#خاطرة_الجمعة "العواطف والأحاسيس وأثرها في حياتنا "
✍️ حياة الإنسان لا تمضي على وتيرة واحدة، بل هي في تقلب مستمر، وتغير دائم، ومليئة بالخبرات والتجارب المتنوعة التي تبعث فيها مختلف الانفعالات والعواطف، فقد نشعر بالخوف والقلق تارة، وبالأمن والطمأنينة تارة أخرى، ونحس بالفرح والسرور بعض الوقت، وبالحزن والكآبة في بعض الأحيان. وقد ينتابنا في بعض الأحيان الغيرة الشديدة، وقد يتملّكنا احيانًا احساس الاخلاص والتفاني والتضحية، وقد يتملّكنا احيانًا الغضب الشديد فنثور ونقاتل، وقد نخلد احيانًا أخرى إلى الهدوء والسكينة، وننعم بلذة الحياة وبهجتها، وبدون هذه الاحساسات الوجدانية، والانفعالات، والعواطف المختلفة، تصير حياتنا مملّة لا متعة فيها، وتصبح شبيهة بحياة الجماد الذي لا يحس ولا يشعر ولا ينفعل.
نراقب مشاعرنا وأحاسيسنا السلبية لنتواصل معها ثم نتخلص منها، فمن الخطأ الابتعاد عنها أو تجاهلها فهي جزء من حياتنا وتكويننا، ومحاولة الابتعاد عنها بقمعها أو تبريرها يسبب لنا انفصالًا عن ذاتنا الحقيقية.
الانفعالات السلبية هي هبة من الله تعالى إن أحسنا استخدامها والتواصل معها، هي إشارة للعمل أو لتصحيح موقف .. تواصلنا مع مشاعرنا السلبية يوجهنا لنغير ما نفعله أو لنغير الطريقة التي ننظر بها للأمور أو لنغير ما نركز عليه. تواصلنا مع مشاعرنا السلبية يجعلنا نتخلص منها، فنتمكن من الإحساس بالمشاعر الإيجابية، فمن لا يشعر بالحب لا يمكنه أن يحب الآخرين، ومن يشعر بالتعاسة لا يمكنه أن يسعد الآخرين، ومن يشعر بالخوف لا يمكنه أن يجلب الشعور بالأمان للآخرين .
إن قدرة المؤمن على أن يحيا حياة يشعر فيها بالرضا بقضاء الله تعالى وبعطائه وقسمهِ تتوقف إلى حد كبير على مدى ما يملك من إيمان ثابت راسخ، بالإيمان الثابت الراسخ نقي أنفسنا من عاديات الأيام وبلاءات الدنيا التي تعترض طريقنا، الإيمان الذي يزيدنا تألقًا ورسوخًا وكمالًا، فنصبر ونعمل ونشكر ونفكر بطريقة إيجابية ونأخذ بالأسباب ونرمي حمولة الهم والحزن لنشعر بالخفة ونشعر بالأمان بالتوكل على الله. يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لاحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له " بحار الأنوار ج٧٩، ص١٣٩ .
- نسأل الله عز وجل الذي بيده خزائن السماوات والأرض أن يرزقنا من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره من زيادة الأعمار، وصحة الأبدان، وسعة الرزق، وأدعو الرحمن أن يتغمد موتانا وموتى المؤمنين بوافر رحمته ويسكنهم فسيح جناته بحق أئمتنا المعصومين عليهم السلام، اَللَّهُمَّ صَلِّ علىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .
~ جمعة مباركة ~
__________
النفس هي مركز العواطف والأحاسيس بإمكانها أن توجه الإنسان نحو السعادة، وبإمكانها أن تنحرف بالإنسان وتنزلق به في هاوية الشقاء والفساد والانحراف .
محبكم/ منصور الصلبوخ .
تعليقات
إرسال تعليق