#خاطرة_الجمعة " ازدواجية القول والعمل "
✍️ إن قيمة الإنسان هو ما يقدِّمه من عمل وخير وعطاء لأهله ومجتمعه وللإنسانية جمعاء، مخلصًا لله تعالى في جميع أقواله وأعماله، صابرًا محتسبًا جهده ودعوته الخيرة عند خالق هذا الكون عز وجل .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ☆ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [ سورة الصف الآيتان ٢ و٣]
- نحن نعيش تناقضًا بين الممارسة الحياتية والآراء التي نصرح بها في مجالسنا أو في كتاباتنا وبين الحياة اليومية .. ما هو السبب في هذا التناقض؟
ازدواجية القول والعمل أمر يمكن الأخذ به جزءًا لا كلًا، بمعنى أن تعميم هذا الحكم على كل أفراد المجتمع يحمل قدرًا كبيرًا من الإجحاف، نعم .. هناك من يرائي بالتُّقى والله من ورائه عليم، وهناك من يتحدث ضد الفساد والله به خبير ..! وهناك من ينتقد الإسراف في وسائل العيش وهو سيد المسرفين، وهناك من يتحدث غيرةً على تطبيق السلامة المرورية، وهو من العابثين، وهناك من يتغنى بالحب والمودة والإحسان تجاه والديه في الوقت الذي يحرج فيه والديه بسلوكياته الخاطئة، وهناك من يدعي باحترام العلاقة الزوجية بينما كلماته النابية التي تسود الجو العائلي نابعة من قلة الاحترام،
فالحياة مليئة بالمتناقضات من هنا وهناك .
نعم .. الازدواجية طبع وتطبع في منظومة إنسان هذا العصر .. لكن تعميم الحكم على الكل مشكلة أخرى ..! أما لماذا هذه الازدواجية، فمسألة تُؤْرق خبراء النفس والمجتمع، قضية مهمّة جدًا في كلّ واقعنا على جميع المستويات .. داء مستفحل ومتفشي يصاب به أكثر الناس - للأسف الشديد - هكذا يعيش البعض، فلا تكن منهم، بل عشْ بصدق القول والعمل.
- من وصايا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر/ يطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار؟ وقد دخلنا الجنة بتأديبكم وتعليمكم !! فيقولون إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله. ( بحار الأنوار: ج ٧٧، ص ٧٤).
- ومن وصايا الإمام جعفر الصادق عليه السلام: يا ابن جندب/ كل الذنوب مغفورة سوى عقوق أهل دعوتك، وكل البر مقبول إلا ما كان رئاءً. ( تحف العقول ص ٢٠٦ - ٢٠٧ ).
أدعو الباري تعالى أن يلبسكم ثوب العافية، وأن يشافي مرضاكم ومرضى المؤمنين والمؤمنات، وأن يقضي حوائجكم، ويحقق آمالكم، ويرحم موتاكم وموتى المؤمنين والمؤمنات، إنه سميع مجيب، بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
~ جمعة مباركة ~
__________
أسأل الله عز وجل لكم التوفيق وأن يفرج همكم ويزيل كربكم بحق النبي وآله صلى الله عليهم أجمعين .
محبكم/ منصور الصلبوخ.
تعليقات
إرسال تعليق