وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ
✍️ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
في ذكرى زواج أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام التي تصادف هذه الليلة المباركة، أخذ الرسول صلى الله عليه وآله يد فاطمة ووضعها في يد عليٍّ قائلاً: "بارَكَ اللهُ في ابنةِ رسولِ الله " .
ثم دعا لهُما قائلاً:" اللَّهمَّ بارِكْ فيهِما، وباركْ عَليهِما وإنِّي أُعيذُهُما بكَ وَذُرَّيَّتَهما من الشيطانِ الرَّجيم ". هكذا تم زواج عليٍّ من فاطمة { ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } (الحديد - الآية ٢١ ). أمير المؤمنين عليه السلام كان كفوًا لفاطمة سلام الله عليها وفاطمة عليه السلام كانت كفوًا لعلي عليه السلام، كما ورد في الأحاديث: قال الإمام الصادق: " لو لا أن الله خلق أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه " (سفينة البحار: ج٢ ص ٤٨٤) . كانت فاطمة عليها السلام تعيش مع عليٍّ عليه السلام في جو تكتنفه القداسة والنزاهة،
وتحيط به عظمة الزهد وبساطة العيش، وكانت عليها السلام تعرف لزوجها مكانته العظمى، ومنزلته العليا عند الله تعالى، وتحترمه كما تحترم المرأة المسلمة إمامها، وتطيعه كما ينبغي، لأنه أعز الخلق إلى رسول الله، وأخوه وخليفته ووصيه. وكان عليٌّ عليه السلام يحترمها ويجلها، لا لأنها زوجته فقط، بل لأنها أحب الخلق إلى رسول الله، نورها من نوره، وصبرها من صبره، وتواضعها من تواضعه، لأنها سيدة نساء العالمين. أنظروا إلى الزهراء عليها السلام كيف كانت تحمل الأدب الرفيع، إنها كانت تعطي الرسول صلى الله عليه وآله الأذن الصاغية ولهذا ارتفعت،
وقد ورد في تفسير هذه الكلمة " السر المستودع فيها " قيل إنها صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه، وقيل العلم والمعرفة والرفعة والمكانة التي كانت تحملها الزهراء عليها السلام، فالزهراء عليها السلام هي التي كانت تحمل الصلاح الواقعي لكي تعيش كل امرأة الكمالات الإنسانية، فأي أمرأة تأخذها قدوة فهي المرأة الصالحة.
ولهذا كان بيت علي عليه السلام وليد تربية الرسول صلى الله عليه وآله ومن أرادت أن تكون في هذه المنقبة وهذه العظمة فعليها أن تعيش بصفة الزهراء عليها السلام، وهذا العطاء الذي أعطته الزهراء عليها السلام ما استعمله أحد إلا رأى الخير. سلامٌ على كل من سار سيرتها، ونهج نهجها، وخطا في درب الحق على خُطاها.
- اللهم بحق قدسية هذه الليلة نسأله من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره من زيادة الأعمار، وصحة الأبدان، وسعة الرزق والرحمة والغفران لموتانا وموتى المؤمنين إلى جنات الخلد والنعيم مع الطيبين الأطهار .
~ أيام مباركة ~
_________
ما أحرى بكُلِّ زوجةٍ مسلمةٍ أن تجعَلَ من بنتِ الرَّسولِ قُدوةً حَسَنَةً، وأُسْوَةً صالِحة .
نشارككم الأفراح والمسرات/ منصور الصلبوخ .
تعليقات
إرسال تعليق