الشيخ
حسين البيات
كلمة أمير المؤمنين عليه السلام: "وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى
كأن شيئا لو أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني" تختصر معنى يوم الطفل
العالمي فحبذا لو يتبنى المعنيون بالطفل هذه الكلمة كبوصلة لمفهوم الطفولة والولد في
قلبي والديه
اليوم
العالمي للطفل ليس يوما احتفاليا بل هو يوم تدرس فيه حاجات الطفولة وتحدياتها وكيف
يعبرها أطفالنا بسلام مع كل هذه العقبات والمطبات والمصاعب التربوية الظاهرة اليوم
وفي كل النواحي
هو يوم
نفكر فيه في الطريقة الفضلى لتحصينه من الانحراف الجنسي والسلوكي وكيفية ضخ القيم
العملية المؤثرة التي يمكنها من تقوية كفاءته على بناء نفسه ومواجهة التحديات
الغريزية، وكيف يتعامل مع التغيرات الاجتماعية وما له من تصورات واحلام وامنيات
تتجدد بجيله وقيمه فلا نغلق أبواب التجديد في العادات والأعراف والقيم ولا نضيق
عليه الانخراط المتزن فيه فما ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام): "لا
تقسروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم "
هو يوم
نبحث فيه عن المؤثرات القوية والخطيرة التي تجرفه الى هاوية الانحراف ويتحول الى
عالة على مجتمعه بدل ان يكون عونا ويدا بانية
هو يوم
نتفهم فيه على حقوق الطفل وواجبات والديه وكيف يكون التعامل الصحيح بينهما ان كان
يعيش بينهما او اختلفا فأصبح مقسوما بينهما كما هو واقع المشكلة المؤلمة اليوم مع
كثرة الانفصالات ومصاعب التوفيق التربوي بينهما
هو يوم
نفكر فيه بكيفية التوفيق بين العمل وتربية الطفل حتى لا يكون فاقدا للأحضان
الابوية فيكون متعطشا للعواطف والتي تجرفه الى الهاوية وردعن نبي الرحمة (صلى الله
عليه واله): "لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا، ثم اترك له الحبل على
الغارب ".
هو يوم
نفكر فيه بكيفية تغذيته عاطفيا وتربيته تربية حسنة ليكون عالما خلوقا عارفا بصيرا
بالحياة وليس مجرد تخصص علمي خالٍ من العمق القيمي
هو يوم
نؤكد فيه على تعليمه وزرع المعرفة والفكر وتدريبه على كيفية بناء نفسه وقدراته
العلمية بثقة
هو يوم
نوضح فيه مفاهيم الحضانة والتربية والولاية وكيفية زرع الثقة وتقويتها وتطوير
مهاراته الذاتية
اما كيف
نحصنه من الاعتداء والتحرش الجنسي والشذوذ وكيفية تعامله مع حالات التنمر في
المدرسة وكيف نخفف من أثر الطلاق على صحة الطفل النفسية وكيف يتوجب على الوالدين
التخفيف من خلافهما العلني خصوصا مع الطلاق لئلا يضيع ابناؤنا من بين أيدينا
وأخيرا
فان حضانة الطفل وهي ولاية وسلطنة على تربية الطفل وهي مشتركة بين الاب والام في
السنتين الأوليين (كما هو راي السيد السيستاني) ويختص الاب بعدهما ويسقط حقها
بزواجها بعد الطلاق، ولكن لا تفصله عن امه –حين الخلاف- ان كان في ذلك مفسدة لعدم
وجود البديل الصالح، فلابد من بقائه معها سواء تزوجت بعد الطلاق ام لا، ويتوجب على
الاب نفقة أبنائه سواء كانوا معه ام مع امهم، وتنتهي الحضانة ببلوغهما رشيدين
فيكون لهم الخيار ولا يجوز لهم مخالفة الوالدين ان كان يؤذيهما ابتعادهما الى طرف
اخر عنهما
تنويه: تحية للمؤتمر الذي انعقد بمدينة الخبر "أحدث آليات الحد من العنف ضد الأطفال" وحبذا ان تنشر تلك الأوراق للفائدة مع الشكر، واتمنى ان تقوم بعض المؤسسات الرسمية المعنية بالقطيف للمزيد من الدراسات لتحصين الطفل وحمايته، والسلام
تعليقات
إرسال تعليق