❗️قد يكون سلوكنا بنفس أهمية هويتنا ومبادئنا❗️


❗️قد يكون سلوكنا بنفس أهمية هويتنا ومبادئنا❗️

هناك أوقات في حياتنا تُهيئنا لبداية جديدة, لقرار صعب,لإحترام بعض المبادئ الفردية, وعدم الإلتفات لآراء الغير المغرضة التي لا تنتهي! كلها أوقات تُحوّل عقولنا إلى بدايات جديدة. ميزتها أنها تحمل معها طاقة ذلك الحدث, مُحدثةً موجةً من التغيير حولها, نمتطيها لنصل إلى وجهتنا التالية. حيث يمكننا أن نبدأ من جديد في أي وقت, في أي لحظة, يُمكننا أن نُقرر أن يومًا استثنائيا أو حدثا فرديا بدأ على نحوٍ استثنائي أيضا يحتاج إلى إعادة انطلاق. إنه تحوّلٌ عقليٌّ يُتيح لنا إعادة النظر في كل شيء والتعامل مع أي شيء ببداية نظرة جديدة. يُمكننا اتخاذ هذا القرار في أي وقت.

 تكون البداية الجديدة أقوى عندما نُركز انتباهنا على ما نختار القيام به. إن توجيه كل انتباهنا للجوانب غير المرغوب فيها في حياتنا يسمح لما نقاومه بالإستمرار. علينا أن نتذكر أن نترك مساحةً كافيةً في عملية البدايات الجديدة لنكون لطفاء مع أنفسنا. يستغرق الأمر وقتًا للتعود على أي شيء جديد, مهما كان صعبا. لا داعي للشعور بالإحباط إذا لم نحقق أهدافنا الجديدة فورًا. بدلًا من ذلك, علينا أن ندرك أهمية المضي قدمًا, مدركين أننا مع كل خيار نتعلم وننمو ونسير في اتجاه إيجابي.

 لا أحد يعلم من تؤثر في حياته, كبيرًا كان أم صغيرًا, ومع تسارع وتيرة الحياة العصرية وكثرتها, يعزلنا بعضنا عن بعض, ويزداد التواصل الذي نتشاركه أهميةً. نمتص طاقة بعضنا البعض دون وعي, متبنيين طباع من نتشارك معهم في المجتمع, فنجد أنفسنا نتغير بعد لحظات اللقاءات العابرة. كل ما نفعله ونقرره أو نقوله له القدرة على التأثير ليس فقط على من نتعامل ونعمل ونعرف، بل أيضًا على من نلتقي بهم للتو هنا وهناك. ورغم أننا قد لا ندرك أبدًا مدى تأثيرنا وليكن نوعيته وعمقه, فإن تقبّل وفهم بأن مواقفنا وخياراتنا ستؤثر على الآخرين يمكن أن يساعدنا على التحلي باللياقة والتوازن في جميع الأوقات. فعندما نسعى دائمًا إلى أن نكون ودودين ومتعاونين ومتجاوبين ومتعاطفين, فإننا نخلق بسهولة جوًا من حولنا ملهمًا ومشجعًا وداعما.

 نادرًا ما يُفكّر معظم الناس في التأثير الذي أحدثوه أو سيُحدثونه على الآخرين. عندما نُخصص بضع لحظات للتأمل,في كيفية تأثير أنماط وجودنا الفردية على الأشخاص الذين نقضي وقتًا معهم كل حين, عن قرب أو من خلال التواصل عن بعد, فإننا نقترب خطوةً من رؤية أنفسنا من خلال عيون الآخرين. بسؤال أنفسنا عما إذا كان من نلتقيهم يغادرون وهم يشعرون بالتقدير والإحترام والمحبة والإمتنان أو بردود فعل سلبي كما هو سائد عن البعض, حيث يُمكننا زيادة وعينا بالتأثير الذي نُحدثه في النهاية. شيء بسيط كإبتسامة تُمنح مجانًا يُمكن أن تنير عالم الشخص بأكمله مؤقتًا. وقد يُلهم سلوكنا القائم على القيم والمبادئ الآخرين للتفكير فيما إذا كانت حياتهم الخاصة تعكس قيمهم. كلمة نصيحة يُمكن أن تُساعد الآخرين على رؤية الحياة بطريقة صائبة وعادلة وجديدة تمامًا. ويمكن أن تُثبت لفتات ومواقف اللطف الصغيرة,  لأولئك الذين يشعرون بالمرارة من العالم,  بأن الخير والإحترام لا يزال موجودًا. بمجرد أن نكون أنفسنا, نُؤثر على حياة الآخرين بطرق خفية ومؤثرة ومُغيرة للحياة.

ولضمان تأثير إيجابي, يجب أن نسعى جاهدين للبقاء صادقين مع أنفسنا, مدركين أن سلوكنا هو ما نظهره, وليس روعة دواخلنا التي يراها الآخرون.  لذا, عند تفاعلنا مع البعض, قد يكون سلوكنا بنفس أهمية هويتنا. إذا عكسنا دفئنا وسلوكنا وشغفنا بالحياة في ملامح وجوهنا وأصواتنا وكلماتنا، سيغادر كل من يدخل دائرة تأثيرنا عالمنا وهو يشعر بالسلام مع نفسه ومعنا. ولعلني أكرر هنا, بأن لا أحد يعلم من تؤثر في حياته، كبيرًا كان أم صغيرًا. حاول أن تتذكر هذا وأنت تخرج إلى العالم كل يوم بالتفكير الإيجابي.

 قد يكون هناك دائمًا أشخاص في حياتك يُحمّلون أنفسهم مسؤولية إحداث وإثارة الفوضى, وسحق الأمل, والتظاهر بأنهم فوق الشبهات حتى لو أفسدوا بذلك تجاربهم الشخصية. لكن لا داعي لأن تسمح لسلبيتهم وقسوتهم بأن يُفسدوا مزاجك الجيد وشخصيتك المتزنة المسالمة. غالبًا ما يكون رد فعلنا الأول عند مواجهة شخص استثنائي, هو التعبير عن إنتقادنا بغضبنا وإحباطنا بعبارات مستفزة واضحة. ومع ذلك, فإن هؤلاء السلبيين لا يملكون القدرة على تعكير صفو حياتنا إلا إذا سمحنا لهم بذلك.

 عند التعامل مع هؤلاء الأشخاص, يمكننا اختيار عدم الإستجابة لسلوكهم والسماح لسلوكنا الإيجابي المحمل بمبادئ عميقة أن يكون قدوة.  لأن الحياة تتطلب منا التفاعل مع شخصيات عديدة مختلفة, فليس من النادر أن نواجه موقفًا قد يؤثر فيه سلوك شخص ما سلبًا على تجارب الآخرين. فالشخص الصاخب والفظ قد يزعج هدوء من يجتمعون لممارسة السلام والسكون والسعادة. والشخص المشاغب المتشائم والشديد الإنتقاد,  قد يدمر المعنويات ويتسبب في فرض قواعد تؤثر على حياة الغير.  وتذكر بأنك في حياتك الشخصية قد تكون مصدر إلهاء قويًا يمنعك من التركيز على النعم التي وُهبت لك وعلى من يحبونك.

 غالية محروس المحروس

تعليقات