❗️زينب الطفلة الجميلة ترحل فجأة❗️
عجبا لهذه الدنيا! وعذرا لدهشة رحيلك السريع يازينب! وكيف لقلبك الصغير أن يتوقف دون إنذار! وهل تظني إن وقت رحيلك قد حان! وأنت كالفراشة الجميلة التي تركت طفولتها الحالمة لتلبي نداء ربها لتحلق في السماء بهدوئها المعتاد. نعم لم تشأ الطفلة زينب إلا أن ترافق الغالي جدها الراحل سماحة الشيخ عباس المحروس وتؤنس وحدته! وكأني أراه الآن سعيداَ بلقائك وقد فاز بك بعد فراق دام سنتان من الوحشة والحنين.
استيقظت القطيف صباح الخميس على خبر رحيل السعيدة زينب, تلك الطفلة الذي اغتالها الموت ذلك الضيف الإستثنائي دون ميعاد, نعم رحلت فجأة ولوحدها دون وداع أحبابها! حيث داهم الجميع سؤالا موجعا: أيتها الراحلة السعيدة نحو السماء, لِمَ رحلتِ باكرة وأنت في بداياتك ووسط أحلامك وطموحاتك! حيث تركت غرفتك دونك وماذا عن مقعدك بالمدرسة الذي لن يملؤه أحد من زميلاتك! فمن سيفتح حقيبتك المدرسية ويتصفح كتبك! أليس من الصعب أن تتركي دراستك! وأنت تلك الطالبة النجيبة الموهوبة والمحبوبة بين مدرساتك وزميلاتك! كيف تنازلت عن الزي المدرسي لترتدي الكفن الأبيض الصغير وانت الملاك الصغير, وكإنك غيمة بيضاء على أرضٍ لا تسع طفولتك البريئة. لطفك يا إلهي, لا زلت أستشعر دموع مديرة مدرستك الأستاذة "منال سعيد السنان" والتي ألهبت مشاعري وهي تبكي لرحيلك!
بكيت بشدة وكاد قلبي أن يقع حينها, وأنا ألمح والدتك مساء الخميس الحزين, وهي تحتضن أختك فاطمة وتنتحب صارخة وهي تقول: إنها تشعر باختناق لغيابك! وبذات الوقت,أرى الجميع دون استثناء يبكين بحرقة, وفي حالة انهيار شديد عجزت أن أجسد ذلك المشهد الموجع, لكونك هُنا في قلوب أحبابك ولكنك رحلت هناك قبل الأوان! مهلا يازينب توقفي قليلا, لتسمعي البعض يطلبن منك,أن تبعثي لهم من السماء قبلاتك النقية على أياديهم كعادتك عند السلام! ومن بعد غيابك ستغيب تلك القبلات الحانية وحينها, ستشعر والدتك الحزينة بالغصة وتسكب الكثير من الدمع لرحيلك. ولكن هناك الكثير من المفاجآت التي تحبينها, بل هناك رغبة مازالت مخبأة بين شفتيك وبصوتك الهادئ يرن في أذن والدتك, وكنت قد أردت في مولد الإمام علي بن موسى الرضا " عليه السلام" أن توزعي هدايا خاصة لصديقاتك ياترى من سيوزعها غدا عنك!
وأخيرا, لقد غبت عن والديك و أخواتك وغاب وجودك و حضورك بين أحبابك ! وبات داركم متوشحا بالسواد حزنا على فراقك. ارقدي بسلام وأنت بين يدي الله, حيث هناك من يُحبك فلا تجزعي, وإنا لله وإنا إليه راجعون.ِ
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق