( أما يكفي أن أرض القطيف تجتاح قلبي!)
أعددت كوب قهوتي الخاص ورائحة الوطن تنعشني, وحين اكتب عن وطني الحبيب لا سيما مسقط رأسي القطيف اشعر بالإكتفاء, حيث النخيل والرمال بل الأمان والسلام والخير والعطاء, البعض والكثير الكثير من عشاق الوطن سيكتب عن الوطن وحب الوطن في يوم التأسيس والذي كان بمرسوم ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله. ثمة فخر واعتزاز و شكر أكبر من مساحة الوطن, قد لا تتسع لها مشاعري الصادقة, فالوطن يستحق كل غالي حيث المملكة العربية السعودية ارض الحضارة العريقة.
ذات طفولةٍ وعلى امتداد الحدود الجغرافية و العراقة التاريخية, أحببت القطيف ولا زلت, منذ أن أدركت خارطةَ الوطن منحوتةً في جدار قلبي, والتي تنقش ذاكرة الزمان والمكان, وتتجسد بألوانها الأبيض والأخضر حيث تشع في سماء قلبي وروحي . سيكون مقالي هذه المرة استثنائا, أكثر بياضا وإخضرارا ليتنافسا على البقاء في هذه الصفحة, لأسرد لأهل القطيف الأفاضل عمق إحترامي وتقديري.
ما عساني أقول في زحمة وضجيج الحياة, وبكل ما أوتيت من صدق إحساسي!
حيث لن أحرر هذه اللحظة شيئا, قبل أن أقف إجلالا لكل من يكن لأرضه ووطنه روح الوطنية بالإمتنان والإنتماء والفخر والحب. وفي ذات الوقت متسائلة: ما السر الذي يكن في نفسي وبشغف لافت, قبل أن أفقد حماسي المتأرجح بين حلم وأمل وأمنية, هو أن أتمنى أن أكون فنانة وأحمل ريشة لأرسم لوحة مبهجة للقطيف الحبيبة. كم قطيفنا بحاجة إلى هكذا إحساس وأناس مغرمون بالأمل والعمل والعطاء و لا شيء آخر هكذا هو الأمر, لدينا ثمة نخبة من البشر تتعمق في أرواحهم حب الوطن, فمضوا ينادون بالوطنية وقضوا حياتهم من أجل الوطن. أغلب ظني أن أهل القطيف الذين لا يرضون دخول الجنة إلا ومعهم القطيف. ليس أجمل من صدق الوطنية والمواطنة, بها ومعها تختفي كل الأوجاع التي تحاول التهامنا, إذا ما أدركنا أرض الوطن مليئة بالإحتواء والإنتماء والإكتفاء! وهكذا نستحق هذه الهوية المباركة التي تتخللها المحبة والعطاء.
ستبقى القطيف قيمة حياتي ومعناها فلا حياة لي ولا حضور دون وجودي على أرض القطيف, ترى ما الذي حدث لمشاعري في لحظة كتابتي هذه, والتي استنفرت و تأهبت وتركت لأفكاري العنان, وخشيت على كلماتي ألا تتطاير من بين السطور, والتقطت قلمي دون اكتراث حيث تنبهت إلى فنجان القهوة الذي كاد أن يبرد, وأخذت رشفات متلاحقة دون أن أتذوق طعمها الفاخر. مهما تحدثت أو كتبت عن أرضي سأبقى ربما بعيدة عن روعة الروح والقلب, حيث القطيف تعيش بداخلي لتصبح مصدر كتاباتي, فالقطيف عطاء لا حد له, لذا تجدها متجسدة في كل ما أكتب لأجعل أرض القطيف أكثر بهاء في قلبي وعيني, ولأسرد للقراء بأنهم كانوا هنا بحبهم وأحلامهم البيضاء على قارعة القطيف. أما يكفي أن أرض القطيف تجتاح قلبي! ألا تتفق معي أيها القارئ الكريم!
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق