأننا محاصرون في رحلة مليئة بالتعلم القسري رغم حتميته. ورغم أننا لا نستطيع أن ندرك دائماً متى نمر بدروس الحياة حد الإجتياز, فإن الحكمة التي نكتسبها سوف تأت ثمارها, إذا ما نظرنا إلى الوراء بنظرة ثاقبة. ويقينا قد نعيش ونحيا واقع التجارب حين يتم بثها والتي نعيشها تماما. أرجو أن يكون لي في الغد القريب, نصيب فألتقي بكن عزيزاتي الطالبات لأعانق أرواحكن بشوق المحبة والإحترام.
غالية محروس المحروس
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق