#خاطرة_الجمعة « وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ »


 #خاطرة_الجمعة « وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ » 

-- قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله: « من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » إذن فمن يكون هذا الإمام الذي يجب معرفته؟ الإمام وارث النبي وحامل لرسالته، وقادر على تحمل الأذى من أجل الإسلام، مقدمًا للمصلحة العامة على الخاصة، معصومًا، حامل لكتاب الله ومفسرًا له وغير ذلك من الصفات التي يمكننا معرفتها من سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولو انتفى وجود الإمام عليه السلام لما استطعنا أن نعبد الله حق عبادته ولا يمكننا معرفة رسالة النبي صلى الله عليه وآله، روي عن إمامنا الباقر عليه السلام: « إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منّا أهل البيت » الكافي،ج١،ص١٨١ .

فبعد أن هدانا الله لمعرفتهم وموالاتهم فنسأله تعالى المعرفة لهم وبهم في درجاتها الأخرى، « اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني » (المصدر:كمال الدين ج٢،ص١١ - ١٢) .

-- لقد شاءت العناية الإلهية أن تكون هذه الليلة المباركة، ليلة النصف من شهر شعبان هي الليلة الموعودة، فقد تمايلت ستائر الغروب وهنًا، وبدأت نجوم الدجى تتبرّج بضيائها لتستقر في كبد السماء مكان أصابع الشمس، لحظة ولادة المنتظر الموعود، وانتقاله إلى هذا العالم، لحظة رهيبة، تتجلّى فيها القدسية والنورانية والروحانية، ويغشى النور الباهر القوي السيدة نرجس، بحيث لا يمكن رؤيتها في تلك اللحظة، لأنها مغمورة بنور لا يشبه أنوار الدنيا، وضعت نرجسُ وليدها المبارك تحيطه العناية برعايتها، وتحفُّ الملائكةُ بمهده، وقع على الأرض متلقيًا الأرض بمساجده رافعًا رأسه إلى السماء، وتشهد بالشهادتين وعدّ الأئمة إمامًا إمامًا إلى أن بلغ نفسه ثم قال: « اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي وأملأ الأرض عدلاً وقسطًا » .. وتلى الآية الكريمة: « وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ » صدق الله العلي العظيم. وما الضياء الذي عم الكون إلا انعكاس لأصل نور من ولد في شهر الشفاعة والرحمة .

-- السلام على من تنحني الرؤوس عند ذكره، ياحجّة الله، ياصاحب الزمان، والقائم المنتظر، والقائد المُظفَّر، والإمام الثاني عشر صاحب الأمر، الحجة بن الحسن العسكري المهدي عجل الله فرجه، إمامنا الحاضر ولي العصر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، قلوبنا معلّقة به، وتهفوا إليه، ولا يغيب عن بالنا، نترقب ظهوره والأنس بوجوده معنا في هذا الزمان وإن كنّا لا نعرفه من بين الناس، فطوبى لمن يسير في طريقه فإنه يصل إلى الله ..

 -- في ذكرى ولادة منقد البشرية، كل الخلائق كافّة والموالين خاصة تنتظر مقدمه المبارك، هم يحتفلون بالنور الإلهي والهدف الربّاني والقصد الروحاني والرحمة الإلهية، من منطلق إحياء شعائر الله التي أمرنا الله وآل بيته الأطهار بإقامتها .

مجتمعاتنا المؤمنة الموالية تترقب هذه المناسبة العظيمة، سنحتفل إن شاء الله في هذه الليلة المباركة بالمولد الشريف، على العادة الجارية في ليلة النصف من شعبان بمشاركة الجميع وحضور المجالس والأماكن المخصصة للأحتفال، وإدخال الفرح والبهجة والسرور على أطفالنا وفلذات أكبادنا وفقًا للضوابط الدينية وتقاليدنا الإجتماعية السائدة راجين من صاحب المناسبة صاحب العصر والزمان - صلوات الله وسلامه عليه - رعايتنا بلطفه وكرمه، إن الله سميع مجيب .

أخوتي واحبائي/ في ليلة إجتماع القلوب على محبة أئمتنا الأطهار المعصومين عليهم السلام، أراكم نورًا متلألئة من شعاع الولاية، أزف لكم أسمى المعاني والمشاعر بأحاسيس الفرح والبهجة الغامرة، والتهنئة والتبريكات المعطرة بأزكى من المسك الأذفر، بولادة حجّة الله على عباده، بقية الله في الأرض، ننتظر فرجه، والاستعداد لظهوره، ليطهّر الأرض، وينشر العدل، ويبيد الظالمين، ويملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا . في هذه الليلة المباركة التي توافق الخامس عشر من الشعبان ولادة صاحب الأمر والزمان صلوات الله عليه، أنّها مناسبة عظيمة .. عظيمة البركات .. كثيرة الخيرات .. نسعى فيها للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فيكون أجر وثواب الأعمال الصالحة مضاعفًا عند الله تعالى. 

في هذه الليلة المباركة ليلة غرّاء، نعيشها بواقعية، وولاء، وانتظار .. انتظار فرجه، والاستعداد لظهوره .

في هذه الليلة المباركة نكثر فيها من التسبيح والتكبير والتهليل والثناء على الله والصلاة على محمد وآله الأطهار، والذكر والدعاء والصلاة بنية صلاة صاحب الزمان، وزيارة الحسين عليه السلام، وزيارة الإمام الحجّة ( سلام الله الكامل التام )، وكثرة عجل الله فرجه.   

اللهم بحق صاحب هذه الليلة المباركة اجعل لنا وللمستضعفين من المؤمنين من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلاء عافية يارب العالمين . 

{ أللّهُمَّ اكْشِفْ هٰذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هٰذِهِ الأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنَا ظُهُورَهُ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ } دعاء العهد .

 -- السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُعِزَّ الْمُؤْمِنِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْكَافِرِينَ الْمُتَكَبِّرِينَ الظَّالِمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ .. اللهمّ بحق هذه الليلة واليوم المبارك ، أسألك بكل اسم سميت به نفسك واستأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تمنّ علينا برضا وليّك الخلف الصالح عليه السلام، وأن يرزقنا كثرة الدعاء لتعجيل فرجه، ويجعلنا من المنتظرين لظهوره، ويوفقنا لنصرته إنّه سميع مجيب .. 

          تهانينا وتبريكاتنا للجميع 

            وكل عام وأنتم بخير 

                  جمعة مباركة 

_________

-- الإمام المهدي عليه السلام يعيش معنا، ويتردد بيننا، لا نراه ويرانا لا نعرفه ويعرفنا، ويمشي في أسواقنا، ويطأ فرشنا، ويعيش مآسينا وينير طريق علمائنا، ولا يعرفونه حتى يأذن الله له أن يعرّفهم نفسه، لنتخد منه قدوة ومثلًا يأخذ بأيدينا في الطريق الصاعد إلى الهدى والفلاح.  

نشارككم الأفراح والمسرات /منصور الصلبوخ .

تعليقات