#خاطرة_الجمعة « وصفة وعي .. ثمن صحتك ! »

 


 #خاطرة_الجمعة « وصفة وعي  .. ثمن صحتك ! »

عندما نطرح اصطلاح " الوعي الصحي " فإن تداعيات كثيرة تروح وتجيء في الذهن، هل كان أجدادنا وهم يأكلون الطبيعي يقدّرون ويضعون في حساباتهم هذا المصطلح؟! هم يتمتعون بصحة دائمة، وعاشوا في بيئة حية، وطبيعة جميلة، وحياة هادئة، وكانوا يأكلون ويشربون من الأرض الخالصة، ولا يعانون من مشاكل صحية . اليوم وبعد تغير نمط الحياة صحبه تغير في السلوك الغذائي، بدأنا نلحظ الكثير من الناس يجلسون كثيرًا ويأكلون كثيرًا، بدأ الترهل وشكل السمنة يزحف على بعضهم، وبتنا نسمع عن أمراض ما كنا نسمع بها أبدًا، لقد مُلئت المستشفيات والمراكز الصحية بالمرضى والمراجعين طلبًا للعلاج، نزور المستشفيات ونلاحظ الزحام في ممرات العيادات والطوارئ وغرف الأطباء .. في صورة لا أعتقد أن الطبيب مهما بلغ شأوه أو إخلاصه يستطيع أن يحقق أمراض المراجعين أو يتثبت من سير عللهم، لقد سئم الناس كثيرًا من المراجعات لقناعتهم بعدم جدوى العلاج، هم يرون كل يوم يخطف الموت الكثير من احبائهم ومعارفهم رغم الرعاية الصحية التي تظهرها المراكز الصحية والمستشفيات .. مستشفيات تفخر بأنها تدار بالعقول الالكترونية أو ما يعرف بـ " الذكاء الاصطناعي " ، ترى هل دار بخلد هذا الجيل أن أعمارهم أصبحت أقل من أعمار آبائهم ؟ وسط هذه الأخطار المحدقة والحقائق المؤلمة والأخطاء القاتلة .. وما تركته اللحظات الصامته التي قتلت ودمرت رغبتهم في الحياة، لقد أصبحوا أشخاص فاقدين الإرادة والاختيار .. لا بد من تغيير نمط حياتنا ونعيد حساباتنا من جديد ما كان أباؤنا إلا مرآة للحياة تعكس حيويتها وتدفقها ونبضها، فقد استطاعوا أن يصنعوا من الإمكانيات البسيطة حياة مفعمة بالأمل والابتهاج .. حياة كلها صحة ونشاط، لقد فاض بنا الحزن والألم ونحن نودع طاقات شابة كل يوم، ولو بذلنا عناية لمكافحة الأمراض وصوبنا بروتوكول العلاج لزالت نتائجها المفجعة .

نرى شخصًا معافى تمامًا في المساء، فإذا به يموت في الصباح، فكيف وقع ذلك ؟! إن مثل تلك الحالات ليست مفاجئة، بل هي متأصلة، تحدث نتيجة تراكم السموم في الخلية الحية تجعلها عاجزة عن القيام بوظائفها الحيوية، فظهور عوارض الجسم الأولية مؤشر حيوي ودفاعي من أجل البقاء، لذلك بقاء السموم في خلية الجسم مدة أطول تجعل الجسم ضعيفًا، أو قابلًا للإصابة بالأمراض، وقد تسمح للشخص قضاء سنوات عديدة دون أن يشعر بتلك السموم إلى أن تصل إلى مستويات مرتفعة يتبعها موكب من الأمراض والآلام، أو قد تؤدي إلى الموت فجأة، وفي المصطلح العام بالسكتة القلبية.

من المنطق أن نقول أن تطور الحضارة وما جلبت من تلوث البيئة بالكيماويات والأشعاع والتعديل الجيني، والمضافات الاصطناعية في الأغذية، والأدوية الكيميائية، وسوء الغذاء، وقبح العادات، والإنحراف عن سنن الله في خلقه، لعل كل هذا كان دافعًا كبيرًا لتطور الأمراض الخطيرة وزيادتها وارتفاع الوفيات وتأخر شفاء المرضى. إن الجسم لا يصاب بالمرض إلا إذا تعرض لخلل في خلاياه، والجراثيم لا تصيب الجسم الصحيح، ولكنها تتغلب على الجسم إذا أصابه الخلل، وهو ما يفسر تعرض شخصين لنفس الجراثيم ولنفس الظروف، ولكن أحدهما يصاب بالمرض دون الآخر. وفي مقابل ذلك في حال حدوث خلل في خلايا الجسم أو تعرضها لأي طارىء يفقدها القدرة على القيام بوظائفها الحيوية، ويترتب على ذلك ضعف الخلايا وإلى موتها. 

وانطلاقًا من هذه المنغصات والإجراءات الخاطئة وما يجري من متغيرات، فإنه يتحتم على المهتمين بالصحة من أطباء واختصاصيي تغذية وغيرهم البحث عن طرق علاج بديلة، أكثر عقلانية وأقل هدرًا لاستعمال الأدوية .. ففي جسم الإنسان نظام دفاعي مذهل ورائع يقف المرء أمامه مبهورًا، فلو أراد عدد كبير من البشر أن يحموا مكانًا ويحصنوه لما استطاعوا أن يفعلوا ذلك بهذه الكيفية .. ما تركته الأغذية والأدوية من سموم نزعت عنا نعمة الصحة التي وهبها الله عز وجل علينا، فالطب الحديث أخذ عندنا اتجاهًا مختلفًا، فكر مادي يربط الحياة بقيمة ما تصرفه من مال .. إذا كان المال ينفع تحت رحمة بدع طبية ضد الإنسانية، وصرنا نتلمس الصحة من لايملكون الصحة !!

وأخيرًا ، فكروا قليلًا .. واستحضروا في ذاكرتكم مقدار إيرادكم من صحتكم ، ألا تريدون أن تتجنبوا الأمراض بقية حياتكم ؟ .. تخيلوا ما يجب دفعه من نفقات ووقت للمعالجة في المستشفيات .. ألا تريدون أن تحتفظوا بالحيوية والنشاط؟ وعوضًا عن أن تتكبدوا المصروفات الطائلة والأوقات الثمينة في المراجعات، ألا تفضلون أن تتجنبوا التعب والضعف بغذاء صالح وراحة بال؟ .. وإذا صدف أنكم لم تمرضوا منذ وقت طويل ولم تراجعوا طبيبًا ، فهل تفكرون بأيام التعب حين تضطرون لمراجعة المستشفيات يكبدونكم مبالغ طائلة؟.هذا لأ جدال فيه ! .. إذن: إن الصحة تكلف ذهبًا، وهي أثمن بكثير مما تظنون !!  فهل هناك من يريد دفع الثمن ؟ 

 -- اللهم احفظ الزائرين لإحياء يوم الأربعين، وتقبل أعمالهم وسجلهم من الزائرين لأبي عبدالله الحسين أرواحنا له الفداء .اللهم أرحم من توسدت أجسادهم الأكفان، وأجعل قبورهم خير مسكن تغفو به أعينهم حتى تقوم الساعة وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه بحق الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .

 طابت جمعتكم بالصلاة على محمد وآل محمد.

_________

-- هل سنظل نتحسّر على أيام زمان كان الأكل صحيًا أكثر وكان الإنتاج طبيعيًا أكثر من إنتاج أيامنا هذه، وكانت الناس على درجة من البساطة والطيبة أعلى بكثير مما هي عليه أناس هذه الأيام، حتى الحياة نفسها كانت أقل تعقيدًا وأكثر سلاسة من حياتنا الحاضرة .


محبكم/ منصور الصلبوخ  .

تعليقات