(حين تنحى أحاسيسي منحى استثنائيا في الرثاء).


 (حين تنحى أحاسيسي منحى استثنائيا في الرثاء).

المعذرة هنا وعلى غير العادة استثنائا, سأقتبس إحساس الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي،  في أدبها وهي تصف الحزن" بأنه تجربة عميقة ومتعددة الأوجه, قد يكون صامتا أو يُعبّر عنه بالدموع أو الشعور بالذهول, ويمكن أن يكون الحزن عميقا يصبح فيها البكاء مبتذلا". وكما تظهر أحلام إن الحزن قد يصاحب الفرح, وإننا نعيش في عالم يُحمل في داخله أشياء لم نرغب بها.                                       .                     
وهنا, تجول بخاطري فكرة الموت, وتهيج عبراتي كلما فكرت في شأن كثرة الموت وفقد الأحباء هنا وهناك, و تزداد حيرتي, كلما زاد شأن الموت غموضاً! ولا أتخيل الموت إلا رهيب, ولعل غموض الموت ورهبته هما سبب الحيرة والعجز ، التي يعانيها الفاقد من ذلك.  بالأمس الأول، حيث غيّب الموت الشاب الوسيم "وسام عبد الله الزاير" حيث شاءت الأقدار أن يتحرر من  أسر السرير, والذي لازمه على مدى عشرين عاما دون تذمر دون تأسي! وكأن غيابه أصبح قدراً كونياً, وعند رحيله قد إنتهى كل شيء بما فيه سريره الذي أصبح خاويا دونه. وعندها أستشفيت كم نتوجع لمن يغادرنا ممن نحب, ليترسب طعم الحزن بأرواحنا, رغم إن طعم الموت يكاد أن يكون واحدا.                            .       
كم كان موجعا أن أرثي شاباً غادرنا دون أن ينال شيئا من دنياه غير الوجع والمرض  ! ماذا تراني أن أقول في رثائك يا وسامّ ومن أعزي! صدقا إن والدتك الفاضلة, أكثر تجلدا وصبرا حيث حباها الله الكثير من الصبر والشكر على مدى سنوات من المعاناة والوجع,    والآن بفقد عزيزها, أنت يا وسام رجل الأخلاق والتواضع والإيمان, ولكن القدر لم يمهلك, حيث الفاجعة فيك قاسية,أبكاني صبر والدتك في الساعة الأولى من رحيلك رغم حزنها الشديد! وأنا من عرفتك أول ما جئت للدنيا, وبعدها عرفت فيك تواضعك وابتسامتك الدائمة، واعتزازك بأهلك وبمعارفك وتواصلك الدائم مع الجميع، قبل أن تداهمك الأوجاع  والمعاناة, وزاد من لوعتي أنني لم أحظى بزيارتك كثيراً حينها, ولكن بقيت يا وسام في ذاكرتي صبورا مؤمنا، هكذا قلبك من احتواه الرضا بقضاء الله وقدره. وقد شاء الله لك بالراحة  الأبدية.                                                         


لا أخفيك سنفتقدك كثيرا و نتمنى أن تكون بيننا,ولكن لن يستجاب لنا حيث التمني لن يحقق طلبنا! وعزاؤنا إنك ياوسام تركت خلفك ذكرى عطرة , وستبقى بيننا بأنفاسك. ونحن لا نملك ما نقوله في هذا المصاب الموجع, إلا الدعاء للشاب وسام بالمغفرة والرحمة. ولوالديه نقول: مأجورين ومثابين له الجنة ولكم الصبر.                          

    غالية محروس المحروس

تعليقات