فكرة نصف مليون بتموين حسن / الشيخ حسين البيات

 


فكرة نصف مليون بتموين حسن

كل مجتمع يحمل صفات الخير التي هي بحاجة الى معرفة سبل الوصول اليها وتفعيلها والاستفادة منها ولا يوجد مجتمع خالٍ من نقاط سوداء تصنع الياس في نفوس الناس حتى يظنوا ان لا خير في ذلك المجتمع، وان هي الا بكيفية تفعيلها.

ان كل تجمع انساني بحاجة الى حركة قيمية تحمل "هدفا واستثارة وابداعا وتجديدا" والا فانه يسير الى هاوية الضعف والهزال والضياع، فمن لا يتجدد يتبدد.

بالإضافة الى أهمية ان تكون هناك حركة تعديل المسار للحركة القيمية وبناء منظومة القيم الشاملة التي تحمل بذور التعاون الذاتي بين الافراد والجمع وتحديد بوصلة المسيرة التطويرية للبناء الاجتماعي ويخضع لها الوجدان الاجتماعي بتقبل الصورة العامة لحركة الوعي الاجتماعي.

بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)

ان حالة الاتكالية ورمي المسؤوليات على بعض الافراد قد يكون بعيدا عن الرؤية القرآنية التي تشير الآية الى لغة الجمع (مصلحون) بما ينفي اعتماد المجتمع على خصوص بعض الافراد كرجال الدين ليتحملوا مشكلة النكوص في تطوير وتحديث المجتمع، بينما يقف بقية الناس متفرجين، ذلك لوضوح ظاهر الجمع.

ولأجل ذلك تتكاتف القوى الاجتماعية لبناء قيم ناجحة وتأصيلها بكفاءات تخصصية قادرة على دراسة الواقع واستيعابه والعمل على تصحيح المسار بما يرفع حالات التعب والحرج على افراد المجتمع.

ان قوام المجتمع وثباته هو بقيم العدل والعمل على تحديث سبل الإصلاح دائما وهو يقتضي ديمومة المساعدة في حل مشاكل الناس وتخفيف معاناتهم والتفكير المستمر في تجديد سبل التعاون بفهم واقعي ورؤية ثاقبة، مما يتطلب تكاتف أبناء المجتمع للعمل سويا نحو السعادة والسلام.

ملخصا الإشارة الى أربع نقاط وهي:

1. مشكلة السكن الباهظ خصوصا أسعار الأراضي التي هي الأعلى بين بلدان المملكة وأصبح الناس اليوم يبحثون عن سكن يريحون فيه أنفسهم واسرهم أينما كان، وان نتج عنه تعب نفسي عن التواصل بين ذويهم الحسي وهذا يتطلب التفكير الجاد في إيجاد حلول بالقطيف بالخصوص لحل مشكلة العقارات الباهظة جدا، وتسهيل امتلاك شقة مناسبة تستقر فيه اسرهم.

2. ربما يكون في بناء عمائر ذات طوابق كثيرة كعشر طوابق في بعض المخططات الجديدة امرا جيدا مما يجعل نسبة الأرض في قيمة العمارة قليلة نسبيا، وبذلك قد تكون قيمة الشقة نصف مليون ريالا (عظم) وهي مقبولة.

3. اما التمويل فيمكن لذوي الخير ممن لهم أموال طائلة في البنوك ومترددون في استثمارها تجاريا او توفيرا ان يتفقوا مع البنك على تجميد بعض أموالهم لعدة سنوات محددة للقرض الحسن ويكون البنك هو المتولي لمتابعة ذلك مع ضمان حقوقهم و دراسة كيفية تعويضهم عن نسبة التضخم الضائعة.

4. الاستفادة من قدرات الشباب الإبداعية في كيفية تفعيل مثل هذه المشاريع وكيفية صياغة هدف يمكن من خلاله تقبل المشاركة الفعلية في مثل هذه المشاريع الاجتماعية الوطنية الرائدة.

وأخيرا فابواب الخير كثيرة والعمل مع المؤسسات الرسمية لكيفية قيام مؤسسات أهلية بمثل هذه المشاريع الوطنية الحيوية.


تعليقات