((الحياة حلم والحلم يظل أحلاما))

 


((الحياة حلم والحلم يظل أحلاما))

 قرأت للمبدعة أحلام مستغانمي: (الكاتب يعيش على حافة الحقيقة, ولكنه لا يحترفها بالضرورة, ذلك اختصاص المؤرخين لا غير. إنه في الحقيقة يحترف الحلم).  لو سألني أحد القراء الكرام كم عدد أحلامي التي حلمت أن أحققها, لا أستطيع إحصائها ولو سئلت كم حلم منها تحقق! لإبتسمت بصمت تحفظا وتفاديا من بعض الفضوليين! ولكن بين وقت وآخر أتذكر أيام الطفولة وأيام الدراسة عندما نكتب موضوعا في مادة التعبير ما هو حلمك؟  ومنذ طفولتنا وأحلامنا تكبر معنا وتقاسمنا حياتنا والجميع يتمنى حلم واحد وهو النجاح وليكن نوعه.

 التمس منك عذرا أيها القارئ الكريم, حيث استلهمت عنوان مقالي هذا كمقولة  لكاتب أسباني, ولعلني استرق تلك اللحظة من كوب قهوتي, ولأمسك بطرف قلمي وأحلق عاليا ليسكن قمة أحلامي بعيدا عن العالم! وما أردت قوله هنا إن ابتذال التفكير وتشتته, يقابله نبل الإحساس عند سقوط المطر, وقد يجعلني أن أتريث قليلا لأفكر أكثر! حيث أتوق للكتابة حد انسكاب المطر في ثنايا مقالي! كانت الساعة الثانية عشرة مساء الأربعاء, امتدت حينما غفوت إغفاءة باغتتني قرابة الساعة من الزمن, لأفكر ولأكتب ما يرضي فضولي فأستشف من خلالها سر إحساسي, كنت سأصرف ذهني لولا كان فجرا داكناً كالقهوة, وفصل الشتاء على أرصفة الترقب,حيث سقوط وهطول المطر يملأني بأحلام وأمنيات خاصة, حينها أغلق جفوني وتداهمني بعض الأفكار بدهشة وتساؤل!  حيث يطل علينا شتاء وافر عند الفجر هكذا يشذ المطر عن طفولته الأولى ويصبح قابلا للشيخوخة!

عذرا أيها المطر عذرا, إن أعطيتك ظهري تاركة لك أمنياتي وأحلامي لترافق السحاب, دون إرضاء البرق للتحرر من القلق الذي بداخلي والذي يشبه تأنيب ذاتي , وذلك بسبب شفافيتي  في هذا الوقت, وأنا أنتظر أن تتسلل فكرة ما لأباشر بالكتابة دون جدوى,ربما خارج إرادتي! ولعلني أغفر لنفسي هذه الخطيئة الطارئة والتى تطغي وتمنع أحيانا عني التفكير ببعض أحلامي! ولعلني أيضا استغفر السماء من بعض الأحلام التي تنتابني, وإنما تأتيني تلك الأفكار ذات تساؤل ويخالطها الحلم والأمل,عندما يتعلق الأمر بالجانب الشخصي! ولعلني أدرك ذلك من خلال تراكم خبرتي في هذا الشأن! لهذا السبب أترك أفكاري للرياح والسحاب, فليعذرني عقلي مدركة إن بعض الأمنيات مجرد حلم! وإن كان علينا أن نحقق حلمنا على أرض الواقع بشرط ألا نكون وحدنا, وحين تداهمنا أفكارنا الحقيقية, نتذكر أحلامنا بواقعية للوصول لمنتهى الأمنيات وكجزء من نجاحاتنا الشخصية بعيدا عن الفضوليين والمتطفلين.                   

 كنت حين يحين وقت شروق الشمس أقف متأملة, بداية يومي بنظرة سعيدة يختلط فيها شوق كبير للغد مع حلمي, والذي أعتبره شيئا كبيرا بداخلي يناديني كأنه صوت أمي فاطمة الحياة,  صوت الجمال تلك هي سعادة  ذات لحظة عابرة بعيدة عن الخاطر بروح أمي, و بصوت الحلم ولا أدري إلى أين سيصل حلمي معي؟  ولا تسألوني لماذا أو كيف أو متى؟ وهل يظن البعض  بأنني بلا حلم مع تقدم سني! أنا لم أفقد عنفواني  بعد! وحلمي أن أصل إلى قمة المجد بطريقتي بإمكانياتي و بأسلوبي الذي أرسمه لنفسي. ولأن الأحلام ليس لها عمر محدد قد تأتي أو تتحقق في وقت لاحق و متأخر ولكن! علينا أن نتعلم كيف نعيش الحلم وان ندرك الوقت قبل أن يدركنا! ياترى هل إذا وصلنا لعمر معين سيكون له نفس الإحساس والرضا؟ ليتجدد الحلم والأمل مع الخيارت الممكنة حيث هناك أحلام مؤجلة وأخرى لا يقبلها الواقع  وغيرها تظل أحلاما.

ألا يحق لنا أن نتجرد من الواقع ونحلم؟ لكي تكون ناجحا لابد أن يكون لديك أحلام ورؤى وطموحات! يجب أن تضع شيئا ما أمام عينيك وترغب فيه بصدق, وهذا الحلم أو الهدف سيصبح أكثر دافع لك, وهذا يتطلب منه حماسا والتزاما ورغبة إلى جانب حاجتك للحافز والدافع.  ولندرك إن الله سبحانه وتعالى يؤجل أمنياتك مهما كان نوعها هناك من يحلم برغيف خبز وما أكثر هذه الفئة مع الظروف  وقد نحلم بالجنة وعلينا أن نحلم ما نشاء وليتحقق ما يشاء الله لنا.  واقعا لا نهاية لأحلامنا وأمنياتنا ومنتهى أحلامي وأكبرها الجنة آملة أن أصل إليها ومعي من أحب.

 وعلي أن أقول,  إن الحلم حق مشروع ومباح!  لنحلم ونحضن أحلامنا بإتقان, وأنا لست خجلة من طرح أحلامي , و مهما كان ذاك  الحلم صغيرا وبسيطا فهو عظيم عندي. كنت جريئة منذ عمري حيث أحلم أن أصعد على منبر الثقافة ويكون في يدي قلما عربيا سعوديا صادقا وموثوقا به. لا ولن يستوقفني من يستخف بما أكتبه, لأحقق حلمي وأرويه لنفسي وللغير, ولنتذكر بأننا من نصنع أحلامنا بالتفاؤل والأمل والإصرار.

 انتهى الوقت وأنا ألهث وراء هذا النص الذي لم يولد بعد وكما ينبغي وكما أردت, وهنا فقط أردت أن أقول,  ينبغي  أن أتوارى لا لأنني أحب الغياب أو العتاب  فحسب بل ،لأني في انتظار بهاء المتعة بالكتابة, والتي تمثل كل شيء لمن يدرك قيمتها. وهنا تسقط أنامل الدهشة في كوب قهوتي الذي بين يدي فالعذر ثم العذر أيها القارئ الكريم!

 غالية محروس المحروس

تعليقات