"إدراك الإمتلاء والشعور بالإمتنان"
كنت منذ طفولتي الأولى ولا زلت مسكونة حد العفة، بمسألة (القناعة الكاملة والشعور بالإكتفاء والإمتلاء) ولكني، أفكر في البعض الذي يتحول إلى شخص فارغ و يصبح جاحدا ناكرا متذمرا وطامعا، وهذا الاستمرار بهذه العقلية الفارغة، وفي كل المراحل يبقى بعض البشر, لا يزال يعاني البؤس والشؤم والسلبية وبعدم الرضا وحتى الجوع مجازا, في عالم يدّعي التقدم والتطور وأين موقع الرضا والقناعة من ذلك!
وصلني إتصالا مبطنا بالتجاوز والسخرية من فترة ليست بالقصيرة, من إحدى معارفي يحتوي تساؤلا فارغا: هل لا زال لدي شعور وقناعة, بإن المنزل المتواضع الذي أسكنه مناسبا لي إسوة بما تراه من مساحات فاضية وفارغة هنا وهناك ! وفورا بادرتها قائلة: أكيد مادمت أعيش فيه مع عائلتي بسعادة وقناعة, وللأسف لم تتوقع ردي المجرد من أي زيف، أو لم تعتقد بصدق الرد مني, وبعد عدة سنوات لمحت تلك السيدة إن هناك عملية ترميم او بالمفهوم النرجسي "ترقيع" في منزلي المتواضع وبذات الفراغ الذي يسكنها سألتني سؤالها الفضولي؛ ! لماذا لا تشيدوا لكم منزلا كبيرا يليق بك!! وبكل توازني المعروف كان ردي عليها الصمت فقط! أنا هنا أتمنى هذا النص أن يكون الرد الحاسم .
أعد إحتراف قناعتك الذاتية بمزيج من إدراكك بالإمتلاء النشط وشعورك بالإمتنان. إنه يُعلم العالم من أنت, وما هو رأيك في عمق إكتفائك, وكيف تتوقع أن تُعامل. إذا لم تكن قناعتك الذاتية متوافقة مع روحك الحقيقية، فسوف تشعر بأن مبدئك متعب ومتهالك ومنخفض. ولي أن أسألك هل تريد أن تبدأ في الحصول على ما تريده حقًا (بدلاً من الإكتفاء بما تعتقد أنك تستحقه)؟ إذا حان الوقت لإعادة اعتناق قناعتك الذاتية، لإضفاء حضور إيجابي وقوي ومشرق. لك أن تتخيل أن طاقة روحك الحقيقية تتضخم و تتخيل ايضا أن روحك تشكل تجربتك بأكملها, وتخلق الرضا والإثارة والسعادة والإرتياح الدائم. صدق أو لا تصدق، أنت تمتلك بالفعل القدرة على كل هذا (وأكثر من ذلك بكثير لو أردت ذلك). كل ما عليك فعله هو الاستفادة من الطاقة الداخلية الصحيحة لديك.
ما أردت قوله هنا بشكل عام، عش حياتك كما لو أن كأسك نصف ممتلئ وليس نصف فارغ، كل ما تحتاجه هو تغيير تفكيرك. نحن جميعا على دراية بالقصة المجازية لشخصين ينظران إلى نفس الكوب، ويرى أحدهما أنه نصف ممتلئ بينما يراه الآخر نصف فارغ. بقدر ما سمعنا هذا, فإنه لا يزال تمرينًا قيمًا لمراقبة عقولنا حقًا وملاحظة ما إذا كنا ندرك المحتوى في تفكير نصف ممتلئ أو نصف فارغ. يشير البعض إلى أنفسهم على أنهم من نوع أو آخر كما لو كانت سمة دائمة، ولكننا جميعا قادرون على التحول إلى وعي نصف كامل إذا بذلنا الجهد ببساطة.
عندما ننظر إلى حياتنا بوعي نصف فارغ, فإننا ندرك النقص ونعتقد أن النصف الآخر مما نريده مفقود. نحن نأتي من موقع التوقع والإستحقاق. ومن ناحية أخرى, عندما ننظر إلى حياتنا على أنها نصف ممتلئة فإننا ندرك الإمتلاء والإكتفاء. يبدو الأمر كما لو أننا ندرك أن كأسنا يمكن أن يكون فارغا تماما, ولذا فإننا نشعر بالإمتنان لما نعتبره مكافأة خاصة, وليس شيئًا نتوقعه أو نعتقد أنه مستحق لنا بل هدية. في وعي نصف كامل، نحصي النعم التي لدينا. عندما ننظر إلى حياتنا نرى كل العناصر الموجودة وكل الأشياء التي لدينا. وهذا لا يعني بالضرورة أننا لا نسعى إلى المزيد, ولكننا نسعى من مكان الإمتلاء وليس من مكان النقص. يجذب هذا الإمتلاء طاقة إيجابية إلى حياتنا وغالبًا ما يجذب المزيد من الوفرة والكثرة.
إذا كنت ترغب في البدء في التحول إلى الوعي نصف الكامل, فحاول أن تتخيل حياتك ككأس فارغ. هذه هي حياتك بدون كل الأشخاص الذين تعرفهم, أو العمل الذي تقوم به، أو منزلك الذي تعيش فيه، أو حالتك البدنية الحالية . هذه مجرد مساحة فارغة ومفتوحة تنتظر أن تُملأ. بمجرد أن يكون لديك هذا الشعور بالإنفتاح في عقلك، ابدأ في ملئه بكل الأشخاص والأشياء والأماكن بما فيها القناعة والشعور بالإمتلاء التي تشكل حياتك. قد تتفاجأ عندما تجد كأسك يفيض ويزيد ولن أزيد أكثر.
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق