#خاطرة_الجمعة " اللهم إليك أشكو ضعفي وقلة حيلتي "


 #خاطرة_الجمعة " اللهم إليك أشكو ضعفي وقلة حيلتي " 

✍️ إن الداعي عندما يدعو ربه المغفرة يقول: رب أغفر لي ولوالدي. ولم نسمع أن أحدًا يدعو بعد الصلاة " بصفة دائمة " فيقول رب أغفر لي ولأخي أو ابن عمي أو رب أغفر لي ولصديقي !! ونحن في كل صلاة ندعو للوالدين بقولنا: { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } .

- من مبادئنا وقيمنا الإسلامية، طاعة الوالدين والإحسان إليهما، وبرّهما، والحرص على رضاهما والدعاء لهما في كل صلاة، والتصدق عنهما، والرحمة بهما في الدنيا والآخرة، فرضاهما من رضا الله سبحانه و تعالى.  

- عندما نشيخ، ويمتد الحزن ليصل أعطافنا، عندما نشعر بنفاد الصبر أو عندما تغمرنا موجة من القلق الوجودي الذي يعيق حركتنا، وغالبًا ما يرسم العجز والوهن، فتندك أنفسنا أمام هذا الإحساس المثقل بالوجع، هنا نشعر بشيءٍ من الخوف يلازمنا من أن يكون مصيرنا الإهمال أو دار رعاية العجزة والمسنين.

قبلًا، لم تكن علاقة الأبناء بأبائهم عندما عرفتها يافعًا ثم شابًا قد تجهمت ثم قست كما هي الآن، كان الناس على درجة من البساطة والطيبة، وكانت الحياة ترفل بالمحبة والمودة والشفقة .. وكان الأبناء يبذلون قصارى جهدهم لتهيئة حياة كريمة لأبائهم.

- من المظاهر المؤسفة أن نجد البعض يصرفون اهتماماتهم ويولون عنايتهم للزوجة والأولاد، ولكن يتساهلون مع آبائهم وأمهاتهم.

- إن مما يحز في النفس ويؤلمها جدَّ الإيلام أن نرى قصورًا في حق الوالدين، وعندما نتساءل عن أسباب هذا القصور والتقصير، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هذه الإجابة: إِنَّ لَدَيْنَا همومنا ومشاغلنا ومشاكلنا، وهذه حجة سخيفة غير معقولة لم نكن نعرفها سابق الأيام أتت معها الابتلاءات والمصائب. والأسوأ من كل ذلك، أن نجد النزاعات والصراعات في وسط مجتمعنا بخصوص رعاية الآباء والأمهات المسنين، يحصل خلاف وتعقيدات داخل العائلة ويكون أطرافها الأبناء، وقد يتفاقم النزاع، وتحصل عداوات وانقطاع التواصل بين الإخوة والأخوات.

- ولمن يفرحون بكثرة الأولاد؛ ويعتبرونهم - عزوة - ومصدر سعادة وفخار في الدنيا؛ ومصدرًا للحسنات في الآخرة بعد الموت بدعائهم؛ وهم لم يحسنوا تربية هؤلاء الأولاد والمساواة بينهم؛ فأي فخر واعتزاز يجب أن يشعر به ذلك الأب أو المربي؟! أسوق إليهم حادثة حقيقية؛ فقد حدثني من أثق به أن رجلًا ثريًا توفي وله أبناء، وقبل انتهاء مراسم العزاء، بل قبل قبر المرحوم، شُوهد الأبناء وهم يتنازعون على تقسيم الثروة !! وأيضًا تذكرت تلك المرأة العجوز، التي تركها أولادها لوحدها في المشفى لتموت دون أن ترى واحدًا منهم، لقد ذرفتْ دمعة الندم والحسرة قبل أن تفارق الحياة !! نحن جميعًا نحتاج إلى شلالات نذرفها على ما يصيبنا هذه الأيام من مآسٍ ومحن بسبب هكذا قصور وتقصير .. نحن عاقون - أقولها بشيء من الحزن - أبدًا هذه المعاملة لا ترضي الخالق سبحانه. ومن يعق والديه يعاقب نفسه بنفسه من دون أن يشعر، ولعل هذا هو السر في أن عقوق الوالدين يعاقب عليه الشخص في الدنيا قبل الآخرة، قال صلى الله عليه وآله: "كل الذنوب يؤخر الله ما يشاء إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجل لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات"، فقدنا القيم والأعراف السائدة التي تربينا عليها، فصلة الأرحام من أعظم العبادات التي تطيل العمر وتوسع في الرزق وتجلب السعادة .. عن الإمام الصادق عليه السلام " الذنوب التي تعجّل الفناء قطيعة الرحم " ، وإن البعض قد أوصل نفسه إلى غضب الله.

-اللّهُمَّ إن هناك أحبة لنا تحت التراب، اللّهُمَّ أغفر لهم وآنس وحشتهم وضاعف حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم، اللّهُمَّ بشرهم بالفردوس الأعلى. والصلاة والسلام على المصطفى خاتم الرسل وعلى آل بيته الطيبين الأطهار .

 ~ طابت جمعتكم بالصلاة على محمد وآل محمد ~ 

__________

أنني أدعو الله تعالى مخلصًا أن يكون ما جاء في الخاطرة مبالغًا فيه أو غير صحيح؛ لقد والله أحزنني، ولا شك في أنه يحزن كل شخص غيور على سمعة أبناء مجتمعه !!

محبكم/ منصور الصلبوخ.

تعليقات