((اجعل حياتك مكانا أكثر إشراقا))

 


((اجعل حياتك مكانا أكثر إشراقا))

غالبًا ما يكون الكون مكانًا فوضويًا لا يمكن التنبؤ به, حيث يميل الإنسان إلى التركيز على السلبيات وافتراض إن الإيجابي سوف يهتم بنفسه. لكن الحياة لا يمكن أن تكون أكثر أو أقل مما تصنعه منها. إذا كنت تعمل في وظيفة لا تحبها, فيمكنك التركيز على الجوانب الإيجابية للوظيفة والتعامل مع عملك بإحساس وبحماس. ما الذي يمكنك فعله بهذه الوظيفة والتي يمكن أن تغيرها وتحبها؟ عندما تواجه احتمال القيام بمهمة تخشى القيام بها, يمكنك أن تنظر إليها على أنها فرصة لإكتشاف ما أنت قادرا حقًا على القيام به. وبالمثل, فإن الأحداث الغير المتوقعة، عندما تنظر إليها على أنها مفاجآت, يمكن أن تضيف نكهة لوجودك.  باختيارك أن تحب الحياة بغض النظر عما يعترض طريقك وبما يواجهك من صعوبات وعقبات, يمكنك خلق جو من البهجة بشكل رائع.  إن التغيير في وجهات النظر هو كل ما يتطلبه الأمر لتغيير حياتك, ولكن يجب أن تكون على استعداد لتبني عقلية متفائلة ومفعمة بالأمل .

 إن التحول البسيط في الموقف والحدث يمكن أن يساعدك في التعرف على الإمكانات الخفية للإنجاز في كل حدث وكل موقف.  ومع هذا ليس هناك وصفة سرية للسعادة والرضا. إن الأفراد الذين يتحركون في الحياة بفرح لم ينعموا بالضرورة بحياة مليئة بالوفرة والحب والنجاح. ومع ذلك، فقد أنعم الله على هؤلاء الأشخاص بالقدرة على استغلال الظروف التي أتيحت لهم وتحويلها إلى شيء عظيم.  إن حقائقنا الفردية الشخصية تتلون بالإدراك, فالإمتنان واليأس يأتيان من داخلنا وليس من الخارج. المواقف التي نعتبرها مصادفة تسعدنا، بينما المواقف التي نحكم عليها بالشؤوم تسبب لنا الحزن. ومع ذلك, إذا تمكنا من النظر إلى كل ما أنجزناه دون الخوض في سوء حظنا المزعوم وجعل كل ظرف جديد خاصًا بنا, فإن حياتنا ككل تصبح مكانًا أكثر إشراقًا. وإن التحول البسيط في الموقف يمكن أن يساعدنا في إدراك وكشف الإمكانات الخفية لتحقيق الذات والعالم الخارجي في كل حدث، وكل علاقة، وكل واجب، وكل نكسة وكل خذلان.

 إن اتخاذ قرار واعي لتكون سعيدًا لا يكفي. يجب أن تتعلم مراقبة تعقيدات الحياة وعقباتها  من خلال عيون الطفل الذي يرى كل شيء لأول مرة. علاوة على ذلك, يجب عليك أن تجرد نفسك من الأفكار المسبقة حول ما هو جيد وما هو سيئ حتى تتمكن من تقدير الرؤى الغنية المخبأة في كل مرحلة من مراحل رحلة حياتك. ويجب أن تسعى جاهدا لاكتشاف المتع المزدوجة المتمثلة في الرغبة في الحصول على ما لديك. عندما تغير وجهة نظرك تدريجيًا, سيكون وجودك مشبعًا بالسعادة والرضا الذي سيبقى معك إلى الأبد, هنا تتمكن من استعادة هويتك الذاتية الحقيقية بالحياة!  وقد نسميه هذا طريق لاكتشاف حقيقة أنفسنا  وحياتنا والعيش فيها، ومن خلالها نختبر المزيد من الفرح والسلام والمعنى الحقيقي الحتمي  لحياتنا.

  ولعلنا  حينها نتباهى بإنسايتنا ونلمح فيه حسا إنسانيا يسمو على مشاعر المزاج النفسي 

وذلك لحماية أنفسنا من تلقي أي طاقة سلبية من الأشخاص أو المواقف، حتى  يمكننا أن نتعلم كيفية حماية حياتنا. وعلينا أن نتذكر, كل يوم نحن فيه هو نعمة، وفي كل لحظة هناك أشياء كثيرة يمكن أن نكون ممتنين لها. ينفتح العالم أمامنا عندما نعيش في مساحة من الامتنان. في الجوهر، عندما نقدر ونعبر عن هذا الامتنان،  وبالتالي تتوهج حياتنا أكثر إشراقًا ويغمرنا بالمزيد من الرضا. 

غالية محروس المحروس

تعليقات