(أن تصبح شخصًا أفضل في نظر نفسك, هو مشروع حياة كامل)


 (أن تصبح شخصًا أفضل في نظر نفسك, هو مشروع حياة كامل)

استوقفتني جدا, مقولة للأديب الكبير نجيب محفوظ:" نحن لا نموت حين تفارقنا الروح وحسب, نموت قبل ذلك حين تتشابه أيامنا, ونتوقف عن التغيير, حين لا يزداد شيء سوى أعمارنا وأوزاننا".

  بداية ما أردت الإشارة إليه,  هو إن الحياة  تكاد أن تكون معقدة, وتزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم,عندما نواجه صدمات,أو تحولات حياتية, أو لحظات إلهام, كيف نواجه هذه التحديات ونحوّلها إلى فرص لللأفضلية والتغيير؟ حيث يقضي البعض وقتًا طويلًا من حياتهم للبحث عن قدوات ومرشدين, ومعلمين, لإرشادهم في طريقهم. لا عيب في هذا, بل إن إيجاد الشخص المناسب في الوقت المناسب يُساعد البعض كثيرًا. ومع ذلك, من المهم أن نُدرك أنه في غياب مثل هذه الشخصية, يُمكننا الاعتماد على أنفسنا بكل ثقة. نحمل في داخلنا كل ما نحتاج لمعرفته لنتقدم في طريقنا نحو تحقيق الذات ونكون أفضل.

 لذا, عندما نجد أنفسنا على دربنا, لا نعرف إلى أين نتجه, ونتمنى الهداية, يمكننا أن نلجأ إلى أنفسنا. قد لا نعرف الإجابة الصحيحة عقلانيًا أو فكريًا, ولكن إذا سألنا ببساطة, وتركنا الأمر, وانتظرنا بصبر, فستأتي الإجابة. كلما مارسنا هذا وثقنا به, قلّ بحثنا عن معلمين ومرشدين خارج أنفسنا, لأننا نكون قد أصبحنا أنفسنا. بالنسبة للكثيرين منا, يكمن الحل في تدوين المذكرات.  وتمنحنا الكتابة شعورًا بالتمكين, وتُسهّل عملية الشفاء, وتعيننا على تجاوز الأوقات الصعبة.  بالطبع, لا يمكننا محو تاريخنا, ولكن يمكننا التأمل في تجاربنا ودراستها لفهمها بشكل أفضل, ولنكون أفضل وكيف ساهمت في تشكيل هويتنا اليوم, وما قد يحمله لنا المستقبل  لنكون أفضل مما نحن عليه بمحض إرادتنا. 

 في مرحلة ما من حياتنا, نجد أنفسنا غارقين في رغبة عارمة في أن نصبح أشخاصًا أفضل. فبينما نتميز جميعًا بقدرتنا الفريدة على التعامل مع هذا العالم الواسع, قد نشعر مع ذلك بدافع للتطور والتوسع والتغيير. هذه الحاجة الفطرية للتوسع الشخصي, قد تقودنا إلى مسارات عديدة أثناء تطورنا في سياق حياتنا الفردية. ومع ذلك, فإن الخطوات الأولى التي قد تضعنا على طريق التطور ليست واضحة دائمًا.  نتفهم رغبتنا في أن نكون أفضل, لكن لا نملك تعريفًا واضحًا لـ "الأفضل". لتخفيف هذا الغموض المُحبط في كثير من الأحيان من القلة من البعض, يمكننا اتخاذ خطوات صغيرة, مع مراعاة مفهومنا الخاص للنمو, بدلًا من السماح للآخرين بتوجيه مسار رحلتنا الحياتية. وعلينا أن نتقبل أن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها, فقد لا ندرك التحولات التي تحدث داخلنا في البداية.

 أن تصبح شخصًا أفضل في نظر نفسك, هو مشروع حياة كامل كما عنونته بأعلى النص, لذا عليك تركيز جهودك تدريجيًا في جوانب متعددة من حياتك. ولأنك تعرف بالفطرة الصفات التي تعتبرها جيدة, فإن تطورك كفرد هو ببساطة مسألة بذل الجهد لفعل الخير كلما أمكن. يجب أن يكون الاحترام عنصرًا أساسيًا في جهودك. عندما تُقر بأن جميع الناس يستحقون التعاطف والاعتبار والكرامة,  فأنت بطبيعة الحال أكثر ميلًا لمعاملتهم بالطريقة التي ترغب أن تُعامل بها. ستصبح تلقائيًا أكثر استماعًا, ومفيدًا للجميع, وصادقًا. 

· إن بذل المزيد من الجهد في كل ما تفعله يُسهّل التطور أيضًا. 

· إن التعامل مع واجباتك اليومية بموقف متفائل وتوقعات إيجابية يمكن أن يساعدك في جعل العالم مكانًا أكثر إشراقًا وبهجة.

· إن تقبّل قيمك ومبادئك ثم الالتزام بها سيُمكّنك من إدخال مستوى جديد من النزاهة والكرامة في حياتك.

 بينما تسعى جاهدًا لتطوير نفسك, يمكنك أن تفخر ليس فقط بنجاحاتك الفردية الإستثنائية, بل أيضًا بتنمية وعيك الداخلي من خلال خياراتك وأفعالك وسلوكياتك وقناعاتك وأفكارك. وقد لا تشعر أبدًا بأنك قد وصلت إلى قمة الوعي الذي تطمح إليه, لكن يمكنك تحقيق أقصى استفادة من هذه العملية الإبداعية للتحول للأفضل. أن تصبح شخصًا أفضل هو خيارك, وهو تقدم طبيعي في رحلة وعيك بذاتك, والعثور على صوتك الداخلي وحدسك! وهنا في نهاية المطاف ستكون الشخص الوحيد الأفضل الذي تنتظره  هو أنت . 

غالية محروس المحروس

تعليقات