دع مشاعرك تتدفق دون إخفائها لمن يستحق
ليس لدي أي فكرة عن سبب كتابتي لهذا النص, ولكن عندما أكتب أكتشف إن مشاعري تتدفق. ينبغي علي أن أقول, إنني أحب التعبير, وترجمة وتجسيد مشاعري وتوسيع مخيلتي وكسب قلبي. حيث المشاعر تأتي وتذهب كالغيوم في سماء عاصفة, وبالرغم من أننا في عالم مليء بالأشياء المؤقتة, إلا إن الكثير من البعض قد تكون مشاعرهم ثابتة. وليس من المفترض أن تكون المشاعر منطقية, بمعنى إن المشاعر هي الذكريات و الذكريات هي أيضا المشاعر! لذلك ليس هناك ذنب في بث المشاعر واظهارها على الإطلاق. فكما أنه جميل التعبير عن الحب والإحترام، والأجمل حتى أن نشعر به. سوف تصبح أفضل ما لدينا عندما نأخذ وقتًا لفهم وإدراك ما نحتاجه حقًا ونشعر به ونريده. فالمشاعر هي أحاسيسنا ودليلنا ونصيحتي الخالصة هنا, من الصحة أن لا نخفي مشاعرنا بل نثق ونتعلم كيفية التعبير عنها، فقط لنكون على طبيعتنا، ولا ينبغي ان نلوم أحداً على ما يشعر به.
حياتنا مليئة بالقصص, بما فيها أفكارنا ومشاعرنا هي التي تشكل إحساسنا بهويتنا وأنفسنا. إنها مبنية على تجارب الطفولة المبكرة التي يتم إثراؤها مع تقدمنا في السن. كما تخبرنا قصصنا وحكاياتنا الشخصية من نحن، ونوع العالم الذي نعيش فيه وإلى أين نتجه! وعندما نكبر, نجد طرقًا لإخفاء قلقنا ووحدتنا وخوفنا وحزننا! لكن الأطفال لا يخفون شيئًا، ويضعون بتلقائية كل شيء في دموعهم. هناك بعض الأوقات في الحياة, حيث يتعين علينا أن نتخلى ونتنازل عن مشاعرنا ونفعل ما يجب علينا فعله.
من خلال تجاربي في الحياة ومن خلال علاقاتي المتباينة اجتماعيا, لا يمكننا التحكم في ما نشعر به، ولكن يمكننا اختيار الطريقة التي نتصرف بها. حيث إنكار المشاعر قد يدفعنا إلى الدخول إلى عالم الفوضى وحينها سنعاني ونعاني. إن منح أنفسنا الإذن بالشعور يسمح لنا بالسيطرة عليه, فنحن نتحكم فيه بدلاً من السماح له بالتحكم بنا، وبهذه الطريقة نخلق مساحة للشفاء والتعافي والتصالح الذاتي.
اذا اسمح لي أيها القارئ القارئ الكريم أن اسألك:
إذا مات شخص تعرفه وتحبه هل ستشعر بالحزن؟ وماذا تسمي الشخص الذي يبدو أنه ليس لديه أي مشاعر تقريبًا؟ وهل نسميه أو نصفه بإنه في حالة ترهل في المشاعر؟ولماذا ينكر البعض مشاعره ويحاول اخفائها؟ ما الذي يجعلك تشعر بالتعب في الحياة وبعدم القيمة؟ وما فائدة المشاعر الحقيقية؟ ؟هل هناك أحد قد جرح مشاعرك؟
لا أعتقد أن هناك من أحبه وأحترمه قد يتجاهل مشاعري أو أنا أخفيها عنه! ولهذا السبب يعرف كل شخص عزيز في حياتي كل ما أمر به. لا أستطيع إخفاء أي شيء عنه رغم احترامي الشديد للخصوصية. يجب على الناس أن يدركوا, أن صدق الحس وعمق النبض والبوح ليس نقطة ضعف أبدا ولعلني أقول: من فضلك دع مشاعرك أن تتدفق.
تعلمت الكثير هنا من خلال مشاعري الحقيقية:
• لقد تعلمت بصعوبة, أنني لا أستطيع الإعتماد دائماً على الآخرين لإحترام مشاعري, حتى لو كنت أحترم مشاعرهم. كونك شخصًا جيدًا لا يضمن أن الآخرين سيكونون أشخاصًا طيبين أيضًا. لديك فقط السيطرة على نفسك وكيف تختار أن تكون كشخص يملك ويمارس مشاعره وبشكل متوازن. أما بالنسبة للآخرين،فليس أمامك إلا أن تختار قبولهم أو الابتعاد.
• تعلمت أعظم درس في حياتي, إنه لا يوجد سوق لعواطفك، لذلك لا تعلن أبدًا عن مشاعرك لمن لا يدرك قيمتها، فقط أظهر موقفك.
• تعلمت أن لا أحد يستطيع أن يحبطك ويجعلك قلقا أو أن يجرح مشاعرك!و لا أحد يستطيع أن يصنع لك أي شيء آخر غير ما تسمح به في داخلك.
• تعلمت أنه لا يمكن لأحد أن يحل مشكلة, أي شخص آخر إذا كان نفسه لا يريد أن يتم حلها.
• تعلمت أن إنكار مشاعرك أمر غير صحي للعقل والجسد والروح.
• تعلمت استثنائيا أنه كلما أخفيت مشاعرك تجاه البعض، كلما وقعت في حبهم أكثر.
• تعلمت أن أفضل شعور في العالم هو عندما يبادلك الشخص الذي تحبه الإعجاب باحترام.
• تعلمت أن المشاعر والعواطف غير مستقرة. ولا ينبغي أبدًا أن يكونوا السبب في قراراتك واختياراتك التي تتخذها.
• تعلمت أن التعرض للأذى والتجريح, على يد شخص تحبه هو, أسوأ شعور على الإطلاق, نعم أنه إذا كنت تريد احترامي فلا تقلل وتخدش من مشاعري.
• تعلمت أنك لست مسؤولاً عما يعتقده الناس عنك, لكنك مسؤول عما تمنحهم إياه للتفكير فيه, حيث الناس سوف ينسون ما قلته وما فعلته، ولكنهم لن ينسوا أبدًا ما جعلتهم يشعرون به.
• تعلمت أنه لا يوجد شيء يمكن أن يدمر الذات, أسرع من إنكار ما نشعر به!بل إنه أعمق ألم شعرت به هو إنكار مشاعري من أجل إسعاد الجميع.
• تعلمت أنه مهما كان ما أقوم به, يجب أن يكون بمشاعري, وإنه لأمر سيئ أن الأشياء التي في قلبي لا تصل إلى شفاهي للبوح بها.
لذلك أنصحك علانية:
•احترم مشاعرك ودعها تتدفق دون أن تتعمق أكثر من اللازم, وتقبل كل واحدة منها, واسمح لنفسك الشعور بها, حيث البعض من الناس يمكن أن يتغيروا في أي لحظة! ولا تثق بالأشخاص الذين تتغير مشاعرهم مع مرور الوقت, ولكن ثق بالأشخاص الذين تظل مشاعرهم كما هي, حتى عندما يتغير الزمن. وحاول أن لا تهدر مشاعرك تجاه الأشخاص الذين لا يقدرونك, ولا تعتذر عما تشعر به,ولا تتلاعب بمشاعر الآخرين، وإلا ستفقدهم مدى الحياة. والمعذرة منك أنصحك أن لا تتخذ قرارات دائمة بناءً على مشاعر مؤقتة! ودع كل شيء يحدث لك,السلام والخوف دون توقف عن حرمانك من مشاعرك, حيث لا يوجد شعور نهائي.
أهدي أعظم مشاعري وأصدقها إلى أمي العزيزة الراحلة :
لا أستطيع أن أشفى حقاً من خسارة فقدك, إلا إذا سمحت لنفسي أن أشعر بالخسارة حقاً. بعد أن فقدت والدتي! شعرت بالخوف من نفسي. يبدو أنني لا أملك السيطرة على أفكاري ومشاعري رغم توازني. لا أستطيع أن أتخيل الحياة بدونها وبدون دروسها الإنسانية! علمتني أمي أن أشعر أكثر. أن أعطي نفسي أكثر من مشاعري. هذا كل ما لدي الآن أن أقوله لأمي, لا أريد أن أخسرك، وأنا أفتقد المشاعر التي كنت تمنحيني إياها. أحبك إلى الأبد ياأمي.
إهداء لمن أحب،
مشاعري عالية جدًا بالنسبة للكلمات، وخجولة جدًا بالنسبة للعالم. إنها لك أنت!! أنت أكثر من مجرد شخص. أنت الحياة التي أشعر فيها دوما بأنني في أمان. أعلم أنه ليس من المفترض أن أقول هذا، لكني من العدل أن أحبك وأحترمك أكثر.
من الصعب علي أن أتخيل بقية حياتي دونك. حتى في غيابك أتحدث معك في عقلي، أضحك معك في قلبي. هذه هي الطريقة التي يوجد بها الاتصال الروحي القوي بيننا والذي أرجوه إلى الأبد. وعندما أغادر الدنيا أتمنى أن يقال عني: كانت حياتها سعيدة معك، ولكن تم قراءة مشاعرها بصدق.
في نهايةالمطاف! قبل أن تتمكن من تجربة المشاعر الإيجابية والأشياء الجيدة في الحياة، يجب عليك أولاً أن تعطي وتشارك بإحساسك ومشاعرك دون أن تنكرها .
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق