إمام المتقين عليه السلام / ا. سعيد محمد الزاهر

 


إمام المتقين عليه السلام 

في ذكرى إستشهاد الإمام علي عليه السلام علينا أن ننصفه حق الإنصاف وذلك بالتركيز على نهجه وسيرته العطرة ومحاولة سبغ أغوار تراثه الذي بين أيدينا. 

قد نعتذر في السابق لعدم توفر ذلك التراث العظيم ولكن الآن ومع الفضاء المفتوح لا عذر لنا. 

علينا الاقتراب من تراث سيدنا ومولانا أمير المؤمنين و يعسوب الدين و وصي رسول رب العالمين وذلك بتبيان وشرح وتوضيح ذلك التراث الذي يمثل الصورة الناصعة للاسلام الذي أنزله الله تعالى على رسول الله محمد صلى الله عليه و آله وسلم. 

لقد ترك لنا الإمام علي عليه السلام فكراً مكتملاً لجميع شرائع الدين الحنيف من عقائد و أخلاق و فقه و أدب و زهد وروحانيات وحقوق و واجبات  وقد بين لنا كل ذلك بالتفصيل المستفيض في تراثه الذي للأسف الشديد ما أعرناه ما يجب من الإهتمام  مما تسبب في تغييب ذلك التراث الأخلاقي الإنساني على أن الكثير منه مفهوم و لا يحتاج لكثير من التفكير بل بإستحضاره من منابعه و التمعن في معانيه. 

ففي كتاب نهج البلاغة من خطب و كلمات قصار ما يؤسس لفكر شامل تقوم عليه وتبنى مؤسسات فكرية بما تعني الكلمة. 

فيه فكر مؤسساتي لمجتمع مدني يحمل أساسا قويا من مفاهيم العدل والمساواة والإنصاف. 

كما فيه فكر معتدل يقوم على الدليل الذي لا تشوبه شائبة. 

فقد ناقش فيه الإمام علي جميع جوانب العلاقات الحياتية سواء بين العبد وربه أو بين العبد وأخيه الإنسان مما يشكل قاعدة صلبة لهذه العلاقات على أساس أراده الله تعالى لنا ليكون نبراساً يهدينا للتي هي أقوم. 

كتاب نهج البلاغة بما يحتوي فيه نظام فقهي، سياسي، فكري، إقتصادي، سلوكي، عسكري، فلسفي، منطقي، روحاني...... الى آخر ما يهم الإنسان لتنظيم حياته ومعاملاته وسلوكياته بما يعود عليه بالنفع المرجو من الرسالات السماوية. 

حقيقة يصعب على إنسان عادي مثلي أن يلم بما جاء في كتاب نهج البلاغة إذ يحتاج لمفكرين مختصين يتوفرون على دراسته وإستخراج مكنوناته ونشرها للعالم أجمع لكي يوضحوا لهم شخصية الإمام علي عليه السلام من خلال فكره. 

بهذا يساهموا في إنصاف هذا القائد العظيم الإمام المسدد من الله سبحانه وتعالى إمام المتقين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين.

  الإمام علي عليه السلام أظن لم ننصفه حق الإنصاف ،قد لا يتفق معي البعض و أعذره. 

أنا الإنسان العادي أرى بأن الإمام علي عليه السلام قد قتله أشقى الأشقياء مرة واحدة بينما البعض الآخر حاول صمس فكره وتراثه و أخلاقه.

علماً بأنني على يقين ان الإمام علي عليه السلام لم يُقْتَل بل هو تغلغل حبه في أرواح جميع أحرار الإنسانية و منصفيها. 

، أعدائه والحاقدين عليه قد تعمدوا تغييبه عندما غيبوا تراثه الإنساني، بينما بعض ممن يواليه قد أهمل هذا التراث ولم يعمل على نشره و وضعه أمام الإنسانية.

كتاب نهج البلاغة مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه. 

الذي جمعه الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام يعتبر موسوعة فكرية ودائرة معارف تحوي كل ما يخص الحياة الدنيا و الآخرة إذ هو تحت كلام الخالق وفوق كلام المخلوق بما يحويه من معارف. 

يمثّل كتاب نهج البلاغة دائرة معارف الثقافة الإسلامية التي حوت معرفة الله تعالى وعالم الملائكة، وطبيعة نشوء العالم، وطبيعة الإنسان، والأمم .

لقد استخدم عليه السلام الطريقة القرآنية في طرح هذه العناوين لتكون سهلة الفهم وفي متناول المخاطب بها حيث تنتهي به إلى ما أراده الله تعالى منه. 

وقد دعى الإمام علي عليه السلام في خطبه الناس لطاعة الله فيما أمر واجتناب نواهيه فيما نهى و عهوده عليه السلام إلى عماله شاهدٌ على دعوتهم إلى الإدارة الصحيحة وانصاف الناس. 

فيما يخص الحكم القصيرة التي وردت في كتاب نهج البلاغة فقد كانت تحوي على كلام بليغ محكم البلاغة مفعم بالمواعظ قد صاغه الإمام عليه السلام بأسلوب في قمة البلاغة الأدبية. 

سعيد محمد الزاهر


تعليقات