((هل تحررت ذات لحظة من وسادة حزنك, لتعتني بقلبك المكسور!؟))
منذ عمري, كنت عندما أشعر بالإنكسار وليكن نوعه، أركن إلى الصمت وأتوارى بعيدا, لأغيب في ذاتي, ولأبحث في ثنايا قلبي لأحاكي وجعي ,كي أرد إلى قلبي نبضه, رغم إنني كنت قد أدركت ماكان يشغلني, وعثرت على ما كنت أبحث عنه أخيرا! ما أردت ذكره هنا، بأنني سأهدي هذا النص, للموجوعين ولأصحاب القلوب المنكسرة, ولمن يحاصرهم الأرق والقهر والقلق متسائلة: كيف يكف القلب عن الخفقان! وكيف للقلب أن يستشف صدق مواجعنا ومشاعرنا عند الإنكسار والخذلان!؟ وكهذه استفسارات ماكانت ستخطر على بالي لو لم تتضح لي فكرة هذا النص.
· هل هناك من يعاني من جرح في القلب نتيجة موقف ما أو علاقة سابقة لا تزال تُشعره بالألم والإنكسار!؟
· هل هناك من يرغب في تجديد نهجه في العلاقات الإجتماعية الجديدة من خلال مراجعة أسباب انكسار قلبه في الماضي!؟
· هل أنت أحد أولئك الذين, يبحثون عن أدوات وإرشادات لعلاج صورة ذاتية مجروحة شوّهتها آثار انكسار القلب بطريقة أو بأخرى!؟
· هل أنت أحد الأشخاص الذين, يرغبون في التغلب على أنماط العلاقات السلبية السيئة وبناء علاقة صحية وطويلة الأمد ومُحبة في المستقبل!؟
· هل أنت أحد أولئك الذين يرغبون في أن يُؤثر وعيهم وحضورهم وتعاطفهم على جميع علاقاتهم بشكل أعمق!؟
· هل تعرف أحد الأفراد الذين, يرغبون في تجاوز الإسقاطات وتقبّل التسامح والوضوح, بشأن ما يمكنهم فعله بشكل مختلف في المستقبل!؟
ومن خلال تلك الإستفسارات الحتمية أعلاه, يحدث للبعض منا إن لم يكن الجميع انكسار القلب, وقد يغمرنا كالمطر الغزير. عند تجربة انكسار القلب, تغمرنا أرواحنا النقية بالحزن, ويتدفق فيضه إلى أجسادنا. يصبح الفقد فراغًا جسديًا, ويتحول الشوق إلى شعورٍ,غالبًا ما يعجز اللسان عن وصفه وتجسيده وإلى تحمله فوق طاقتنا. قد يبدو إصلاح وترميم القلب المكسور, مهمةً جسيمةً لدرجة أننا, لا نجرؤ على القيام بها خوفًا من إيذاء أنفسنا وإيلامها أكثر. لكن انكسار القلب كسائر المشاعر, يقع تحت تأثير وعينا وإدراكنا وعدم قدرتنا على تحمله. غالبًا ما يترك الألم الذي يجرحنا بعمقٍ, أكبر أثرًا دائمًا فينا. حيث الصدمة التي تُصبح ألمًا رقيقًا نابضًا في القلب, تقودنا في النهاية إلى طريق الإضاءة, فتنعم حياتنا بعمقٍ وثراءٍ استثنائي!
عندما يترسخ صدى إنكسار القلب, قد نجد أنفسنا نتراجع بهدوء, ونكبح ونكبت ونكتم مشاعرنا, كل ذلك في محاولة إخفاء إنكسارنا. وحينها نُكرّس طاقتنا بالتحفظ والتواجد مع من حولنا. وبينما تنبع هذه الأفعال من نوايا حسنة وطيبة, عندما لا تُقابل بالمثل فإنها قد تجعلنا نشعر بأننا,غير مرغوبين ولا مرئيين، وغير مسموعين, ومنفصلين عما ترغب به قلوبنا حقًا.
إن الاعتراف بزوال الحزن لا يخفف من وجعه, بل الوجع نفسه هو ما يحفز الشفاء. يُعلمنا الوجع أننا بحاجة إلى الاهتمام بذاتنا العاطفية الشفافة, وليكن نوعيتها وماهيتها, وأن نتأقلم مع مشاعرنا ونكون فيها بالكامل قبل أن نبدأ في الشفاء. يُقال إن الوقت يشفي جميع الجروح. وقد يُخفف الوقت من وجع القلب المكسور, لكن الشعور الكامل بوجعك والاعتراف به هو ما سيساعدك حقًا على الشفاء. إن التعامل مع وجع القلب بطريقة صحية بدلاً من تأجيله إلى الغد هو مفتاح الإصلاح. اللطف مطلوب أكثر من أي شيء آخر. والأهم من ذلك, افتح قلبك لإمكانية الحب والثقة والإيمان مرة أخرى. عندما تخرج يومًا ما قريبًا من وسادة حزنك, سترى أن الكون لم يتوقف عن كونه وأنت تعتني بقلبك المكسور والمجروح. تخرج من الجانب الآخر من التعافي أقوى مما مررت به.
سواءً كان وجع القلب ناتجًا عن انفصال حديث أو ذكريات مؤلمة عن حب مفقود،أو خذلان غير متوقع وقد قد يكون من الطبيعي الشعور بالوجع متوقع رغم وقوعه! عند مواجهة مشاعر قوية, ولكن يمكنك الاستفادة من ممارسات الشفاء بالوعي والتأمل والتوازن, لتخرج بقلب معافى, مستعدًا للحياة من جديد. لكن شفاء وجع قلبك عملية تتطلب وقتًا ودعمًا وجهدا لإرشادك إلى الطريق الصحيح.
وقد تحتاج لمن يرشدك بلطف, خلال رحلة إشباع رغبة قلبك في الشفاء والتعافي. بطرق مُشبعة بالاحترام والتعاطف, مع تقديم بعض التوجيهًات والنصح بدقة في كل خطوة من خطوات هذه العملية العلاجية. ستساعدك ممارسات الشفاء, ووجهات النظر المضيئة، والرؤى الشخصية الساعية على النجاح في اجتياز هذه الرحلة من قلبٍ مكسور إلى قلبٍ مُعافى. حينها ستكون قد أنعشت جوهرك العاطفي, وكوّنت قلبًا أكثر حكمة، مُحوّلًا أوقات التوتر والشك الذاتي وعدم اليقين إلى حرية المحبة من جديد لنفسك أولًا, ثم الآخرين.
وأخيرا،
خصص لنفسك وقتًا لشفاء حزنك، ولتُحيطه بفهمٍ حنونٍ وعطوف. لا شيء أهم من ذلك لخلق سعادتك ورضاك وراحة بالك في المستقبل. وانتهز كل لحظة تحمل الفرصة للإختيار بشكل مختلف والثقة في معرفتك الداخلية وخلق حياة تبدو حقيقية.
وحان الآن موعدي مع كوب من القهوة والتي تشعرني بالسكينة والهدوء.
غالية محروس المحروس
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق