ا. غالية المحروس/ ❗️وقفة ذاتيه على حافة الإنسانية❗️

 


❗️وقفة ذاتيه على حافة الإنسانية❗️

قرأت يوما للمرحوم الدكتورغازي القصيبي:مشكلتي الحقيقية ليست النسيان, مشكلتي كثرة الذكريات. لا أدري لماذا ابتدأت النص بهذه الكلمات! وكما يدرك الكثير منا الكتابة مسؤولية ومشاركه وجدانية قبل أن تكون فكرية. ولم يكن لي الكثير مما اود كتابته,  فقط احاول أن أكتب قبل أن يمضي بي الزمن ويكتبني أو أجد هناك من يكتب عني ذات يوم, 

وما كتاباتي سوى احاسيس ومشاعر وهواجس صادقة قد تصيب اوتخيب. لا أخفيكم سرا ينتابني منذ أيام وجعا وتوترا, حيث ومنذ إن علمت برحيل الشباب المفاجئ ريان الجراش يوسف الفشخي ووليد القطري رحمهم الله!  وأنا أشعر بوجع في صدري كاد أن يخنقني و لم أخلد إلى النوم الساكن, مبررة ربما الأمر لا يتعدى الإحساس بالأسى على رحيلهم وهم في عز الشباب, ومع ذلك تحاملت على روحي لتسكن وتهدأ,مادمت أعيش وأتعايش مع أحداث وأحزان وأوجاع المجتمع.

عندما يحدث ما هو متوقع, لدي دائما قوة داخلية بالمشاركة الوجدانية والتي لا يمكنني التنازل عنها أو السماح لأحد الإستخفاف بها! ومن هنا ما زال فكري يتساءل: أيعقل ان يكون كل ذلك بسبب عمق ذاكرتي حد الهوس بوجعي المستمر على الغير!! حاولت أن أفسر ذلك وقلت في خلدي: ربما هذا الحس يراود البعض الكثير منا, ومن الصعوبة الركون لهذه الأحاسيس والعذابات المستمرة ولكن! ليس سهلا أيضا أن أمنع قلبي عن مزاولة مهامه! قبل كل شيء أنا إنسانة لا أختلف عن الغير ولا أملك شيئا إلا إحساسي بوجع حياة الناس, حيث لم أفز من الحياة إلا بتجارب ثرية تزيد من إنسانيتي, 

نعم تجارب الحياة أورثتني الكثير من الأحاسيس منها إحترام وجع  الجميع أي كان حجمه وإعطاؤه حقه وقد يستوقفني طويلا. وهذا يمنحني التركيز وأضمن إنني أستخدم إنسانيتي بكفاءة وفعالية. كما أنه يوفر لي إحساسًا صادقا بالغير.

الحقيقة هي إن أحداث الحياة لا يمكن التنبؤ بها, ومع هذا تعد القدرة على قبول مايحدث لنا والتخلي عن التوقعات العادية, أمرا ومطلبا أساسيا عند التعامل مع الأحداث والظروف الغير المتوقعة في أقدارنا! رغم إننا نميل أن نضع أو نعلق في عقولنا ونتشبث بفكرة حول الطريقة التي نعتقد  إن الحياة يجب أن تسير بنا, ينبغي علينا أن ندرك إلى أين نحن ذاهبون بهذا الحس الإنساني! 

نعم من أجل إبقائنا مستيقظين ومستعدين للظروف وتعليمنا الاتزان والسكينة، فإن الكون يلقي علينا بمفاجآته الموجعة من حين لآخر. ولنتذكر إن بعضها ليست فقط طريقة الحياة لإبقائنا مستيقظين، وهي هدية ومنحة سماوية في حد ذاتها, كما إنها غالبًا ما تكون طريقة الحياة لجلب لنا مفاجآت رائعة وسعيدة ايضا إذا شاء الله لنا ذلك.

 وأخيرا

 وجدت صعوبة بالغة في ترتيب افكاري هنا حتى شعرت بالعجز, ونفسي بقيت لاهثة وهي تحكي أحاسيسي, وربما الدهشة يطوق ذاكرة البعض ويشتتها, لعدم استيعابهم حكايتي رغم قناعتي بصدقي! ولكن هاجسا تسلل وزحف إلى أعماقي ودفعني للتساؤل: ما حدود وحجم أحاسيس الإنسان! وعزائي بإن الدنيا قد تغيرت كثيرا, لكنني بقيت أعتز بمبدأ إحساسي إذ إني أؤمن بأن الحياة الدنيا معجزة وقد شبهتها بالإحساس بالغير والذي يطوق قلبي بالصمت أحيانا وبالرثاء أحيانا أخرى.

ولكي لا يطول ليلي الطويل علي أن لا أتناول قهوتي التي أدمنها جدا.

غالية محروس المحروس

تعليقات