#خاطرة_الجمعة "حياتنا من صنع أفكارنا "


 #خاطرة_الجمعة "حياتنا من صنع أفكارنا " 

✍️ ساحة الحياة مليئة بالتجارب والمشاكل ما تستحق منا أن نلتفت إليها ونصيغ القصص حولها، والأمل أن يتسع صدرنا لتقبلها بعلم وصبر .. نستيقظ الصباح ونستقبل يوم جديد فلا شيء ينقصنا أو يعكر صفو قلوبنا .. ينبغي علينا أن نشكر الله سبحانه على جزيل إنعامه حينما منحنا الحياة والقدرة على التغلب على الصعاب والمنغصات ..

- ما يؤدينا فعلًا هو ما نقوله بلساننا وما نفكر به وما نعمله، لذلك لنقل خيرًا أو نصمت.
ونحذر من كلماتنا التي قد تصبح حقيقة، لا تقل أنا متعب أنا مريض أنا انتهيت ... بل قل الحمد لله أنا بخير .. ولا ننسى إن بذكر الله تطمئن القلوب وتنشرح الصدور وتهدأ النفوس، { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }،

 أفكارنا لا يجب أن تذهب للماضي، أو بعيدًا نحو المستقبل، ففي الماضي تراودنا أفكار الندم والحسرة، وفي المستقبل تراودنا أفكار الخوف والقلق، بل نعيش اللحظة التي لا نملك غيرها، فالماضي انتهى، والمستقبل في علم الغيب، واللحظة الحالية جميلة بجمال الحياة، لنعيشها فالذي فات مات بحلوه ومره، والمستقبل بيد الله فلنتوقع الخير، ونحن لا نملك سوى الحاضر، ونقول: " اللهم اغفر لي ذنبي، وطيب لي كسبي، وقنعني بما رزقتني، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا "  (الصحيفة السجادية) .

إن حياتنا من صنع أفكارنا، فإذا نحن راودتنا الأفكار السعيدة كنا سعداء، وإذا تملكتنا الأفكار الشقية أصبحنا أشقياء، وإذا سادتنا أفكار مزعجة غدونا خائفين، وإذا سيطرت علينا أفكار السقم والمرض، فالأرجح أن نمسي مرضى سقماء، وإذا نحن فكرنا في الفشل، أتانا الفشل من غير إبطاء، وإذا جعلنا نندب أنفسنا ونرثي لها، تعزلنا الناس، وتجنبوا عشرتنا، أترى معنى هذا أن نعمد إلى اتخاذ موقف سلبي حيال ما يعترضنا من مشكلات؟ لا ..

فالحياة لسوء الحظ لا تعفينا قط من العمل الإيجابي وإنما تدعو إلى أن نواجه مشكلاتنا ولا نقلق من أجلها، نفكر في النجاح لا في الفشل، نميل للتفاؤل ونبتعد تمامًا عن التشاؤم، نركز في تفكيرنا على ما نريد، لا على ما لا نريد، هكذا نمارس حياتنا بالرحمة الإلهية وعطاءات السماء والتقرب إلى الله سبحانه بصالح الأعمال، وترك المعاصي وإزالة الحجب، فقد جاء في دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة { اِلهى ما اَقْرَبَكَ مِنّى وَاَبْعَدَنى عَنْكَ، وَما اَرْاَفَكَ بى فَمَا الَّذى يَحْجُبُنى عَنْكَ }، لحظتها سنشعر أن للحياة مذاق وللوجود معنى .

ندعو الله جل وعلا أن يبارك في أرزاقنا - وأن يكفنا شر أنفسنا والسعادة من نصيبنا ويبعد عنا مايكدر خاطرنا والشفاء العاجل لمرضانا - والرحمة والغفران لموتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات - اَللّـهُمَّ صَلِِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

             ~جمعة مباركة ~ 

------

قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: " إنَّ لكلِ شيءٍ حقيقةً، وما بلغَ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتى يعلمَ أنَّ ما أصابهُ لم يكن ليخطِئهُ، وما أخطأهُ لم يكن ليُصيبَه " ميزان الحكمة م١، ص ٢٥٣. دعواتي لكم أحبائي بأيام مليئة بطعم السعادة وحياة أفضل إن شاء الله. 

محبكم / منصور الصلبوخ .

تعليقات