#خاطرة_الجمعة " لذة قضاء حاجات الناس "


✍️ حين يراجع أحدنا نفسه ويبحث في جدوله اليومي عن عمل يدخل عليه السرور والسعادة ويكسبه الدعاء وسرعة الاستجابة، فلا يجد شيئًا أفضل من خدمة الناس والسعي إلى نفعهم والتعايش معهم وتفهم احتياجاتهم ومحاولة تلبيتها .. كل ذلك من شأنه أن يترك آثارًا إيجابية كثيرة في النفس البشرية، فتنعكس هذه الآثار في شكل راحة بال وهدوء ضمير واستقرار نفسي وشعور طيب لما يعود على الآخرين من الأعمال.

- قضاء حاجات الناس له مردود إيجابي عظيم على الذات وعلى المجتمع على حد سواء، إنها أعمال تنبثق من نفس مشبعة بالخير والحب والجمال، ويحركها ضمير حي مفعم بالقيم والمثل الدينية والإنسانية، وتصدر من قلب متوهج بالإيمان متجرد من الأنانية والشح. وسواء أكانت قضاء الحاجات مادية أو معنوية، قولًا أو فعلًا أو فكرًا أو علمًا، فهي سلوك يحتاجه مجتمعنا لتحقيق مبادئ سامية من أهمها التكافل الاجتماعي لتوثيق الصلات الطيبة بين أفراد المجتمع، وتقلل من تأثير حالات الفقر والعوز في المجتمع، وتطفىء مشاعر الحسد والغيرة والحقد بين الناس.{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } البقرة: ٢١٥.

- المؤمنون الطيبون أصحاب القلوب الرحيمة الذين يطيرون فرحًا وسعادة عندما يساعدون الناس على قضاء حاجاتهم، هناك فئة من الناس جعل الله في أفئدتهم كمًا كبيرًا من الرحمة والشفقة بحيث لا تراهم في أوج سعادتهم ولا تراهم تملأ الابتسامة وجوهم إلا عندما يقضون للناس المحتاجين حاجاتهم على أي شكل كانت، هؤلاء الناس الذين يؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة - حسب تعبير القرآن - يقول أمير المؤمنين عليه السلام " أحسن إلى من شئت تكن أميره " فإذا أردت أن تكون أميرًا لكل الناس فأحسن إليهم جميعًا، وانظر في حاجاتهم فاقضها لهم، فإن في مسألة سد حاجات الناس قانون غيبي، فمن أعطى الناس أعطاه الله، ومن منع عن الناس منع الله عنه في وقت آخر، فمقياس الإنسانية لدى الله عز وجل هو العطاء، وأفضل دافع إلى قضاء حاجات الناس والتعامل الحسن معهم هو أن تضع نفسك مكان الآخرين .

- إن قضاء حاجة المؤمن مستحب حتى وإن أدى ذلك إلى قطع الطواف حول البيت، من وصايا الإمام جعفر الصادق عليه السلام: يا ابن جندب: " الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة، وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم (بدر) و(أحد) وما عذب الله أمة إلا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم " تحف العقول: ص ٢٠٦ - ٢٠٧ . إن من واجبنا أن نكون أعضاء فاعلين في المجتمع، من هنا فإن مسؤوليتنا في المجتمع الإيماني هو السعي لخير الناس واسعادهم، فلنضع أنفسنا في خدمة غيرنا من الناس، ولنمد لهم يدًا مخلصة نافعة، مجردة عن الأنانية والمصلحة الذاتية. 

- اللهم أعطني السعة في الرزق، والصحة في الجسم، والقوة في البدن، والسلامة في الدين، والشفاء العاجل لمرضى المؤمنين والمؤمنات، والرحمة والغفران لموتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات، اللهم آمين يارب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى خاتم الرسل محمد عليه وعلى آل بيته الطيبين الأطهار  .

              ~ جمعةمباركة ~ 

__________

أشكر الله عز وجل أن سخر لي أخوة  كرام دعواتي لهم بالتوفيق والنجاح.

محبكم/ منصور الصلبوخ .

تعليقات