((ماذا يعني أن تكون إنساناً كريماً؟))


 ((ماذا يعني أن تكون إنساناً كريماً؟))

 استوقفتني مقولة ملهمة للمهاتما غاندي: "أفضل طريقة لتجد نفسك هي أن تفقد نفسك في خدمة الآخرين". وعلى إثر ذلك و قبل كل شيء سأطرح بعض الإستفسارات بشأن هذا النص!؟ ماذا يعني أن تكون إنساناً كريماً؟ وماذا يعني لك الكرم والسخاء! وعندما تقول الكرم ماذا تقصد؟ وكيف تحدد الكرم! هل يمكنك تقديره وتقييمه؟ وما هو عكس الكرم؟ أليس هو الشح والبخل!

  يعيش البعض في عالم سلبي من الشح والبخل والطمع, والإستحواذ, وهذه الأمور تزداد سوءًا, ولكن لدينا القوة بداخلنا لإحداث الفرق. نتمنى جميعًا, أن نكون من الأشخاص الذين يشعرون بالسعادة من أجل الآخرين, عندما يواجهون النجاح أو يكون  هناك سببًا للإحتفاء في حياتهم, ولكن الأمر ليس سهلاً دائمًا.

 هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين, لا تستهويهم فكرة الكرم وممارسة السخاء, ذلك العمل النبيل رغم إنها ميزة رائعة ألمحها وألمسها لدى الكثير. ومع ذلك، أنا نفسي لست دائمًا بهذا السخاء. ويبدو كرمي عندما يتعلق الأمر, بمساعدة البعض دون التبرع بالمال ولي أسبابي. في بعض الأحيان أعتقد أنني يجب أن أكون أكثر كرمًا, لكن الكرم نادرًا ما يحدث بالصدفة. ولعلني هنا أحاول التحدث عن السخاء والكرم الإنساني وعن كيفية العطاء للغير من منظوري الشخصي. قيمة السخاء قيمة لا تقدر بثمن. أحيانًا يكون الكرم دون أن يلاحظه أحد, وأحيانًا يُكافأ, وأحيانًا أخرى يُلاحظ ويُرد لصالحه. ومع ذلك, فإن الجزء الأكثر قيمة من الكرم هو في الواقع الرسوم! وهو الاستعداد لتقديم المال والمساعدة والجهد أوالوقت عند الحاجة. وايضا مشاركة ما لديك بحرية مع الآخرين, وبالعطاء من نفسك وبقناعتك وقرارك دون انتظار جزاء أو مقابل. هذه هي سمة الاستعداد للتبرع بأموالك أو وقتك أو فكرك. صحيح أنه عندما نفكر في الكرم, غالبًا ما تقفز أفكارنا إلى الهدايا المالية. في عالم اليوم, غالبًا ما يكون المال هو الطريقة الأكثر فاعلية للتعبير عن الكرم.

 يأتي الكرم بأشكال عديدة, فنحن لا نحتاج إلى المال لنكون كرماء, يمكننا أن نكون كرماء من خلال الإهتمام والثناء واللطف والحب والإحترام.  ويمكن أن يكون الكرم أيضًا مسامحة لأوجه قصور الشخص أو أخطائه أو سقطاته وتجاوزاته معنا. والكرم أيضا هو الرغبة في المشاركة بحرية مع الآخرين. وعليك أن  تذكّر نفسك كل يوم بالكرم, الذي لا تريد أن تشعر به فحسب، بل تريد إظهاره أيضًا. أود أن أنوه أن الكرم ليس مجرد قرار, بل هو أسلوب حياة,  حيث يولّد الكرم فينا إحساساً بأننا قادرون على إحداث فرق في العالم! وكإنه المعجزة, فكلما شاركنا أكثر, كلما حصلنا على المزيد. بل إن الكرم هو العمل. إذا كنت تحب الناس, فإنك تفعل الأشياء من أجلهم. وكلما زاد الكرم, زادت الفرحة التي يشعر بها المانح والمتلقي. 

  أشعر صدقا, أن الكرم ملهم للغاية، ويجب أن يكون هذا هو هدف كل واحد منا: أن نعيش بطريقة لا مثيل لها, حتى نتمكن من العطاء بشكل لا مثيل له من قبل أي شخص آخر! وهناك أمكانات متعددة لدى الكرماء مع الكرم:

* يمكننا أن نكون كرماء في الفكر والقول والعمل.

* يمكننا التبرع بوقتنا ومعرفتنا ومهاراتنا.

* يمكننا أن نقدم الصبر والنصح والتفهم والتشجيع.

* يمكننا أن نتعلم ونعلم  الكرم الحقيقي في المنزل, وأفضل طريقة لتعليمه هي من خلال الأفعال.

* يمكننا أن نبدأ في المنزل بتقديم الدعم المعنوي لآبائنا وأطفالنا ومن هم بحاجة ماسة لنا.

* يمكننا توسيع نطاق كرمنا ليشمل مكان العمل ومجتمعنا والعالم بأسره لو كان ممكن.

 هذا هو الكرم والعطاء من النفس دون انتظار جزاء أو مقابل, عندما نكون كرماء أمام الآخرين لعلنا  نعزز غرورنا، ولكن عندما نكون كرماء في الخفاء فإننا نرتقي بروحنا, 

حيث الناس الكرماء سعداء لأنهم يتبعون الطبيعة. ومن طبيعة الإنسان أن يساعد المحتاجين. وهكذا حيثما  نقدم الكرم "العظيم", يكون عندما نعطي أكثر مما نتصور أننا نستطيع. وأيضًا عندما نعطي ما لا يمكن تعويضه، فإننا نثبت أن المحتاجين لهم قيمة أعلى من الممتلكات. نعم إن الأشخاص الكرماء يكونون أكثر سعادة وصحة ورضا بالحياة من أولئك الذين لا يعطون. عندما تكون لدينا شفافية لإحتياجات الآخرين، سنكون مهتمين بتوقيت هديتنا أكثر من حجمها.

 وأخيرا, لست مع من يقول,  بأن  الكرم يبدو وكأنه فن مفقود في المجتمع. ولكنني أستطيع أن أقول إن ما فعلناه لأنفسنا وحده يموت معنا, وما فعلناه من أجل الآخرين والعالم يبقى ويخلد من بعدنا.  

 غالية محروس المحروس

تعليقات