✦ خطوة الظل على جليد الوقت ✦
كخطوة ظل على جليد اللحظات،
أقف في عزلة تتنفس من رئة الفقد،
وأنا صامت يا ابنة البحار،
أرقب الوجه الشمالي للزمن:
لا طيور تحطب السماء،
ولا سحابة تمر كخاطرة معتذر.
حتى التم، ذلك المهاجر الأبدي،
لم يعد يموج نحو الجنوب..
أنا هنا—
مورق ووحيد كشجر الأسود والياسمين،
أعمر حول الذاكرة كي لا أموت.
يا ابنة المياه، أنا لغز العزلة،
أؤثث فراغي بالعناق الضائع بين منعطفين،
وأحفظ قبلة الشوق التي ترفرف بين كمامتين،
كأنها حلم عصفور في قفص المخافة.
في شمال العالم العجيب هذا،
لا ألوان تغسل نافذتي عند المساء،
ولا أوتار تحنو، ولا أصوات تسأل.
المدينة هناك تختنق بضجيجها،
تركض خلف محطات القطار،
والفروشات السريعة، والكلمات المقطوعة،
كلسان مجهول يتعثر في طلب نادل أعجمي،
أو في طرق لا تمر بحياتك…
لست في متحف أقلب فيه أوجاع الأمس،
ولكني أتتبع الوجوه خلف الأقنعة،
ربما يكشف الصموت عن نغمة تشير إليك،
ربما تعرفين الطريق إلي بحرف مسروق من دفتر القمر،
أو ببصمة يد على زجاج القدر…
الكلمات هناك—
نايات قصب تعزفها الريح بلا معنى،
فتعلّم يا قلب أن تكون دفء الغياب،
وندَى الصمت حين يذوب الجليد،
وأن تصغي لما وراء الريح،
حيث تنبت من العتمة
بذرة ضوءٍ لا تنطفئ.
✍︎ نازك الخنيزي
تعليقات
إرسال تعليق