❗️كيف تنقل جرحك من روحك لروحك❗️
أكتب مقالي هذا, بعد فترة طويلة من التحمل والتحفظ والصبر والإحترام, لأقف هنا, شامخة معتزة بإنسانيتي وتوازني ووجودي الإيجابي, مع الجميع بلا استثناء, حيث إنني أشعر برغبة جادة, بأن أفتح قلبي للقراء الأفاضل، بغية إنتزاع بعض الضيق الجاثم على صدري. ولا زلت استطعم طعم الجهد والتعب الطفولي الذي يخترق شرايني! حيث كنت ولا زلت ألجأ إلى الصمت حين ألتمس التجاوز من البعض, حفاظا على مشاعري من الإيذاء والإيلام ! مدركة إن تهذيب الروح ليس سهلا لنيل المثل السامية الرفيعة.
يحضرني ماقرأته للكاتب الروائي الروسي، أنطون تشيخوف مقولة:( أصافحك بقوة وأتمنى لك صحة جيدة وميلا إلى العمل, عبثا يمتدحونك, إنهم لم يقدروك حق قدرك, وإنه ليبدو أنهم يسيئون فهمك,ولست أود أن أضرب المثل على ذلك). وهنا ومن منطلق تجاربي الإجتماعية في خضم الظروف الصعبة, ولأنني ميالة بطبعي للسكون والسلام الداخلي, حيث أفقد الإحساس بنفسي لمجرد مواجهتي موقفا يستفزني ويغيضني من بعض الأعزاء, وعندما أختلف مع من أحترمهم وأعزهم تمنعني أخلاقياتي من التصادم معهم ولي أسبابي. ولعلني هنا قد أردت تسليط الضوء على معاناة البعض بل الكثير منا,من تجاهل وجهل أخلاقي وإنساني وعدم إحترام خصوصية ومشاعر وكرامة الآخر. .
صدقا لا أجرؤ على القول, بإن لدينا فئة من الناس يعيشون حالة من الإحتضار والإفتقار الإنساني والسلوكي, حيث يمرون في سبات عميق بعيدين عن القيم! و في مضمار ذلك أعيش عذابات فكرة النص والإحساس بالغبن والإختناق، رغم تحفظي وتوازني مع تلك الفئة المعنية والمصابة، بعمى الإنسانية وبفقر الإحساس. حيث يقتحمني هنا سؤال جرئ ماذا لو خيروا أحدكم بين التعامل مع تلك الفئة بشكل عام والتي لا تخلو من المجازفة والإستنزاف وبين الإبتعاد عنها حفاظا على راحتك وكرامتك ماذا ستختار! باختصار شديد جدا, فكرت جيدا وحاولت منذ فترة بالإنسحاب والإبتعاد التدريجي, لحاجتي للهدوء والسكينة والذي أعده استحقاقا لروحي وذاتي! ولكني أدركت إن الإنسحاب لا يكفي لهكذا فئة. حيث أيقظ هذا السؤال الغضب الكامن داخلي, أنا إنسانة ولست كائنا فضائيا. المعذرة من القراء الكرام لقد كان مجرد ضيق في صدري أخرجته من داخلي. .
وأخيرا أعزائي الأفاضل, أردت أن أختار أيضا لذات الكاتب الروسي تشيخوف مقولة أخرى والتي تقول (إن كل ما في الإنسان يجب أن يكون جميلا ملابسه أخلاقه صوته وكلامه). غالية محروس المحروس
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق