اتصلت بزميلتها لتستشيرها في كيفية معالجة مشكلة زوجها الذي يستغرق وقتا طويلا في اتصالاته وغالبا ينفرد حينما تأتيه بعض الاتصالات فاوصتها زميلتها بمراقبته فقد يكون على علاقة بامرأة أخرى فبدأ الشك والاضطراب يدخل بنفسها،،لكنها لاذت بصديقتها لتخبرها بما يحدث ولم تكن توصيتها مختلفة عن تلك؛ وأضافت: كوني قوية وبحمد الله فانك تملكين مصدرا ماليا من عملك فلا تخضعي له.
لم يكن يقوم بالانفراد حينما يأتيه أي اتصال لكن الفترة الأخيرة كانت لديهم مشكلة في عملهم وتقتضي ان لا يطلع عليها احد فكان لابد من الحفاظ على سرية اتصاله فأثر ذلك على علاقته بزوجته التي أصبحت متوترة غالبا وكثيرة الصراخ والزعل، وكثيرا ما تسأله عن أسباب تاخره وكان يحاول ان يُهدّأ الوضع واخبارها ببعض المشاكل في العمل لكن ذلك لم يفلح في تهدأتها.
اشارت عليها زميلتها بالطلاق، وان رفض متحججا بأبنائه فلتخبره بانها سوف تقوم بخلعه، وهكذا تم الطلاق واتفق معها على كيفية متابعة ابنائهما واذا ارادت الزواج فسوف يأخذهم لانه لا يريدهم تحت رحمة رجل غريب لاسيما بناته.
ارسل له احد أصدقائه رسالة لامرأة تتحدث عن حق المراة في الخُلع وانه يجب على الرجل احترام زوجته وان يفتح لها المجال للعمل ولا يضايقها في ذلك لكنه سرعان ما عرف ان هذه المتحدثه هي زميلة طليقته وتفطن الى ان مصدر الايحاءات والشكوك وطلب الخلع كان من هذه.
اسرع للاتصال بطليقته ليسألها ان كانت تستشير فلانه زميلتها حول شكوكها حينما كان يطيل الاتصال فقالت نعم .
نسجتُ هذه القصة لتحاكي الواقع الذي نعيشه اليوم وهناك قصص كثيرة نتج منها هدم البيوت ودخول الحزن والكآبة الى أسرٍ كانت سعيدة بسبب ايحاءات وتحليلات لمشاعر دعاة وهواة "تدمير الاسرة والتنمر على الزوج"،
لعل ارقام الطلاق بالعالم وبالمملكة كبيرة (350 الف حتى نهاية 2023م) مقارنة بالسنوات الماضية ونسبة الخُلع في ارتفاع (36 الف حالة) فان هذا يستدعي وقفة اجتماعية واسعة ومن كل المتخصصين والمتخصصات لاسيما الاجتماعيين والنفسيين منهم لدراسة أسبابها المطردة ارتفاعا وكيفية معالجتها والوقاية من مسبباتها.
واخيرا فان الرجل هو اكثر الاسرة خوفا على اسرته وكيف ان مثل هذه الايحاءات المثيرة تتغلغل في نفسية الزوجة فتتحول الى أداة لهؤلاء حتى تنفصل عن زوجها وتتدمر حياتهما بسبب هذه الأفكار الهدامة.
ايهما اكثر ثقة زوج عاشرته وتعرفه ام تحليل زميلة ؟
هل نعود الى روح القرآن وتكون الاسرة سكنا ومودة ورحمة ؟
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
يتبع....
تعليقات
إرسال تعليق