القاسم بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن ابي طالب عليه السّلام
هناك أمرٌ كان ولازال يشغلُ فكري مع يقيني بحدوثه واقعاً ،عندما أستمع الى أيّ خطيب منبري ويذكر مصيبة القاسم عليه السلام في واقعة كربلاء سنة 61 من الهجرة ،ويصل إلى أن إنقطع شسعُ نعله، وقام ليُصلحه وهو في وسط معركة شرسة الأبعاد.
هناك بالطّبع تفسير يبيّن لنا ذلك الفعل من قبل القاسم عليه السلام وقد قام بعض من شعراء الطّف في تفسير ذلك ومن هؤلاء
الشّيخ محمد طاهر السّماوي إذ قال:
أتراه حين أقام يصلح نعله بين العدى كيلا يروه بمُحتفي
غلبت عليه شآمة حسنية أم كان بألأعداء ليس بمحت
وللعلامة السيد مير علي أبو طبيخ رحمه ألله :
أهوى يشد حذاءه والحرب مشرعة لأجله
ليسومها ما أن غلت هيجاؤها بشراك نعله
متقلداً صمصامه متفيئا بظلال نصله
لا تعجبن لفعله فالفرع مرتهن بأصله
وفي أثناء بحثي عن رواية قد يكون فيها توضيح ما، أو مسألة فقهية قد تفي بالتفسير المناسب لتلك الحادثة وجدت رواية عن الرّسول صلّى الله عليه وآله ولكّنّها غير مسنده ،
مّما تجعلنا واقفين فقط بما بيّنتها الابيات الشّعرية الآنفة الّذكر وتلك الرواية :
قوله صلى الله عليه وآله : لا يمشي أحدكم في نعل واحدة ، وقوله عليه الصلاة والسلام : إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمشي في الأخرى حتى يصلحها .
وهناك أمر آخر وهذا الأمر قد سمعته من أحد مشايخ وخطباء بلدنا المتميّزين رحمه الله تعالى، إذ قال هناك مسالة فقهية ( وهذه مع الأسف لم اساله عن مصدرها ايضا)بكراهة المشي بالنّعال المقطوع، والقاسم عليه السّلام عالم مع صغر سنّه ومعرفته بتلك المسألة، فقد كره وأبى إبن المصطفى أن يلاقي الله وحاشاه وهو محدث مكروهاً.عموما ففي كلتي الحالتين من شجاعة وعلم، يبقى القاسم علماً عظيماً بإيمانه الحسيني والرّامي لبقاء دين جدّه المصطفى فقد قضى شهيداً في سبيل الإسلام الحقيقي غير آبه بكثرة أعدائه وأعداء الله.
( الرّواية المذكورة والمسألة المسموعة ، قد ذُكرتا للنّقاش ولمن لديه أي أدّلة تفي بالغرض وليس للإثبات يقينا)، ولا ننفي صعوبة المشي حافياً على رمضاء شديدة الحرارة ، إضافة الى وجود
الكثير من الاسلحة الملقاة على الارض نتيجة تلك المعركة فيكون المشي عليها بدون حذاء فيه صعوبة
كبيرة .
أسألكم الدّعاء ولاجعله الله بآخر العهد في إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام
السّلام على الحسين ،وعلى علي بن الحسين ،وعلى أولاد الحسين ،وعلى أصحاب الحسين.
مأجورين ومثابين
( علي حسن الخنيزي)
تعليقات
إرسال تعليق