#خاطرة_الجمعة " الحياة كلها هموم !! "
✍️ لماذا لا ننسى اللحظات المؤلمة في حياتنا رغم استطاعتنا التغلب عليها؟ هذه من مفارقات البشر التي لا يُعرف لها سر، ينسون لحظات الفرح في حياتهم .. ويختزنون في مهجهم الفواجع والمواجع حتى بعد حين. هل هو ضعف دب في أوصالنا جعلنا نستسلم، أم هي المسايرة الطبيعية لظروف الحياة الصعبة التي نعيشها !!
كل شخص قابل لأن يعاقر الهم ويشكو منه .. الحياة كلها هموم .. ذلك الشعور المثقل بالعناء والتعب والوجع .. نتيجة المصائب والمحن؛ نعيشها ونتجرع مرارتها، قد نجد في شحنات الكدر والتفجع والمعاناة المكنوزة بداخلنا؛ راحة وهمية مؤقتة، لكن أن تهيمن الهموم على حياتنا؛ هذا في حد ذاته مصدر تعاستنا وشقاؤنا. وقد نجد في الهم والحزن وسيلة للتفكير والتأمل والسعي إلى ما هو أفضل،{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [سورة آل عمران،الآية: ١٣٩] إنها آية تحث على التفكير الإيجابي بعدم الاستسلام للضعف والحزن. نقرُّ بأننا غير راضين عمَّا نحن فيه، فعدم الرضا بالواقع يعني قراءة فلسفة الحياة خلاف النظرة الوجدانية، فالخالي من الهم هو الخالي من الفطنة، أو المحروم من العقل. لنقف لحظة تأمل لنسأل أين نحن من هذا الانفعال العاطفي بآثاره؟ وهل الحياة تدفع الأقدار؟ .. عندما نتجاهل حقيقة وجودنا الساطعة نشعر أن الحياة ضيقة، متعبة، مليئة بالعبثية، والتعاسة، غير أن الدعاء سلاح المؤمن في الأزمات، يعيدنا إلى تلك الحقيقة وكأننا نراها رأي عين.
ساحة الحياة مليئة بالهموم والأحزان، قد تعيق آمالنا وأحلامنا وأفكارنا وتجربتنا، وتسلبنا الاحساس بالحياة السعيدة، ثمة فئة من الناس لم تؤدها هموم ومشاكل الحياة، هذه الفئة عاشت الثبات والصبر على الأحزان، وواصلت الدرب نحو هدفها الأعلى وهو الله سبحانه وتعالى، فالنفوس القوية المتوكلة على الله تعالى المعتصمة بحبله المنشرحة الصدر تستطيع التغلب على الشدائد والمصائب، لتشعل في داخلنا قناديل الطمأنينة، وشموع السكينة؛ وتنتشلنا من وهدة الأحزان الجاثمة على صدورنا، إلى حضيرة الإيمان والتقوى، {... أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [ سورة الرعد، الآية ٢٨] هكذا يجب علينا مواجهة ضغط الحياة وقسوة الأيام باللجوء إلى حصن الله، ونتقبل أمر الله تعالى بقبول حسن، في تلك اللحظة نشعر بأن لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نعكر لأجله صفو وجودنا، وطهارة قلوبنا، لحظتها نشعر أن للحياة مذاق و للوجود معنى.
- اللهمَّ إني أسألك رزقًا واسعًا، وشفاءً عاجلًا، وسعادةً دائمة، وقضاء حوائج المؤمنين، وآمان في ظلال الرحمن، وشفاعة نبينا عليه وعلى آل بيته افضل الصلوات، وأرحم موتانا وموتى المؤمنين يارب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وآله الطيبين الطاهرين .
~ طابت جمعتكم بالصلاة على محمد وآل محمد ~
__________
طالما أن المرء منا في هذا الزمن يملك الصبر، وقوة الإيمان، وحلاوة المناجاة، فلن ينهزم بسرعة أمام صعوبة الحياة .. [ يا مَفْزَعِي عِنْدَ كُرْبَتي، وَيا غَوْثي عِنْدَ شِدَّتي اِلَيْكَ فَزِعْتُ، وَبِكَ اسْتَغَثْتُ، وَبِكَ لُذْتُ لا أَلُوذُ بِسِواكَ وَلا أَطْلُبُ الْفَرَجَ إِلَّا مِنْكَ، فَأَغِثْني وَفَرِّجْ عَنّي ..] دعاء للإمام زين العابدين عليه السلام .
محبكم/ منصور الصلبوخ .
تعليقات
إرسال تعليق