((لم يعد في ذاكرتي إلا سؤال: كيف هي الدنيا دون أمي!))

 


((لم يعد في ذاكرتي إلا سؤال: كيف هي الدنيا دون أمي!))

يلح علي سؤال لماذا رحلت أمي عني! لعله يدفعني إلي متاهات بعيدة, رغم إدراكي إننا جميعا سنرحل, ولكن أمي كالغيمة توعد بالمطر وهي من زينت لي حب  وإحترام الناس, ومن قادتني إلى حلم أن أكون وقد أصبحت. وعذري كلما أحسست بالوحشة سأكتب عنك وإليك بصدق مشاعري! فكيف إذا كان هذا اليوم هو ذكرى غيابك الذي أوجعني حتى هذه اللحظة!

 في هذه اللحظة شعرت بحسرة غائرة وغامرة, وهنا ساعات قليلة تفصلني عن عالمي الواقعي, وأنا اعيش هذا اليوم ذكرى وفاة امي التي ما عادت هنا معنا. لذا اشتهيت البكاء عليها واشتقت لرائحتها وكإني أتوضأ بعطرها. رغم العدد الكثير لسنوات غيابها, إلا إن ذاكرة روحي مثقلة بالتفاصيل والحكايات, واعظمها صوتها صمودها صبرها وصورتها بملامحها الشامخة  حد ورغم الوجع. ولعل سر كتابتي هذا النص بأنه يوحي بطقس ملائكي, وأنا استيقظ هذا اليوم على الذكرى الثالثة عشرة لغياب أمي. ولعلني سأملأ النص ببكاء وببعض من الدموع المملّحة بعلامات الحزن, راجية اللجوء الإنساني داخل نفسي وروحي, ورغم الوجع الذي يسكنني منذ رحيلها, إلا إنني أحاول أن أزرع صبري وأحدد ملامحي بسعة قلبي, مدركة إن للمسافات الزمنية بيني وبين أمي والتي لا زلت أحتاجها, هناك إنكسار خفي  يرافقني وسؤال يراودني: كيف الإحتمال وهل من الضرورة أن ترحل عني!

 وكم من حكاية طويتها ولكن عطرها ظل يداهمني وينكأ جرحي! وهكذا صمتت حكاياتي وأغمضت عيني السابحة بدموعي تأملا في فقدك, وقهوتك التي داهمتني في حبري, تلك القهوة التي بقيت عالقة في ذاكرتي, واليوم إرتشفت  قهوتي بكآبة وأنا أقتفيك في قلب القطيف, ولعلني أراك في كل أم جميلة الأخلاق حيث اشتقت أن أناديك يا أمـي يا فاطمة الحياة أنت, لازلت أبكيك وأحيانا أُكابر أمام أعين الناس من أن أبكي عند ذكر اسمك. لقد إتخذت ألحزن على فراقك والبكاء عليك طقسا يوميا.وكل عام وأنا أنتظر هذا اليوم لأبثك معاناتي  دونك.

وأخيرا

يعجز قلمي دون قلبي,  فلم يجد تلك الكلمات التي توفي قدر أمي. لطفا لمن يقرأ عمق مشاعري, فليقرأ سورة الفاتحة على روح أمي وأرواح الأمهات الراحلات ولكم الأجر والثواب.

غالية محروس المحروس

تعليقات