انكم تبحثون عن مستقبلكم العلمي ونطمح في وجودكم الإبداعي
- ستسعون للدرجات العلمية العالية ونجدكم في العقل الوقاذ
- وستحصدون رموز التميز الذهبية ونراكم في وعيكم وبصيرتكم
- أملنا ان تتفوق قدراتكم على بقية المتفوقين في العالم فتحلوا ويرحلوا
كثيرا ما يتحدثون عن العقل المتميز والعقل الخامل فهذا ورثه من ابيه وذاك من امه وتلعب حكاية الوراثة وقصة العقل القوي و الضعيف، لكنني أؤمن ان تميز العقول بما تربيه عليه، ويضعف في جانب بما تغيب عنه وان تفوق في جانب فقد يضعف في اخر وكفاءة الانسان بما يمرن عقله على كل الجوانب،
والعقل لا يقاس بكمية الدرجات العلمية وحجم الكلمات المحفوظة دون ان يكون لها واقع ملموس ونتيجة عملية والا فتبقى شهادات التفوق والتخرج والنجاح مجرد أوراق مختومة لتوضع على رفوف المتاحف الشخصية.
ان ما نحتاج اليه اليوم ونحن في قمة التحدي البشري وغياب قدرات علمية رائدة لاستهلاكها كل قدراتها لتحل مكانها قدرات ناشئة يجب ان تقود مسيرة الانسان في صناعتها وعلمها وابداعها وان اكتشفوا الذرات وصنعوا الطائرات فعلينا ان نصنع بأفضل مما صنعوا وفوق ما ابدعوا فلا قيمة للعلم ان لم يكن له اثره الإنتاجي الجديد المبدع والا فهو مجرد صورة تقليدية.
ان الابداع اليوم يناضل من اجل ان يسبق المستقبل وهو يرى ان القلم والكتاب قد اصبح منتوجا غريبا وبعيدا واصبح جُل قدراتنا في طرق البحث عن المعلومة الجاهزة لا انتاجها ونحن نسير في طريق المستهلك لمن ينتج العلم بعد ان احكموا انتاج الطعام والغذاء وتحولوا الى صناعة العقول كاملة بعد ان سخّفوها وبسّطوها وجعلوها لعبة يديرها منتج المعلومة يتفنن في طريقة ادارتها،
وما الذكاء الاصطناعي الا ثاني درجات اللعب بالعقول وسنكون اكثر الناس استهلاكا لها لا مشارك او منتج او صانع.
اني اجد ان انخراطنا في الذكاء الاصطناعي كمستهلك هو اشد تخلفا نُصاب به بعد الاستهلاك الصناعي والغذائي لنتحول الى أداة تديرنا مصانع وشركات الإنتاج الرأسمالية لا اكثر.
ما اراه مهما اليوم هو صنع خط انتاج فكري بجانب الإنتاج العلمي ليتمكن طلابنا وطالباتنا وهم رواد مستقبلنا الى ان يكونوا منتجين في جانبين أساسيين وهما العلم والمعرفة الفكرية بما لهما من ابداع ووعي وبصيرة.
ان الاسرة والمجتمع والوطن الذين انتجوا الطبيب والمهندس والمعلم والعالم ... قادرون على صنع المفكر والمبدع والمؤثر بوعيه وبصيرته على خلق كيان قوي وكفاءات رائدة ولم يعد هناك مجال لتُقاد عقولنا بادوات البحث والتهجين العقلي لنصبح عالة فكرية قادمة.
اننا في عام دراسي جديد يتوجب علينا ان نصنع جيلا قادرا على ريادة المستقبل بعلمه وفكره ومعرفته وابداعه وانتاجه وصناعته ولم تعد سُبل الاستهلاك الغذائي مقبولة بل يجب ان يكون لنا سبق الصناعة وصناعة الفكر والمعرفة ورفد المجمعات المعرفية في قائمة البحث بعقولنا المبدعة لا ان نكون عالة على عقول الاخرين.
تعليقات
إرسال تعليق