#خاطرة_الجمعة " الإِحساس بالذنب "


 #خاطرة_الجمعة " الإِحساس بالذنب "

✍️ " أنا سيىء واستحق العقاب، وأنا أعض أصابع الندم، لقد أخطأت بحقك، أحسستُ بتأنيب الضمير " بهذه النبرة الكسيرة المؤثرة ينبغي علينا أن نعتذر ونعود إلى الصواب بعد إحساسنا بالخطأ واعترافنا بالذنب، هذا النوع من التفكير يشعرنا برضا مؤقت سرعان ما يتلاشى ليعود لأحاسيس الألم من جديد .. قد نشعر بالذنب لأننا أخطأنا في حق أنفسنا وحق الآخرين .. قد نشعر بالذنب لأننا لم نستطع أن نقول كلمة (لا) للآخرين .. قد نشعر بالذنب مع من تربطنا بهم علاقات حميمة كالزوج والأب والأم والأخ والأبناء .. جميعنا قد يخطىء فيشعر بالذنب، ذلك الشعور الذي يسبب لنا القلق والانزعاج، إنه شعور طبيعي لنندفع نحو تصحيح أخطائنا، لكن عندما تتحول تلك المشاعر إلى هواجس ومبالغة، فإنها حتمًا ستكون مؤذية لنا، وتقض مضجعنا، وتعيق تفكيرنا. 

هذا الإحساس بالذنب الذي لم نرتكبه عمدًا، أو بوعي منا .. بل حتى إذا ارتكبناه باختيار منا - في لحظة من لحظات الضعف - ينبغي أن يمرّ في أعماقنا عابرًا أو موضوعيًا، نقرر بعده عدم العود إليه .. ثم نحسم المشكلة. مثل هذا الإحساس المرضي بالخطأ الذي يقترن بالرغبة في عقاب الذات، يفترق عن نمط آخر من الاحساس بالذنب يعدّ سويًا دون أدنى شك، ألا وهو الإحساس بالذنب بمعناه العبادي، أي الندم الواعي على ما تنهانا السماء عنه - من نحو من يمارس عملًا محرمًا مثلًا، ثم يظلّ الندم على الذنب ملازمًا له حتى يصح أن تنطبق على أحاسيسه، تلك الحقيقة التي أشار النبي صلى الله عليه وآله إليها عندما أوضح " أن المؤمن يحسّ بأن ذنبه جاثم على صدره كالجبل. امَّا الفاسق فيتحسّسه كأنه ذبابة عابرة مرّت على وجهه ".

الإحساس بالخطأ يظل إحساسًا مؤلمًا، يسلب راحتنا، ويجعلنا بعيدين عن قيمتنا وثقتنا بأنفسنا، وقد يكون سلاح ذو حدين، فهو يعمل كإشارات تنبيه للخطأ الذي نقوم به، أو على وشك الوقوع فيه، إلا أنه وفي كثير من الأحيان يكون مصدر تعاسة لنا، وذلك عندما نبالغ في شعورنا بالذنب متوهمين أننا مسؤولون عن كل ما وقع من نتائج سيئة. فنستمر في إلقاء اللوم على أنفسنا، نحاسبها، ونرثيها، ونشفق عليها، مما يزعزع ثقتنا بأنفسنا، وقد نصل إلى اليأس والاكتئاب. 

 تستنفذ المبالغة في الشعور بالذنب كل لحظات الحاضر، بسبب الاستغراق في التفكير في تصرفات بدرت منا في الماضي، فهو يسلبنا السعادة والاستمتاع باللحظة الحالية أو الآن، ويجعلنا نتحسر ونلوم أنفسنا على أمر انتهى، والماضي لن يعود، فنتوقف ولا نتمكن من الاستيقاظ .

- الحمد لله الذي ندعوه فيجيب، ونسأله فيعطي، ونستغفره فيغفر، ونستغيثه فيغيث رغم غناه عنا، نسأل الله عز وجل أن يشافي مرضانا ومرضى المؤمنين والمؤمنات، ويرحم موتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات إلى جنات الخلد والنعيم مع الطيبين الأطهار، اَللَّهُمَّ صَلِّ علىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

     __________

إذا شعرت بالذنب أو الخطأ في حق نفسك وحق الآخرين .. فاجهد في إصلاح ذلك وركّز فكرك في سبيل الخلاص منه .

محبكم/ منصور الصلبوخ .

تعليقات