#خاطرة_الجمعة « أسرار السعاد الزوجية .. منظور أكثر دقة » / ا. منصور الصلبوخ

 


#خاطرة_الجمعة « أسرار السعاد الزوجية .. منظور أكثر دقة » 

إن فكرة السعادة التي يحملها كل منا في أطواء نفسه، ويتمنى لو ساعده الدهر على تحقيقها، هي في الغالب فكرة مادية ناشئة عن المقارنة بين حظّنا الإجتماعي وحظ الآخرين، أي بين ما كان يمكن أن تكون عليه سعادتنا المادية بالنسبة إلى سعادة الآخرين، وهذه المقارنة، هي التي تلهب أطماعنا، وهي التي تشعرنا بالحاجة إلى مطالب جديدة، ورغبات جديدة، ومتع جديدة، لا بدّ أن يعذبنا التفكير فيها والتلهّف عليها، عذابًا يسمّ آخر الأمر كل قسط من السعادة النسبية الموجودة لدينا. 

فإذا شئت أن تكون سعيدًا حقًا، فيجب ألا تقارن، يجب أن تعرف كيف تكتفي ومتى تكتفي، على ألا يكون اكتفاؤك تواكلًا في النفس، وبلادة في الحس، بل استمرارًا في الكفاح مع التسامي بالرغبات والمتع إلى كل ما هو خيّر ونبيل. وما دمت وأنت تكافح سعيًا وراء يسر مادي، لا تغفل النظر إلى مطالب عقلك وفكرك وكيانك المعنوي، فأنت ستقرّ في نفسك التعادل بين المادة والروح، وهذا التعادل هو الذي يجعل منك انسانًا أعلى.

المقارنة والنظر إلى ما عند الناس حِمْل ثقيل يمزق أركان الأسرة ويطفىء رونق الحياة الزوجية. فحين تنظر الزوجة إلى نقائصها وتبالغ في تضخيمها وتستمع إلى كلمات صديقاتها المحرّضة، رغم البهرجة العلمية التي تتمتع بها إلا أنها إنسانة فقدت ثقتها بنفسها، لا تعرف كيف تتصرف !! وهنا يسوقني الحديث إلى قضية التباهي في المعيشة والعلاقة الزوجية.

لو أننا أجرينا استفتاء حول مدى ارتفاع أو تقدير السعادة الزوجية، صدقوني فإننا سنجد النتيجة تميل للمقبول، فالمرأة غير راضية عن مزاج  زوجها وعاداته التي لا تحتمل أو تطاق !! والرجل دائم التأفف من طباع زوجته المزعجة !! ونادرًا ما نرى حالة زواج بتقدير امتياز، بل يمكن أن نرى جيد جدًا وجيد والغالبية مقبول، وهنا نذكر أن الحديث المفضل بين النساء في الجلسات الخاصة هو التباهي بما يملكن، فإذا فرغن من الكلام ونفض المجلس جمعهن، جَرَّ وراءه ما قيل، فتلك قالت أن زوجها غيّرَ لها أثاث المنزل، وأخرى قالت أن زوجها أشترى لها عقد ذهب مُرصَّع بالأحجار الكريمة .. وثالثة قالت أن زوجها وعَدَها برحلة خارجية ممتعة .. وهلم جرا .  

ومن هنا تبدأ ظهور شخصية المرأة فليس كلهن من صنف واحد، فعند عودتهن لمنازلهن، تبدأ كل واحدة منهنّ بالتفكير في كل ما قيل، والكثير منهن يطلبن من أزواجهن نقائصهن، وقد تكون المطالب تفوق امكانياتهم المادية، وهنا تحدث المشكلة، فيتحول البيت الزوجي إلى جحيم لا يطاق إذا طلبت شيئًا لا يمكن تنفيذه، فأي زوج يطيق أن يعيش مع زوجة كثيرة التذمر، تفتعل المشاكل وتنغص العيش، لا تشبع ولا تنتهي طلباتها .. لا تفكر إلا في نفسها ورغباتها الكثيرة على حساب شقاء زوجها، ومن هنا فعلى الزوجة أن تتفهم مشاق الحياة وإمكانات زوجها المادية وتعيش وفق ذلك، وتقبل الإختلاف والرضا به والتعايش معه على أمل أن ينجلي الهم ويشرق الفرج، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): « ايّما امرأة لم ترفق بزوجها، وحملته على ما لا يقدر عليه، وما لا يطيق لم تقبل منها حسنة وتلقى الله، وهو عليها غضبان ». ولا خير فيمن لا تعين الزوج في مشوار حياتهما الزوجية، فالمقارنة والنظر إلى ما عند الناس يجلب للزوجة المشكلات والمنغصات والتي قد تهدم البيت الزوجي. عليك أن تترفعين عن هذه المنغصات، لا تطلبي من زوجكِ أن يكون كاملًا في كل شيء فلا كمال مطلق عند البشر؛ الكمال لله وحده عز وجل. 

-- نبكي ونذرف الدمع السخين على أهلنا وأحبتنا وأبناء مجتمعنا كانوا بيننا وأمام أعيننا وفجأة وفي غمضة عين غادرونا، اللهم أرحمهم وأجعل قبورهم خير مسكن تغفو به أعينهم حتى تقوم الساعة وارحمنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى خاتم الرسل 

وعلى آل بيته الطيبين الأطهار .

 طابت جمعتكم بالصلاة على محمد وآل محمد  . 

 _________

-- هناك الزوجة الذكية التي تستطيع أن تجعل من بيتها جنة وارفة الظلال، تتصرف بذكاء ولباقة وتعرف كيف تكسب الزوج وتتحسس معاناته، وهناك المرأة الطيبة التي صبرت على زوجها، وكيّفت نفسها بالصورة التي تُرضيه، وهناك الزوجة المؤذية لا تجيد التعامل مع زوجها، وتحول بيتها جهنم مستعرة النيران، وهناك الزوجة المهيمنة، يمتعض منها زوجها، لأنها دومًا تقرع أذنيه بكلمات ملؤها التأنيب والتقريع، وتشعره بالدونية. هذه صورة المرأة في مجتمعنا ومع ذلك أقول بأن هناك أسرارًا أخرى للسعادة الزوجية !!

محبكم/ منصور الصلبوخ.

تعليقات