((ليس هناك ما هو أكثر غدرا من الكبرياء الروحي))
واقعا أن النجاح المطلق أن تعرف الله سبحانه وتعالى, لتستطيع أن تزكي نفسك وتهذب روحك كما ينبغي وكما هو مذكور في كتاب الله الكريم "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" في سورة الشمس والتي أعد تلك الآية العظيمة هدية عظيمة لي من السماء. في الماضي كنت أعتقد، دائمًا أن الامتنان هو استجابة عفوية لوعي العطاء الذي نتلقاه، وذلك عندما بدأت مشروعي الإنساني, وهو عمل الدورات الإنسانية باللغة الإنجليزية, والتي تظهر خير الآخرين وهي في معظمها عمل خفي والذي حدث تغيير عميق في نفوسنا. لكنني أدركت الآن أنه يمكننا أيضًا أن نعيش الامتنان كنظام. إن نظام الامتنان هو الجهد الصريح للاعتراف بأن كل ما نحن عليه وما نملك قد أُعطي لنا كهدية الرؤية من خلال أرواحنا، هدية يجب الإحتفال والإحتفاء بها بارتياح.
لقد تعلمت على مر السنين, أن الحرية هي مجرد الجانب الآخر من الانضباط, ولقد خدمني ذلك جيدًا في مسيرتي المهنية وفي حياتي الشخصية، وأصبح ذلك أقوى مع تقدمي في السن.
لقد كنت أشعر أنه إذا لم يكن لدي موهبة طبيعية في ذلك،فسوف أتفوق على المنافسة, إذا اضطررت إلى العمل بجدية أكبر من أي شخص آخر. كل ما نريد القيام به في الحياة يتطلب الإنضباط, مثل القوة والمرونة والتحمل، يمكن بناؤها بمرور الوقت. لهذا من السهل أن تثق بنفسك وتتحلى بالانضباط, عندما تكون فائزًا، وعندما تكون رقم واحد. ولكن ما يجب أن تمتلكه هو الإيمان والانضباط عندما لا تكون فائزًا وتحمل الرقم الأخير! وهنا يكمن التهذيب الروحي الحقيقي دون كبرياء .
نحن نعيش في العالم مع كل واحد منا. حيث لا نحتاج فقط إلى أصدقاء يشاركوننا حياتنا وقناعاتنا. ولا نحتاج فقط إلى الأشخاص الذين يمكنهم دعمنا وتشجيعنا, وتقديم النصح لنا أثناء رحلتنا الحياتية. ولكننا نحتاج أيضًا إلى مجتمع يمكننا مشاركة الأشخاص الطيبين معه. نحن بحاجة إلى أن ننتمي إلى شيء أكبر من أنفسنا. حيث لا توجد طريقة سريعة وسهلة للحياة التي نعيشها, ولكنها تتطلب, لسنوات من القراءة الجادة والاستماع إلى كل ماينتمي للحياة. لذا علينا أن نتعلم كيف نصغي إلى النفوس, وكيفية الاستماع إلى الحياة من حولنا, وكيف نسمع على كل مستوى في وقت واحد, إذا أردنا العيش بانضباط تام حقًا. نحن من نحن, ولدينا الكثير لنعطيه ونحصل عليه, ونحن ندرك ذلك. ولأننا مرتاحون مع أنفسنا, ويمكننا أن نكون منفتحين مع الآخرين.
منذ لحظة ولادتنا، قد تشعر أرواحنا بالثقل حيث تحمل ثقل كل ما عشناه وأحببناه وتعلمناه في الماضي. فقط عندما نسعى بنشاط إلى حل مشكلاتنا يمكننا تخفيف العبء ويمكن لأرواحنا أن تتهذب, في كل لحظة من أيامنا, وأحاديثنا مع الأصدقاء, والإحراج الذي يحدث هنا وهناك هو ما نصنعه في حياتنا. إن عاداتنا وأساليب حياتنا لا تشكل فقط هويتنا, ولكن أيضًا كيفية معرفتنا للعالم, بغض النظر عن عدد الأصدقاء في حياتنا. حيث الغرض من انضباط الروح هو, ليمنحنا طريقة لنعيش حياتنا بسلام،وذلك من خلال فهم التدريب التدريجي لضبط الروح وصقلها.
عندما أقول ممارسة, لا أقصد تكرار الفعل حتى تقوم به بشكل صحيح. حيث غرس الانضباط المنتظم لإنجاز مهمة محددة, والتي نشعر بأنها غير مكتملة, أو أن خبرتنا اليومية أقل. وهكذا إن انضباط الروح هو عملية تحويل مستمر, حيث نسقط وننهض ولا نقول لن نصل, بل نحن نصل دائما. وإن التأمل الحقيقي الذي لا يخرجنا من الواقع, قد يجعلنا على اتصال بالعالم من حولنا, من خلال منحنا المسافة التي نحتاجها لنرى أين نحن بشكل أكثر وضوحًا. أحياناً عندما أفتح المصحف الكريم لأقرأه، تقفز آية من الصفحة وأعلم أن الله معي ينظر إلي. وفي بعض الأحيان عندما أصلي، ينتابني شعور قوي بأن الله يستمع إلى كل كلمة وسوف يستجيب لي. فالصلاة هي الطريق الذي من خلاله نتعلم, إذا استمعنا بما فيه الكفاية, سوف نرى عالمنا صحيحًا وجديدًا.
تُروى القصة عن الأم تيريزا, تلك الراهبة المسيحية عندما سألها أحد المحاورين. ماذا تقول عندما تصلي صلاتها ؟ فأجابت: "أنا أستمع." وتوقف الصحفيون لحظة, ثم سألوها: "ماذا يقول الله؟" فأجابت: "إنه يستمع". ومن الصعب أن نتخيل مقطعًا قصيرًا أكثر طريقة للوصول إلى عمق الصلاة التأملية بغية التهذيب الروحي.
في كثير من الأحيان, نتوقع من أنفسنا أن نتعافى بسرعة من الظروف المؤلمة الصعبة. عندما لا نفعل ذلك أو لا نستطيع, قد نشعر بعدم الكفاءة العاطفية أو باليأس. ومع ذلك, فإن تهذيب الروح هي عملية مستمرة يمكن أن تستغرق العديد من الأعمار! إنها مسألة قبول أنه حتى عندما نبذل قصارى جهدنا ستكون هناك مواقف وأشخاص ونتائج لا يمكننا السيطرة عليها. ولكن من المهم أيضًا أن تتذكر أن تجاربك الآن قد تكون بمثابة الأساس للشفاء الروحي في المستقبل. كلما أطلقت سراحك أكثر في كل مرة, كلما كبرت أكثر وتحسنت وتهذبت روحك أكثر.
على الرغم من أنه ليس من الممكن دائمًا حل جميع مشكلاتنا في حياة واحدة ولكن!من المهم أن نواجه ما نحن مدعوون لمواجهته في هذه الحياة وأن نقوم بالعمل الذي يتعين علينا القيام به. و من المهم أيضًا أن تتذكر أن الطريقة الأكثر فعالية, للسماح لروحك بالنمو والتطوير هي أن تكون مشاركًا نشطًا في الحياة. كن حاضرا في كل لحظة وسوف تقوم روحك بهذا العمل نيابة عنك. لذلك يجب علينا تجريد أنفسنا مما يخذلنا و لم يعد يخدمنا مثل:
· الخوف غير المبرر.
· عدم القدرة على الشعور بالتعاطف والإنتماء.
هذه ليست سوى بعض من التحديات العديدة التي قد نواجهها في هذه الحياة. في حين أن بعض المشكلات التي نواجهها يكون التعامل معها أسهل, فإن المشكلات الأخرى تقدم تحديات أكبر لأنه من المفترض أن نعمل على حلها مدى الحياة. وهكذا عندما نكون على اتصال بالروح وتهذيبها, يصبح عالمنا حيًا وواضحًا:
* عش حياتك بينما تملكها. الحياة هدية عظيمة. ليس هناك شيء صغير في ذلك، ولكن من الممتع أن تعيش حياتك بالطريقة الصحيحة.
* إنك لا تؤذي إلا نفسك برفض التعليمات، ولكن قبولها أمر منطقي.
* احترم نفسك، احترام الذات يؤدي إلى الانضباط الذاتي وتهذيب الروح.
* نجاحاتك، سعادتك تبدأ بانضباط الروح. نعم كل شيء يبدأ بك ومعك.
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق