رحل المربي الدكتور السيد باقر العوامي مبدعا عاملا مثابرا معطاءً خادما لمجتمعه

 


رحل المربي الدكتور السيد باقر العوامي مبدعا عاملا مثابرا معطاءً خادما لمجتمعه
الشيخ حسين البيات

لم يكن الخبر كسائر الاخبار اليومية المعتادة بل كان خبراً عن الموت المفاجئ لشخص خدم أسرته ومجتمعه ووطنه، رجلاً ربّى أجيالاً على حب العلم والمعرفة والسمو في الذات والرقي بها لكي يظل المجتمع معطاءً قادرا مقتدرا، ولم يطرق الموت شخصاً عادياً بل استلب مناً رجلاً عصامياً كافح لاجل المنزلة العلمية العالية فأفجعنا رحيله فقد كان رائد أسرتنا الاجتماعية في نشاطه وفي ما بذله من جهود خيرية كبيرة.

نعم .. لقد رحل عنا في هذا اليوم البروفيسور الدكتور باقر الذي اقام مركزه الطبي وشارك في تربية جيل علمي مقتدر وأبدع في خلق تجارب وقائية وعلمية وطنية وعالمية أفادت الإنسانية.

اقدم بالغ العزاء الى اسرته الكريمة ومحبيه والقطيف قاطبة لرحيل هذا الدكتور الشامخ الذي عاش معنا وعشنا معه حينما نرفع أيدينا الى السماء راجين عفوه ورحمته وحينما نركع ونسجد متوجهين الى الله نردد تكبيرا واجلالا لله فذهب الى ربه ناصع الذكر عظيم الصنع صافي القلب راضيا مرضيا، 

رحل عنا فاحزننا رحيله واوجعنا فقده وهو اليد العليا الدائمة في العطاء والبذل وصاحب المبادرات الإنسانية ولن تفارقنا هذه الصورة النورانية وهذه البسمة الحنونة وهذه الروح العظيمة وهذا القدر الكبير من التواضع في خلقه ولعلك لن تلتفت الى مكانته العلمية تلك لتواضعه في سمو أخلاقي متميز .

خبرناه ان اعطى فبصمت وان تحدث فبثقة ولن تجده مكثارا في تمجيد ما اعطى.

لقد كنتَ معنا بجسدك ننظر اليك ونسامر محياك ولكم كنت اتحدث عن سبل تقوية المجتمع والنهضة به علما وعملا وكنت الأسبق والاشمل فعلا واسرعنا صنعا وارفعنا ذكرا فكنتَ الرجل الباذل في عطائه فان بحثت عن الكرم فستجده امامه وان بحثت عن العلم والطب فستراه في مقدمته إتقانا وابداعا ولكم يكون للبلاغة عظمتها حينما يكون العمل هو سيد القول ولن تجد منه صخبا في اعلام ولا كثرة في كلام فقد كان عاملا محسنا.

حقا فقدت القطيف رجلا كبير القدر عميق العلم والعمل صانعا للمعروف انتج علما وأفاد مجتمعه فكان خير عامل وقدم الكثير مما نعجز عنه ولمثله فليعمل العاملون.

اقدم عزائي لاخيه العزيز السيد جعفر واخوته وابنائه واسرته الكريمة داعيا الله عز وجل ان يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه جنة الخلد ويعرف بينه وبين سادته الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين ويلهمكم الصبر والسلوان،

 واقدم بالغ العزاء الى القطيف التي انجبت الكبار وهي تنجب روح العلم والعطاء والصفاء والخلق العالي بمثل هذه القامة الكبيرة.

فانا لله وانا اليه راجعون

تعليقات