❗️لروحك ياسعاد شرف وسمو الموت❗️/ ا. غالية المحروس

 


❗️لروحك ياسعاد شرف وسمو الموت❗️

عزيزتي أثير,  قبل كل شيئ أضمك لصدري لأعزيك, ولعلني آخذك قليلا هنا لحدود الحزن والوجع, فلا تقلقي, حيث  خالاتك العزيزات معك بين السطور, وفي حالة سكون مع مرتبة الصبر.                                                                                                         
ياإلهي غريبة هذه الدنيا وأغرب ما فيها, مابين رحيل ورحيل من الأحباء الأعزاء, هناك مشاعر وأحاسيس تُحكى وتُروى لتسطر وجعا وتحكي واقعاً ! والحديث عن فقد الأحباء موجع حد السماء وقد يلامس أعماق القلب! إنه ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻟﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ. ويبقى التعامل والتكيف مع الحزن والوجع الذي يسكننا, والفقد الذي لابد منه ميدانًا كبيرًا من ميادين الامتحان والإبتلاء في هذه الدنيا الغريبة.                         

لن أتحدث هنا راثية ولكني لا أخفيكم سرا, من احدى المفارقات الكبرى لصدق مشاعري, ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ عدة ﺷﻬﻮﺭ, كنت أتحدث لك عزيزتي أم رائد عن سياق كتاباتي, فإذا أنا أوعدك بمقال يتخلله إسمك وشخصك. وكإنني برحيل العزيزة سعاد على موعد لمواساتك وتعزيتك هنا, متسائلة بداخلي ماسر الموت الذي يحمله لنا ويزداد يوما بعد يوم! ويجعلنا نبكي لا للموت بل نبكي الذكرى والحسرة ونبكي أنفسنا دون خوف!

لقد أوجعني وأبكاني البارحة بما حدثتيني به عزيزتي أم رائد عن المرحومة سعاد, وعن تجربتها ومعركتها المريرة مع المرض والوجع, وقد شعرت من خلال إنسانيتها وإيمانها إنها كانت صابرة محتسبة, ولكن المرض قد تفاقم عليها بسرعة وعانت كثيرا وتألمت أكثر, على مدى عامين من المعاناة والتحدي والمقاومة, وبقيت تحمد الله كلما سألها احد عن حالها! وهذا العزاء هو الأكبر إنها كانت حامدة ربها, حتى أقعدها المرض وضعف جسدها وفي آخر أيامها لم تشتكي أو تتذمر, وتحملت الآلآمها بصبر وصمت حتى أسلمت الروح لخالقها بسكينة وسلام.

 وهكذا برحيل الراحلة سعاد سوف تكون مع خالق الموت والحياة, وسوف تحظى برؤوية حبيب الله محمد صلوات الله وسلامه عليه! لا تخافي ياسعاد حيث هناك جنة للصابرين المتقين أمثالك! نعم جنة ونعيم الخلد. إفرحي ياسعاد وقري عينا, عند تسليم روحك الطاهرة سوف تبدأ حياتك الجديدة دون وجع ولروحك شرف وسمو الموت. أبشري ياسعاد مادام العفو هناك والعدالة هناك وأي عدالة! عدالة السماء وذلك عند دخولك عالم الله عالم النور حيث ملائكة السماء, وفي رعاية الله دون خوف دون وجع حيث العدالة والسعادة.

وأخيرا عزائ ومواساتي للعزيزات أخوات المرحومة سعاد وكريمتها أثير. لها الجنة والمغفرة ولكم الصبر والإيمان.

 غالية محروس المحروسِ

تعليقات