" الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا "
✍️ في هذه الليلة يتجدد الحزن، ويذرف الدمع، وتنتكس الرؤوس، وتطأطأ الوجوه لوعة، بمصاب سبط النّبيّ صلى الله عليه وآله، وأوّل ولد لأمير المؤمنين وفاطمة عليهما السّلام، كريم أهل البيت سيدنا ومولانا أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام .
أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيدنا ومولانا الإمام الحسن المجتبى عليه السلام .
- لقد بذل الحسن عليه السلام جهده في إرشاد الناس وتوعيتهم، لكنه كان يعي حقيقة ما في قلوبهم، ذلًا وخذلانًا هذا حال الناس .
- كان يعلم أن للرسول مهمة يؤديها، وهي إبلاغ رسالة ربه إلى الناس، أحبُّوا أن يُؤمِنوا بها أم لم يُحبُّوا، وكذلك فاللإمام مهمته أيضًا، وهي أن يرعى استمرار سيرة جده المصطفى، ويحفظ الإسلام ويصونه بما يراه مناسبًا، وهذا ما فعله عليه السلام، فقد سلك سبيلًا كشف للناس ما كان خافيًا عليهم من حقائق، وبيَّنَ للجميع أن الخطر على الإسلام يكمن في انخداع الناس بالمظاهر الكاذبة لحكام وقادة بني أميّة، الذين يتظاهرون بالإسلام، ويبطنون غير ما يبدون، وعلَّمهم أن صون الإسلام وصون وحدة المسلمين امرٌ يقتضي منهم الصبر الجميل، كما صبر هو كثيرًا على هضم حقه، وصبر على ظلم بعض أصحابه له حين خاطبوه بقولهم : يَا مُذِلَّ المؤمنين !!
لقد صبر وهو يعلم أن صبره إنما هو في سبيل الله وعزة المسلمين، فلا ضير فيه طالما أنه يغرس بذور الثورة على ظلم بني أميّة، ثورة أخيه الحسين، وحق فيه وفي أخيه عليهما السلام قول جدّهما الرسول الأمين صلى الله عليه و آله:" الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا " .
- إن قيادة الإمام مرتبطة بالله، ويحدّد مصالح المجتمع ومتطلّباته على هذا الأساس، وما يحدّده هو الحقّ، وكثيرًا ما كان يعمل النَّبيّ صلى الله عليه وآله أو الإمام عليه السلام عملًا، ولكنّ النّاس حين ممارسة العمل، لا يدركون المصلحة فيه، وبعد مرور الأيّام، يكتشفون عمق المصلحة فيه، ولزوم ممارسته .
- الأئمة المعصومون عليهم السلام ما كانت القيادة المباشرة بأيديهم وهي القيادة الإلهيّة، فلم ينطوا تحت جناحي الذل والإنكسار بل كانوا يخططون ويعملون وينفذون أحكام القرآن في كل وقت وزمان رغم تحدي الامويين والعباسيين ومطارداتهم لهم، فإن غايتهم كانت تطبيق حكم الله سبحانه على عباده .
من وصايا الإمام الحسن عليه السلام:
- " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا " .
- " إذا أردت عزًّا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزّ وجلّ". [الميلاني: قادتنا كيف نعرفهم: ج٥ ، ص ٣٢٥ -ط ٣٢٦ ]
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراء ورحمة الله وبركاته .
- أهل البيت الأطهار، دعاة مخلصين للحق، حماة لنقاء الإسلام، وصفائه من الزيف، سيرتهم حميدة برزت في أخلاقهم كما برزت في أعمالهم، وفقنا الله للسير على خطاهم، والاقتداء بسيرتهم، وذلك هو السبيل إلى مرضاته .
نعزي إمامنا وقائدنا المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والمراجع العظام والعالم الإسلامي أجمع وبالخصوص الموالين بهذه المناسبة الأليمة .
~ مأجورين مثابين ~
__________
لنتخد من الأطهار قدوة ومثلًا يأخذ بأيدينا في الطريق الصاعد إلى الهدى والفلاح .
نشارككم الأحزان والمواساة /منصور الصلبوخ.
تعليقات
إرسال تعليق