محمد العيسى / أرامكو في خيوط المعازيب


 أرامكو في خيوط المعازيب:

كموظف عمل في شركة أرامكو ما يزيد على ثلاثين سنة، كانت كل لقطة من مسلسل "خيوط المعازيب" داخل شركة أرامكو تسترعي مني انتباهاً خاصاً ونظرةً فاحصةً متأمّلة وتترك في نفسي وقعاً خاصاً يتراوح بين الارتياح والاشتياق لتلك الأجواء والإعجاب بقدرة المسلسل على محاكاة الواقع في الشركة حينئذٍ.

تتجلّى جودة هذه المحاكاة في تصميم مباني الشركة (البورتبلات) من الخارج ومن الداخل (الديكور الخشبي البني مع الخطوط السوداء)، الشوارع والدوّارات، اللوحات والشعارات القديمة، الباصات القديمة (الأوتوبيس)، ملابس الموظفين، وتاقات الشركة على قمصانهم، السكن المشترك للموظفين. 

وتتجاوز جودة المحاكاة رسمَ الصورة إلى رسم انطباع الأحسائيين عن شركة أرامكو وموقعها في وجدانهم في ذلك الزمن. كانوا يسمّونها "الشركة" وليس "شركة أرامكو" حيث كانت هي الوحيدة الحاضرة في أذهانهم ولذلك لم تكن هناك حاجة لذكر اسمها، بل بمجرد أن تقول "الشركة" فلا بد أنك تتكلّم عن أرامكو.

"أروح الشركة عشان ينافخون علي؟"، هذه الجملة البسيطة التي قالها جاسم لزوجته بدرية عندما اقترحت عليه الالتحاق بالشركة لتحسين أوضاعهم المادية،  تكشف عن أحد أسباب عزوف البعض في ذلك الزمن عن الوظيفة؛ وهو تعودهم على ممارسة العمل الحر وخوفهم من أن يكونوا تحت رئيس يأمرهم وينهاهم.

أرامكو يا بعد جبدي


تعليقات