الواقع الافتراضي للحقيقة
هل هناك حقيقة مطلقة؟ أم أن كل شيء مجرد رأي شخصي؟
يعتقد الكثيرون اليوم أن الحقيقة نسبية, ويؤكدون أنها تعتمد على مشاعرك وظروفك وعلى شجاعتك وجرأتك. في أي وقت, هذا يعني أن ما هو صحيح ومناسب لك قد يكون خاطئًا وغير مناسبا لغيرك. ومع ذلك, فإن هذا النوع من التفكير يتركنا دون أي مبادئ ثابتة, عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالقضايا والشؤون الإنسانية والأخلاقية الثابتة.
إنه يخلق وبشكل عام مجتمعًا بلا معايير ثابتة:
· حيث يُسمح بممارسة أي نوع من السلوكيات والتسامح معها, طالما أنها لا تضر بالآخرين.
· إنه يشجع البعض من الناس على تصديق ما يحلو لهم, طالما كانوا صادقين فيه. على سبيل المثال, بعض الناس صادقون فيما يؤمنون به, لكنهم في الواقع مخطئون.
بالنسبة لي, لقد تعلمتُ بنفسي أننا جميعًا, نملك القدرة على بناء مجتمع استثنائي فيه من القيم والمبادئ الخلاقة. يمكننا أن نعيش أعظم إرث لنا, وهذا يبدأ بتجسيد أفضل نسخة منا. حيث أؤمن أن الحقيقة المطلقة. إنها شيء لا يتغير من عصر لآخر أو من شخص لآخر. فأين نجد تلك الحقيقة المطلقة؟! لقد كشف الله الحقيقة في القرآن الكريم! التي تهدينا إلى كل خير في الحياة. نعم, كل كلمة نقرأها في القرآن الكريم هي الحقيقة. فإذا اتبعناها فقد نصل إلى طريق الحق والحياة.
أعتقد أنه من المفاجئ والدهشة, أن يتحدث الناس عن الحقيقة والواقع! حيث يتعلق الأمر بفكرة أننا نعيش اليوم, في مجتمع نشعر فيه بأن الحقيقة قد هُزمت. يبدو أن هذا يكفي الناس, فلا يهم أن روح الحقيقة قد هُزمت وقد أسقطها الغير بطريقة أو بأخرى .
لا يزال هذا عالمًا, أتحدث بشكل عام بعيدًا عن الرأي الثقيل, مسألة الإهتمام بأي شيء أسوأ من شخص لا يملك حقيقة معتقداته ومبادئه في أي مجتمع كان. وعلينا أن نبدأ اليوم ونمارس مانؤمن به ونعتقد بواقعيته وحقيقته دون تجاوز أو إيذاء الغير.
كل يوم يمنحنا فرصة لتجديد عزمنا على الثبات أمام الكون. من أصعب ما في الحياة أن نشعر بأننا عالقون وثابتون في وضع نحبه ونرغب في التمسك به. ربما نكون قد أرهقنا أنفسنا في محاولة إيجاد طريقة للتغيير أو الثبات، بل وربما البعض قد استسلم. مع ذلك, يمنحنا كل يوم فرصة لتجديد عزمنا وإعلان الكون استعدادنا للمواظبة. قد نقول بصوت عالٍ إننا حاولنا وكافحنا ولم نجد سبيلاً, لكننا منفتحون على العالم ونعتزم مواصلة العمل لإحداث تغيير لأنفسنا تبعا لمبادئنا وقناعاتنا . قد يكون إعلان هذا أمام السماء والأرض , ولأنفسنا, هو الحل تفاديا للتجاوز والتأرجح الذي يمر البعض به. ويمكننا القيام بذلك اليوم ولا بأس لو كان بالإمكان الآن. لحياة أكثر سكينة وسلاما وذلك:
· لتحسين أدواتك الروحية ولتحقيق فوائد جذرية ودائمة.
· لإستقبال المزيد من المعجزات بالتعمق في تطبيق مبادئك ومعتقداتك ومفاهيمك مثل الحضور الفكري, والاستسلام الروحي.
· باحترام ذاتك بكاملها واكتشاف حقيقتك وقيمك.
· بالعيش بعزيمة وثبات, مهما كان انشغالك هنا وهناك.
· باكتساب الوضوح, التي توافق سلوكياتك مع حقيقتك.
واخيراً أكرر سؤالي هنا : هل هناك حقيقة مطلقة؟ أم أن كل شيء مجرد رأي شخصي؟ياترى ماذا تعتقد؟؟؟
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق