((لنسمو بإنسانيتنا حيث رمضان موسم الصفاء الروحي))

 


((لنسمو بإنسانيتنا حيث رمضان موسم الصفاء الروحي))

 طالما عجزت عن  صياغة المقدمة لمقالي هذا,  ولم أعد قادرة، على تهيئة القارئ وشذ انتباهه لفكرة ولعمق النص, لذا و من داخلي سأبدأ مباشرة, لأحاول أن أصعد بك أيها القارئ الكريم، على صدق مشاعري, ولا شك أنت صاحب الحس المرهف.  في حين يترقب الملايين من مسلمي العالم هلال رمضان المبارك, ليأتي بخيراته ومغفرته علينا جميعا, ونحن نرقب أيضا هلال العفو والتسامح والمحبة والعطاء, الذي نأمل أن  يشع  ويبث في أرواحنا المنهكة والمجهدة بالسكينة وبالطمأنينة, لمن صام وقام  في هذا الشهر الكريم ولمن ابتغى  الرضا والعفو من الله سبحانه وتعالى.                                                             
 هاهي السماء تفتح أبوابها طهرا, ولعلها تهبني من طهرها لتهدأ روحي وتسكن. في تلك اللحظة التي يحب فيها الصائم القائم والعابد العاشق الله، نعم تلك اللحظة التي يمنح قلبه وطهره لله سبحانه وتعالى, وإلا سيضيع منه ويفقد ما صرف جهده إليه، ولكن لا تزال الطهارة والنقاء ميزة مرتبطة بالدموع والبكاء, وقبلها النية الصادقة بتوبة صادقة أيضا.  لا يسعني إلا أن أبارك لأحبتي هنا من الكتاب والقراء بهذا الشهر العظيم, وادعو الله أن يمن عليكم بالخير والمحبة والطاعة وأن يعيده عليكم وأنتم ترفلون بالصحة والقناعة وتحقيق ما طاب لكم من الأمنيات.

 المعذرة سأطلق هنا، دعوة استثنائية بصوت مرتبك فيه من البحة, مايكفي لأن أكون على يقين بإن البعض ممن يقرأني سوف يدرك محتوى رسالتي! ولكن لا مجال الآن لكتابة مطولة عن شهر رمضان العظيم.  حيث هناك الكثير من أصحاب الأقلام قد كتبوا و سيكتبوا أكثرك عن رمضان الخير والنور, رمضان العطر والطهر, رمضان الصلاة والذكر,  وذلك لإختلافه عن تلك الأشهر الرمضانية القديمة والمنصرمة من حيث الوهج والمذاق! والعفو ثم العفو ممن لم يدرك ما أردت ذكره على استحياء . إن عظمة هذا الشهر لا إختلاف عليه! هناك من البعض إزداد سوءا وظلمة وظلاما وهناك ممن عفى وسامح عمن أساء إليه.

   سأوجه قلمي  بإتجاه القبلة من أجل الطهر والعفاف, حيث توقفت ذاكرتي وكاد معها  أن يتوقف قلبي, بما يختلج من إجلال وطهر للطهر ذاته, وأعترف حيث تزدحم على عتبة قلبي أمور الدنيا,أبدو مشتتة الأفكار في حركة قلمي, لا تقلق أيها القارئ! هذه مجرد أحاسيس مختلطة مغلفة بالحياء من الله وبالطهر الذاتي ذلك الطهر بعينه لكل من يخاف الله ويخشاه.  عندما أكون بمفردي تتسامى نفسي إلى الطهر أحاول أن أكسبها بالعبادة بطريقتي وعزاءي الوحيد هو إنني أتعامل مع رب عادل أحبه بطريقتي واطمح أن يحبني بطريقته ايضا . وهنا أهدي مقالي هذا إلى كل من رضيت بالعفاف مبدئا واقتدت بالطهر والحياء مسلكا, واسمحي لي أيتها الفاضلة بان اهمس بإذنك وبحياء شديد حيث الدين النصيحة: رفقا بعفتك وطهارتك وأنت بهذا تكملي إيمانك,حيث الكمال الأخلاقي قمة حثنا الدين على ارتقائه.                                

    ولئن كانت كل شهور العام للجسد فلماذا لا نعد هذا الشهر الروحاني للروح! ياترى هل نجتمع ويجمعنا هذا الشهر العظيم, على التآلف والترابط الأخوي العائلي المطلوب منا, على الخير والمحبة والرحمة أم إن هناك الإجتماع فقط حول مائدة الإفطار, وبعدها أكواب القهوة والشاي لإشباع بطوننا بما لذا وطاب من الأكل والشرب أم ماذا!! وهنا استغاثة خفية وخجولة! دعونا ننتهز الفرصة العظيمة لمناجاة قلوبنا معا نحن العائلة الواحدة. ألا يكفي إنه سريع وقصير وسرعان ماينقضي وينتهي سريعا على بغتة منا!

دعونا نحيا ونعيش عالم الجلال والجمال ، ونرتقي بكل مايليق بعظمة وقداسة هذا الشهر الفضيل، بغية النيل والفوز  بالرضا والعفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى.

وأخيرا ، لدي تساؤل افتراضي  أتأمل وأتخيل  فيه نفسي ، في إحدى ليالي رمضان، إن طعام الإفطار قد جثم ورقد على صدري وأصبحت عاجزة على التنفس!!! كأني أختنق من ثقل الأكل وفرط الشبع الزائد!! وحينها وقبل موتي أمامي فقط أن أتلو الشهادتين! لطفك يالله 

هذا مجرد خيال ليس إلا!!

الله الله في بطونكم لا تبالغوا في التناول،  وأمامكم الليل الطويل وتأنوا حتى لا يصيبكم ماتخيلته هنا .والسلامة للجميع.  

غالية محروس المحروس

تعليقات