هل اثبتت الحركة النسوية فشلها ام هو بداية الفشل؟ / الشيخ حسين البيات

 


هل اثبتت الحركة النسوية فشلها ام هو بداية الفشل؟

نقف مع هذه المقالة للكاتبة الإنجليزية التي تحمل رسالة حزن واسف لما قامت به الكاتبة البريطانية من تسويق ودعوة الى الحركة النسوية تحت عنوان مثير:

I'm single, childless and alone. Feminism has failed me and my generation, writes PETRONELLA WYATT

ترجمة العنوان: أنا عازبة، بلا أطفال ووحيدة، "لقد خذلتني الحركة النسوية وخذلت جيلي". بقلم (بترونيلا وايت) 

الحقيقة التي يتوجب ان تفطن اليها الاخوات المنظرات لمستقبل المرأة بشكل عام والمسلمة بشكل خاص واللاتي يعملن ليل نهار لإبراز قوتهن وتحديهن امام الرجل وسلطته واللاتي جعلن من العمل طريقا لاثبات الذات ومنافسة للرجل لئلا يستفرد بالقرار ولا تكون له الهيمنة، حتى وصل الحال ببعضهن ان تحتفل بطلاقها لأنها حصلت على حريتها ويمكنها التحرك كما تشاء الان، وحولنّ الرجل من شخص تميل اليه طبيعة المرأة وفطرتها وغريزتها والسكن اليه الى طرف ظالم سلطوي معادٍ تعمل "النسوية" على ان تكون ندا له ولا تريد ان تتعاطف معه حتى لا تشعر بالضعف والدونية امامه.

نلخص ما قالته الكاتبة وايت في مقالتها في (ديلي ميل) يوم الأربعاء؛ 20 مايو 2024م :

1. ألتقي كل يوم اثنين مع مجموعة من الصديقات في أحد مطاعم لندن . نجلس على طاولة بالقرب من النافذة ونناقش حياتنا.

2. نحن جميعًا في منتصف الخمسينيات من عمرنا ونساء عاملات متعلمات تعليماً عالياً. لكن هناك فراغ في حياتنا. نحن جميعا عازبون وليس لدينا أطفال.

3. أشعر بشكل متزايد، كما يشعر العديد من أصدقائي المقربين، أن الحركة النسوية قد خذلت جيلنا.

4. مهنة المرأة تحل محل علاقاتها مع الجنس الآخر إلى حد كبير وربما برجل مشفر

5. أحد الأسباب الرئيسية للتعاسة هو شعور المرء بأنه غير محبوب، في حين أن الرفقة والشعور بالحب غائبون

وتشير الكاتبة وايت في أواخر مقالتها:

6. الى ان منتصف الخمسينات تفقد المرأة الامل في الانجاب وتقضي بقية حياتها دون مشاعر عاطفية

وتضيف ان احدى الدراسات الأمريكي تفيد:

7. ان السبب الرئيسي للاكتئاب بين الاناث في منتصف العمر هو الوحدة وينتهين بالأمراض العقلية ولم تعد القوة الاقتصادية تعني لهن شيئا

فيما تذكر الكاتبة أيضا:

8. ان احدى طالباتها تقول انها لن تنساق مع حركة النسوية لأنها لن تعيش في عزلة عن عواطفها وغريزتها 

أحببت نقل هذه المقالة لأنني قرأت الكثير من كتب النسوية وكلها مملوءة بالأخطاء التحليلية والتنظير الذي يبحث للمرأة عن المساواة واثبات الذات وكأن اثبات وجودها لا يتحقق الا بالعداوة للرجل والعمل والمال لأنه يمثل لها الاستقلال وعدم الحاجة الى الرجل.

ويرى منظر النسوية الكاتب ماجد الغرباوي -كما سنعود لكتابه والكاتبة النسوية كولمارفي مقالات قادمة - "فلسفة النسوية" -بتصرف- هو: تحرير العقل الجمعي للمرأة من ذكورية الرجل وسلطويته واستخفافه وان تعمل بعيدا عن تاء التأنيث حتى لا تعيد انتاج الذكورية من خلال تكريس الانوثة.

وسنلاحظ اغلب الكتابات هي في ذات المعنى من إثارة التمرد والمنافسة المتوترة والتحذير من السقوط في اتون الذكورية وان التعاطف مع الرجل هو استسلام له ونقض لمشروع النسوية.

انها حرب بين الرجل والمرأة كما يراه النسويون،وللأسف يشحنون الطرف الأهم أخلاقيا وعفة وعاطفة وتسامحا حتى تفقد الانثى انوثتها ومشاعرها لتتصرف كرجل بل اشد قسوة او انثى عارية تجد قوتها في جسدها بأرذل صور التعري.

نستلهم من خالق الأرض والسماء ورب العالمين ما تشير اليه الآيات من تكامل وسعادة ومودة بين الرجل والمرأة " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"

ان رسالتنا هي المودة والرحمة والعطف والسعادة والتسامح 

فهلمّ الى بيت السعادة الإلهي

فشل حركة النسوية (١)

تعليقات