مؤلفات الدكتور المسلم/ تراتيل الأقدار/تراتيل من زمن التيه/طوفان الأقدار/ خربشات من عوالق الزمن

 


خربشات من عوالق الزمن

تأليف: الدكتور سامي محمد سعيد المسلم

يأتي هذا العمل بثلاثة أجزاء متكاملة تشكّل معًا لوحة فكرية وأدبية متشابكة، ترصد حركة الإنسان في الزمان، وتُصغي لوشوشة الذاكرة حين تختلط فيها التجربة بالحلم، والحياة بالتأمل.

في الجزء الأول، يقدّم الكاتب مجموعة من القصائد النثرية التي تنبض بالوجدان الإنساني العميق، حيث تتحول اللغة إلى مرآةٍ للروح، تنقل انكساراتها وهمساتها في مواجهة عبث الزمن وتحوّلاته.

أما الجزء الثاني، فيضم ثلاث قصص اجتماعية تمسّ جوهر العلاقات الإنسانية وتكشف هشاشة البنى النفسية والاجتماعية التي تُشكّل ملامح المجتمع المعاصر، بأسلوبٍ سرديّ يجمع بين الواقعية والتأمل الفلسفي.

وفي الجزء الثالث، ينفتح الكاتب على أفقٍ أرحب من الفكر، عبر مجموعة من الموضوعات الاجتماعية والفلسفية التي تتناول قضايا الإنسان والهوية والقيم، بلغةٍ تجمع بين التحليل العميق والرؤية الإنسانية الراقية.

لا يقف الكتاب عند حدود الأجناس الأدبية، بل يتجاوزها نحو مشروعٍ جمالي وفكري يرى في الأدب وسيلةً للفهم والتطهير، وفي الكتابة مساحةً لمساءلة الذات والوجود.

يوحّد الدكتور سامي المسلم بين الشعر والفكر والسرد ضمن نسيجٍ واحد، يجعل من “الخربشات” تأملاتٍ في معنى الزمن الإنساني، ومن “العوالق” رموزًا لما يترسب في الذاكرة من وجعٍ وجمالٍ وتجربة.

«خربشات من عوالق الزمن» عملٌ يزاوج بين الحسّ الإبداعي والرؤية الفلسفية، فيجعل من كل صفحة رحلةً نحو أعماق الإنسان، بحثًا عن لحظة وعيٍ لا يطالها النسيان.

✦ " رواية "طوفان الأقدار" ✦
رواية طوفان الأقدار عمل اجتماعي يفتح نوافذ الوعي على صراع الإنسان مع ما يسميه "القدر"، بين ما يُفرض عليه وما يصنعه بيده.
هي رواية تتجاوز الحكاية لتصبح مرآة للمجتمع، ترصد تحولات النفس البشرية في مواجهة الخيبة والخذلان، وتكشف عن هشاشة العلاقات حين تهبّ عليها عواصف المصير.
فيها نقرأ الإنسان كما هو: كائناً يتشبث بالأمل وسط انهيارات متكررة، يحاول أن يعيد تعريف نفسه في عالم لا يرحم الضعفاء، ولا يمنح الطيبين فرصة النجاة إلا عبر الألم.
✦ تحليل الرواية ✦
من الناحية الموضوعية، تطرح طوفان الأقدار أسئلة وجودية عن الحرية والمسؤولية، وتضع الإنسان أمام معادلة دقيقة بين الإرادة والقدر. تتجلى الثيمة الأساسية في فكرة “الطوفان” كرمز للحدث الكاسح الذي يجرف الشخصيات نحو مصائر لم تختَرها، لكنها في العمق كانت نتيجة خياراتها الخفية.
أما على المستوى الاجتماعي، فالرواية ترصد بذكاء التناقضات داخل البنية الأسرية والمجتمعية، حيث تتقاطع القيم التقليدية مع الواقع المتغير، وينكشف الصراع بين الواجب والعاطفة، وبين المظهر الاجتماعي والحقيقة النفسية. إنها تسلط الضوء على قضايا مثل التسلط الأسري، خيانة المبادئ، وضياع الهوية في دوامة العلاقات المعقدة.
في البنية الفنية، استخدم الكاتب أسلوباً يقوم على التناوب بين السرد الداخلي والتوصيف الخارجي، ما منح الرواية بعداً نفسيّاً عميقاً. اللغة جاءت مشحونة بالعاطفة، ذات نَفَسٍ شعريّ في بعض المقاطع، دون أن تفقد وضوحها أو صدقها الواقعي. الحوار فيها يعكس اختلاف مستويات الوعي بين الشخصيات، بينما الرمز (كالطوفان، والماء، والقدر) يعمل كجسر يربط المعنى الإنساني بالبعد الفلسفي.
أما دلالة العنوان، فـ الطوفان ليس فقط حدثاً مأساويّاً، بل استعارة كبرى للحياة نفسها، حين تتحول من نهرٍ هادئ إلى سيلٍ جارف، يجبر الإنسان على إعادة اكتشاف ذاته بعد الانكسار.
يمكن القول إن طوفان الأقدار ليست رواية تُقرأ لتُروى فحسب، بل لتُفكّر. فهي دعوة إلى التأمل في معنى الاختيار، وفي الطريقة التي نحمل بها أقدارنا، لا كعبءٍ محتوم، بل كرحلة نحو الوعي بالذات والآخر.

تراتيل من زمن التيه
ديوان للدكتور سامي محمد سعيد المسلم
يأتي هذا الديوان بوصفه رحلة شعرية في دهاليز الروح، واستحضارًا لعمرٍ من التأمل والتجربة والحنين.
في تراتيل من زمن التيه لا يكتب الشاعر عن الزمن فحسب، بل يكتب من داخله، متوغّلًا في تضاريس الذاكرة والوجع والبحث عن المعنى.
تضم قصائد الديوان مجموعة من النصوص النثرية التي تنبض بصدق التجربة وحرارة الشعور، وتمتزج فيها اللغة بالشجن، والفكر بالعاطفة، لتصوغ خطابًا شعريًا يعكس رحلة إنسانٍ واجه التيه لا باليأس، بل بالتساؤل والجمال.
من خلال لغته المكثفة وإيقاعه الداخلي، يرسم الدكتور سامي المسلم صورة الإنسان المعاصر الممزق بين الحلم والواقع، بين الوعي والانكسار، ليجعل من القصيدة مساحة اعترافٍ وشفاء، ومن الشعر ترنيمةً ضد العدم.
تراتيل من زمن التيه ليس مجرد ديوان نثري، بل وثيقة وجدانية ترصد مراحل النضج الإنساني والفكري لشاعرٍ عاش التجربة بعمقٍ وتأملها بصدقٍ، فحوّل الألم إلى معرفة، والتيه إلى طريقٍ نحو الوعي.

تراتيل الأقدار رواية الدكتور سامي محمد سعيد المسلم في هذه الرواية، لا يُقدِّم الكاتب حكاية تقليدية بقدر ما يُقيم حوارًا فلسفيًا بين الإنسان وقدره. تغدو تراتيل الأقدار نصًا تأمليًا يختبر هشاشة الروح حين تتنازعها الإرادة والمكتوب، ويكشف كيف يتحوّل الصراع الداخلي إلى طقسٍ من الكشف والمعرفة. ينسج الدكتور سامي المسلم عوالمه السردية بلغةٍ عالية التوهج، تُجاور الشعر في صفائها، والفلسفة في عمقها. فالأحداث لا تسير على خطٍّ زمني مألوف، بل تتوالى كتراتيل تُستعاد فيها الذاكرة، وتُستجلى بها المعاني، فيتداخل الواقعي بالرمزي، والمألوف بالميتافيزيقي، حتى يصبح القدر ذاته شخصية فاعلة تراقب وتوجّه وتُعيد تشكيل المصائر. إنها رواية تسائل فكرة الإنسان المقهور بالمصير، لكنها في الوقت ذاته تمنحه لحظة وعيٍ نادرة بأن ما يظنه قدَرًا قد يكون صدى لاختياره الخفيّ. بهذا المزج بين الحتمية والحرية، وبين التجربة والاعتبار، يصوغ الكاتب عملًا سرديًا ينهل من منبعٍ إنسانيّ عميق، ويضع القارئ أمام مرآة ذاته؛ ليتأمل تراتيله الخاصة مع الأقدار.


تعليقات