#خاطرة_الجمعة «يا مَن إليهِ شكوتُ أحوالي» / ا. منصور الصلبوخ


 #خاطرة_الجمعة «يا مَن إليهِ شكوتُ أحوالي» 

عندما يجلس عدد من الناس ويشكون إلى بعضهم البعض، ترى كل واحد منهم يشكو همومه وما يدور داخله، وكأنهم متفقون على ما يجب أن يكون، وهذا ما يدور بين أفراد كل جمع من الناس.

https://qatifnewsweb.blogspot.com/2024/08/blog-post_15.html

الظاهرة المميزة لعصرنا الحالي إنك تجد كل من لاقيت يشكو مللًا وحزنًا وضجرًا .. الغني يشكو، والفقير يشكو، العالم والمتعلم، الزوج والزوجة، الصغير والكبير، المريض والصحيح ومن وهبه الله ذرية يشكو ومن حُرِم منها أيضًا، ومن هو يعمل ومن ليس له عمل، الكل يشكو من أحداث لا يرغبون فيها، وعن أمور لا يحبونها .. وعن ... وعن ... وألف شكوى .. ما نشكو منه متفقون عليه وما يجب أن يكون متفقون عليه، وكأن الشكوى لازمة من لوازم الحياة، وضرورة من ضرورات العصر، وهذا ما يظهر دائمًا حينما نتحدث إلى بعضنا البعض . 

وتعود إلى نفسك، وتسأل ذاتك: ما سبب هذه الشكاوي ؟! وتدور تفتش عن جواب، وتغرق في التفكير، ويخطر في بالك ألف جواب وجواب، ثم تضع ما خطر لك على محك النقد والمناقشة، فتتهاوى الأجوبة تباعًا، وتتساقط الأسباب وراء بعضها بعضًا .. وتظل تلف وتدور حتى تصل إلى قرار أخير .

جرب أن تسأل كلًا من هؤلاء الناس عن سبب شكواه وعدم رضاه، وحاول أن تصغي إليه، فلسوف تسمع العجب في كلامه.

عرفنا أناسًا لا يفتأون يشكون ويتذمرون من كل ما حولهم .. وربما حتى من أنفسهم، كفروا بأنعم الله عليهم، فأصبح لا يرضيهم شيء، ولا يعجبهم أمر ، ولو محصنا شكواهم لما وجدنا لها سبباً معقولاً، ولو كشفنا الظروف التي يعيشونها لوجدناهم في نعمة سابغة وخير عميم .

وأناس آخرون عرفناهم لا يعدمون أن يجدوا في غمرة الشدائد والصعاب لحظات هناء ينعمون بها، بل نراهم يستخلصون من مظاهر القبح لمسات من الجمال تزكي نفوسهم . أولاء صفت دخائلهم، فنظروا إلى الحياة بمنظار مشرق، واستمتعوا بمنن الله، فأدوا واجب الحمد والشكر { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} . فالنعمة لا تدوم بغير الشكر ولا تزول ولا يزيلها غير النكران والجحود. 

ونحن نشاهد غرائب الزمن والدهر والأيام في هذا الزمان وفي غيره من الأزمان، فإن بعض الناس ( وما أكثر هذا البعض ) يقيسوا حياتهم بحياة الغير، وهنا يأتي الاختلاف في سير وسيرة الناس، فما قدّره الخالق لك لا يصلح لغيرك، فعليك الإستفادة من حالة الرخاء والشدة والعسر واليسر، وأن تستقبلها بالصبر والشكر، وهو تعالى لا يظلم، كما لا يعطي شيئًا غير النعمة وما فيه مصلحة المؤمن، وعلى العاقل أن يستفيد من كل عطاء بالحمد والشكر للمنعم المتفضل في مختلف الحالات .
https://www.facebook.com/Qateef.News/posts/937070351789125?ref=embed_post

ونحن هذه الأيام بطبيعة الحال تزداد شكاوانا بسبب اختلاف طباعنا وتباين مشاربنا وأهوائنا، السير في هذا الطريق لا يحمل لنا الخير أبدًا بل يحمل العذاب والشقاء، وهو ضد استقبال قضاء الله وقدره بالرضا والصبر .

الشكوى لا تحل المشكلة، بل قد تزيدها تعقيدًا، وبالرضا تخف حدة المشكلة، لأن التركيز سيكون على الحل وليس على سلبيات الحدث، والرضا ينزل على القلب السكينة فتخف الشكوى وينفتح للشخص باب السلامة.

إذن، الرضا أساسي كي نبتعد عن الشكوى، لو آمنًا بقدر الله عز وجل ومشيئته لما شكينا .. ولا نتجه بالشكوى إلا إليه سبحانه وتعالى .

ما أروع أن يشاطرك محبوبك همومك، وآلامك وتطلعاك وآمالك، وأروع من ذلك عندما تجده يستعذب بوحك، ويصغي لشكواك !!  « يا مَن إليهِ شكوتُ أحوالي » دعاء كميل.

فما أجمل اجتماع الصبر والشكر لتندفع عجلة الحياة إلى الأفضل !!

اللهم احفظ الزائرين لإحياء يوم الأربعين، وتقبل أعمالهم وسجلهم من الزائرين لأبي عبدالله الحسين أرواحنا له الفداء .اللهم أرحم من توسدت أجسادهم الأكفان، وأجعل قبورهم خير مسكن تغفو به أعينهم حتى تقوم الساعة وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه بحق الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .

https://twitter.com/Qatif_news/status/1824080467831701861

 طابت جمعتكم بالصلاة على محمد وآل محمد. 

_________

https://www.facebook.com/qatifnews2/posts/1937336666713444?ref=embed_post

-- من الغريب الذي يلاحظ في الحياة أن البعض - وهو الكثير منّا - قليل الصبر وكثير الشكوى، ولو كنا منصفين ونريد الخير لأنفسنا 

لرأينا أن الرضا بما قسمه الله لنا، فيه الصلاح والمصلحة، فالله تعالى لا يقسم غير الخير .. خير الدنيا والآخرة.

https://www.facebook.com/qatifnews/posts/897137159124532?ref=embed_post

محبكم/ منصور الصلبوخ.

تعليقات