اللباقة تصنع الأصدقاء والوقاحة تصنع الأعداء (آداب الإتيكيت) / ا. غالية المحروس

 


اللباقة تصنع الأصدقاء والوقاحة تصنع الأعداء (آداب الإتيكيت).

  بداية لدي شعورا ورغبة شديدة جدا, بأن أفتح قلبي ليقرأني البعض من القراء, ولعلني أشعر ببعض الضيق أحاول إنتزاعه, رغم شعوري بدفء العلاقات الإنسانية, وذلك بالتحلي بالتواضع والأخلاق السامية مع الجميع! حيث تعلمت أهم درس أن أكون نفسي, بأن أكون شخص رأس مالي الأخلاق وإحترام نفسي وغيري. وكثيرا مالجأت إلى الصمت والإنسحاب بأدب, حين ألامس التجاوز وبعدم الإحترام من البعض, وفي ذات الوقت أحافظ على مشاعر واحاسيس الغير من الخدش. ولعلني استشف جوهر الإنسان يتجلى ويظهر, في الغضب أكثر مايبدو في الهدوء, فتهذيب النفس والإلتزام بالآداب والمثل الرفيعة السامية ليس سهلا, نحن بحاجة دائما للأخلاق العالية. ولا أخفيكم مازلت أحلم بالطهر والنبل الذي أستشفه عند أهل مجتمعي العزيز! وعلى إثر ذلك تعلمت كيف أتعامل وأبني علاقاتي الطيبة مع الجميع, ولقد أحببت الكثير منهم  حتى الذين لم أتعرف عليهم من قبل, فقد أزاح عن صدري الكثير من الأوجاع وجعلني  دائما سعيدة في كل موقف أتخطاه بشكل إيجابي.  لا زلت أتذكر دوما قول والدتي الفاضلة ( أما بأرزاقكم أو بأخلاقكم ). وهكذا رحلت والدتي بأخلاقها وتواضعها, فلا تملك إرث غير ذلك, وهذا ما أورثته لي  دون أن ندرك  حينها  ماذا يعني فن الإتيكيت, والذي أنا بصدد الكتابة والتنويه عنه هنا! أرجو  المعذرة ولعل البعض يعد هذا الحديث بهذا الشأن مأزق جميل لا يلبث إلا أن يتحول لسلوك وأخلاق ومبدأ.

 من أنت؟ هل تعتبر نفسك مؤدبا؟ هل يمكنك أن تكون لطيفًا جدًا مع الجميع مهما تباينت سلوكياتهم وأخلاقياتهم معك؟ ما هي الطريقة الأكثر أدبًا للتعبير عن هذا النهج من الأدب والسلوك؟ التأدب والترفع علامة الكرامة والسمو. إنه تعبير عن الإهتمام بمشاعر الآخرين.  في حين أن بعض القلة من الناس ليس لديهم أي صلة أو اهتمام على الإطلاق بالأدب والتهذ    يب، إذا كنت تقرأني هنا, فمن المحتمل أنك تتساءل كيف يمكننا تحسين آداب السلوك الخاصة بنا رغم استفزاز البعض. على أقل تقدير، قد ترغب في معرفة كيفية تجنب وقاحة الغير، الأمر الذي يمكن أن ينفر الأشخاص من حولك.  يعد هذاالطرح  أحد أصعب الدروس الذي يمكن قد طرحته للعديد من النساء "فن الإتيكيت".  كان علي أن أتعلم ذلك وأؤمن أنني حققت أن أكون مهذبًة، لكن الأمر لم يكن سهلاً.  إن معرفة كيفية التواصل بنجاح وسلام  مع الآخرين هو مفتاح نجاح حياتك.

   آداب الإتيكيت ببساطة, هو التصرف بطريقة يشعر بها كل من حولك بالراحة من خلالك.  من النبل دائمًا التصرف بطريقة مهذبة، ومن المخزي أن نلمح  القلة من البعض يصبحون "وقحين" حاشا القارئ الكريم، وهذا يعني في رأي المتواضع بأن البعض منهم قد فقدوا وخسروا الأخلاق التي من المفترض أن تكون جزء من شخصيتهم. إن ممارسة وإتقان الآداب المناسبة يساعد على غرس الثقة في المرأة استثنائيا. وهذا وحده يجعلها أكثر جاذبية وأنوثة من أي شخص غير متأكد من كيفية التصرف في أي موقف كان. عندما تتمتع بأخلاق عالية، سيتبعك الآخرون، وقد تجد أنك تقضي وقتًا ممتعًا أكثر أينما ذهبت ومع من تحدثت.

  صدقا, لقد سئمت من سوء أخلاقيات البعض والقلة من الأشخاص, حيث أصبح البعض أكثر وقاحة وأكثر تطاول, في حين  ينبغي عليهم أن يكونوا الأكثر رقيً  في  فن التعامل.  لقد قمت خلال سنوات عمري بزيارة بلدان مختلفة، وتعرفت على أشخاص عديدة من هنا وهناك وعلي أن أقول إن الناس يعرفون كيف يتصرفون معك بشكل أفضل.  حيث هناك ما هو أكثر من كونك مهذبًا بمجرد قولك من فضلك وشكرًا، على الرغم من أن هذا بالتأكيد جزء كبير من شخصيتك.  بعض الناس مهذبون بطبيعتهم والبعض  الآخر يتظاهرون بذلك ولم يعتادوا على التهذيب طول الوقت. إذا كنت مهذبًا طول الوقت فسوف تعتاد على ذلك, ومن يدري ربما سيحترمك الناس أكثر.

 * أن تكون مؤدباً لا يكلفك شيئاً. إنه مجرد الحس السليم تحت مسمى الأخلاق الرفيعة وجعل الآخرين يشعرون بالتقدير لك. حيث كل شخص يتصرف  بطريقته الخاصة، وأنت كذلك بطريقتك الخاصة. ومن الحكمة أن تكون مؤدبا, أعتقد أن معاملة الآخرين بشكل رفيع, هو فن ضائع عند البعض. بمعنى أن تكون مؤدبًا هو مسألة احترام ومراعاة مشاعر الناس وثقافاتهم واختلافاتهم. لا يبدو الأمر صعبا، لكنه يظل تحديا بالنسبة للكثير من الناس.

* أن تكون مهذباً يعني أيضاً أن تراعي مشاعرك عندما تكون بالقرب من الآخرين، وأن تقدم المساعدة أحياناً عندما يحتاج البعض إليها. هذا يعني أن تكون لطيفًا حتى عندما لا تشعر بالرغبة في أن تكون على هذه الشاكلة والطريقة المطلوبة. لكن الأمر السار هو أن كونك مهذبًا, يمكن أن يحسن أيضًا نوعية حياتك. بمعنى أيضًا إنها وسيلة راقية لتكوين صداقات طيبة.

 من خلال تعاملي وتواجدي  مع سيدات المجتمع بكل أطيافها وإختلافها, يحضرني  طرقا وأساليب مثمرة والتي يمكن أن يؤدي بها التهذيب إلى تحسين  علاقاتك وحياتك:

 * التحيات الشخصية, إذا كنت تتحدث مع أقرانك، فقل مرحبًا بالإسم، وإذا كان ذلك مناسبًا, قم بتقديم التحية لتكون موضع ترحيب.  حيث الرد المهذب يتوافق مع التحية.

 * إحترام الوقت بالوصول دائمًا في الوقت المحدد، فالتأخير هو أمر غير مقبول, وربما يتم تفسيره على إنه تجاهلًا لوقت الشخص الآخر.  يجب محاولة الحضور دائما في الوقت المحدد  للإجتماعات والزيارات والإلتزامات الأخرى. إذا أدركت أنك ستتأخر، فحاول الإتصال المسبق بالشخص المعني لإخباره بذلك. التواجد في الوقت المحدد يظهر احترامك للشخص الآخر.

 * إن الوقوع في الكذب اصعب  بكثير من قول الحقيقة  , فلا ينبغي إلا أن تكون صادقا للحفاظ على هيبتك وسمعتك وثقة الناس بك.

 * إذا أزعجك شخص ما لدرجة الإهانة بقصد أو دون قصد، فلا تدخل في جدال معه. قم بتغيير الموضوع, أو ببساطة اعتذر من المحادثة للحفاظ على توازنك وهدوئك.

 * الشخص المهذب يجعل الشخص الآخر يشعر بالإرتياح. ضع هذا الهدف في الإعتبار, بأن تراعي احتياجات الآخرين وآرائهم وحاول ألا تستوقفك بعض الإنتقادات اللاذعة والمستفزة.

 * كن مهذبًا ولطيفًا  دائمًا، لعلك قد تقابل هذا الشخص مرة أخرى في مكان آخر, ولا ترغب في التسبب في ذكريات سلبية, من شأنها أن تعطيك مكانة سيئة تشوه سمعتك ومكانتك وهذا لا يليق بك.

 * كن مهذبا  ومحايدا مع جميع الأديان والطبقات ومع جميع الأعمار. إذا كان هناك شخص أكبر أو أصغر منك سنًا، أو من ديانة مختلفة، فكن مهذبًا تمامًا كما تفعل مع شخص في نفس عمرك أو دينك حيث الدين معاملة.

 * كن لائقا وأظهر تألقك ونبلك في الحديث.  وثق تماما سوف يلاحظ الكثير هذا السحر الخفي و الذي يساعدك هذا كثيرًا في إعجاب الكثير بشخصيتك. 

 * كن جديراً بالثقة وكن موضع ثقة الجميع باحترام وبحفظ خصوصية الغير.

 * كن شاكراً ومقدرا دوما. عندما يقوم شخص ما بشيء ما من أجلك، أو بتقديم هدية لك ، اشكر الشخص بملاحظة مكتوبة بخط اليد أو حتى بالإتصال الفوري المباشر. هذا أقل ما يمكنك فعله لشخص ما , قد خصص وقتًا للتفكير فيك بإسعادك بطريقة أو بأخرى.

 * تذكر أن تقول من فضلك وشكرا. بالإضافة على الرحب والسعة  والمعذرة إلى مفرداتك، فأنا شخصيا أفرط في استخدام كلمة آسفة!  وبالتأكيد لست وحدي من يمارس ذلك,  حيث تستخدمها النساء أكثر من الرجال, نظرا لكمية الشفافية التي تضيف للمرأة  رقة وأنوثة. 

* انتبه  جيدا إلى أن آداب التعامل و السلوك والأخلاق تختلف باختلاف المنطقة التي تتواجد فيها, ولعلك تتأكد من التعرف على  العادات المحلية قبل الذهاب لها !

 * حاول بعدم  مقاطعة الأشخاص عندما تتحدث مع شخص آخر, أو في منتصف أمر ما! وإلا  سيفقدك هيبتك وشخصيتك.

 * ليس شرطا أن  تتوقع بأن هناك من  يقرأ أفكارك. إذا كنت تريد شيئًا ما أو لا تريده، فلا بأس أن  تخبر الشخص الآخر بذلك.

هذه الطرق المذكورة أعلاه التي يمكن أن يؤدي بها التهذيب إلى تحسين حياتك، إذا كنت شخصًا مثل هذا، آمل أن تكون  بعض من هذه الطرق  قد ساعدتك، وتذكر أنك شخص لطيف ، لذلك لا يمكنك الهروب من ذلك، نظرًا لأن الأخلاق الحميدة موضع تقدير بقدر ما الأخلاق السيئة مكروهة عند الجميع. ومع هذا يحق لك كسر وترك  أي قاعدة من قواعد الإتكيت اذا عارضت دينك وتقاليد وصحتك! فحياتنا قصيرة، ولكن هناك دائما ما يكفي من الوقت للمجاملة بالذوق الرفيع.

 شكرا لسعة صدر الجميع وعذرا ممن لا تستهويه أو تستوقفه بعض مما أكتب هنا. 

غالية محروس المحروس

تعليقات