#خاطرة_الجمعة "« تفاؤل في عام جديد »
ا. منصور الصلبوخ
✍️ سألته مستفسرًأ عن سبب كآبته وعن دواعي الحزن الذي بدا واضحًا على قسمات وجهه، وكان ظني أن أمرًا خطيرًا قد حل به، ولم يخف على صديقي أن استفساري كان من باب المودّة وبقصد المساعدة فقال دون تردد: ماذا أقول لك، إنني امرؤ فاشل في كل شيء، فاشل في عملي وفي حياتي وفي علاقاتي مع الآخرين. وفوجئت بموجة اليأس العارمة هذه تطغي على الرجل ولم أكن أعرفه إلا متفائلًا !!
- فقد عرفنا أناسًا لا يفتأون يشكون ويتدمرون من كل من حولهم .. وربما حتى من أنفسهم، فأصبح لا يرضيهم شيء، ولا يعجبهم أمر، ولو كشفنا الظروف التي يعيشونها لوجدناهم في نعمة سابغة وخير عميم.
- أنظروا إلى الحياة بمنظار مشرق، واستمتعوا بمنن الله، وأدوا واجب الحمد {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى لنكون سعداء، ومشيئته فوق مشيئتنا، ما علينا سوى الاستسلام لمنهجه والعمل مع التفكير الإيجابي والإيمان في أن أهدافنا التي نرغب فيها، التي هي في صالحنا وصالح الإنسانية، ستتحقق بإذن الله، ما علينا سوى أن نأخذ بالأسباب ونحسن الظن بالله فبيده الأمر كله، نسير مع منهج الله في كونه لنعيش السعادة والأمل .
- لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نعكر لأجله صفو وجودنا، وطهارة قلوبنا .. لاشيء يستدعي الحقد على الآخرين، أو حسدهم، أو بغضهم.
ها هو القلب يتسع ليحب الجميع من يأتلف معهم، ومن يختلف إياهم؛ ليعزز مع هذا آفاق الفضيلة والخير، ويمد مع ذاك جسور التواصل والحوار؛ للوصول إلى الحقيقة العزيزة التي لا يكبرها شيء، لحظتها تشعر أن للحياة مذاق وللوجود معنى.
- ها قد مضى عام ولم يتبق منه إلا يومان، فمع إشراقة شمس يوم الأثنين تشرق شمس هذا العام الفاتح من شهر يناير من العام (2024 م) بداية عام جديد، وفي الوقت نفسه نهاية عام مضى، نودع عامًا كاملًا بما فيه من سرّاء وضرّاء، سنة مليئة بالأحداث وما حملته من سلبيات وايجابيات، ودّعنا فيه قافلة من المؤمنين واحدًا بعد الآخر، رحلو إلى الرفيق الأعلى، وتركونا في لجة الألم والمرارة التي عمت حياتنا. نسأل الله العلي القدير أن يحول كل حزن إن شاء الله إلى فرح، وكل بؤس إلى نعيم، وكل قبيح إلى جمال، وكل حرمان إلى عطاء، وكل سقم إلى شفاء، وكل فناء إلى حياة، وأن يغير حالنا إلى أفضل حال، واهدأ بال، بحق محمد و آله الأطهار.
ومع دخول العام الجديد نقف برهة لنستعرض ونمد بصرنا، إن أمكن للمستقبل، نحقق فيه إن شاء الله كل آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا، يملؤها الإيمان بالله، والثبات على ولاية الأطهار والطمأنينة والهدوء والإستقرار والنجاحات .. ينبغي علينا السجود لله سبحانه شكرًا وثناءً ونحمد الله قبل كل شيء وبعد كل شيء، حينما منحنا الحياة والقدرة على التغلب والصبر على الأحداث المؤلمة ولوعات فراق الأحبة وقسوة الحياة .
لا ينقصنا الآن .. سوى مضاعفة الشكر لله تعالى لما منّ به علينا سبحانه من نعمه الظاهرة والباطنة أولها رضا الوالدين - رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين ورفع قدرهم - وآخرها القناعة بما آتانا الله، ونبتهل إليه تعالى أن يمنحنا مزيدًا من العمر لنستثمر فيها بالعمل والكسب الحلال والطاعات والتحصيل المعرفي والسعي لخير الناس واسعادهم .
- نبكي ونذرف الدمع السخين على أهلنا وأحبتنا وأبناء مجتمعنا كانوا بيننا وأمام أعيننا وفجأة وفي غمضة عين غادرونا، اللهم أرحمهم وأجعل قبورهم خير مسكن تغفو به أعينهم حتى تقوم الساعة وارحمنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه. والصلاة والسلام على نبينا المصطفى خاتم الرسل وعلى آل بيته الطيبين الأطهار .
طابت جمعتكم بالصلاة على محمد وآل محمد .
__________
- نبادر إلى رصد ما هو جميل ومفرح، وفتح آفاق العمل الحقيقي على دروب تحسين واقعنا والانطلاق في طريق يمنحنا التفاؤل بيوم جديد، وبعدها قد تضاء أنوار أرواحنا المطفأة من جديد، فنشارك في أعمال فردية أو جماعية تصب في مفاهيم المستقبل الذي نتمناه لأجيالنا المقبلة، نأمل أن تصبح الأيام أكثر سعادة وفرحًا .. وكل عام وجميع الناس بخير في كل مكان من هذا العالم.
محبكم / منصور الصلبوخ .
تعليقات
إرسال تعليق