خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي
✍️ رسالة الى امة جده في خلافة الامويين قبل ان يغادر بيت الله الحرام إن أردتم أن تحشروا مع الإمام الحسين عليه السلام فألحقوا بلوائه وسيروا بركبه نحو كربلاء .. كان ذلك هو خط التحرك الهاشمي الحسيني لإقامة الحق والعدل والمساواة في زمن بني امية .. إن قضية الإمام الحسين عليه السلام هي قضية الإنسان ، إنها قضية أمة، قضية دين وارتباط بالله والاخلاص له
وهذا من أقوى الأسباب التي ضمنت لقضية الحسين البقاء والخلود وما أصدق قول الشاعر:
كَذَبَ المُوُتُ فَالُحُسَينُ مُخَلدُ كُلَمَا أخلَق الزَمَانَ تَجَدد.
وهي قضية استثنائية في كل جوانبها، ومن الاستثناءات التي تميّزت بها قضية الإمام الحسين عليه السلام شدّة الحزن والبكاء عليه وإقامة العزاء على مصابه، وشدّ الرحال لزيارته في كل مناسبة إسلامية مهمّة وفي كل ليلة جمعة وغيرها.
عز على الحسين عليه السلام أن يسكت على الوضع الذي آلت إليه أمة جده المصطفى صلى الله عليه وآله، فأعلن نهضته التي أوجزها ماربين الألماني بقوله( إن حركة الحسين في خروجه على حكم الامويين، إنما كانت عزمة قلب كبير، عز عليه الإذعان، وعز عليه النصر العاجل، فخرج بأهله وذويه، ذلك الخروج الذي يبلغ به النصر الآجل بعد موته، ويحيي به قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة ) .
وقد كان الإمام الحسين عالمًا بما يعتزم بنو امية القيام به، فقد نبأ إلى سمع الإمام الحسين عليه السلام أن بني أمية قد خططوا لاغتياله ولو كان في بيت الله الحرام، لذلك لم يكن أمامه عليه السلام، إلا أن يغادر مكة المكرمة، حتى لو كان ذلك في يوم التروية، اليوم الثامن من ذي الحجة، حيث لم يتبق عن الحج إلا يومًا واحدًا، لذلك جعلها عمرة مفردة، وحل من إحرامه.
بعد ذلك أسند ظهره إلى البيت " شرفه الله " وقام خطيبًا وسط جموع الحجيج الذين جاؤا من كل حدب وصوب معلنًا نهضته قائلاً: ( الحمد لله، ما شاء الله، ولا حول ولا قوة الا بالله .. خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء - إلى أن قال - فمن كان فينا باذلاً مهجته موطنًا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإني راحلٌ مصبحًا إن شاء الله ) .
ضاقت الدنيا بابن بنت رسول الله سلام الله عليه، لقد ضيقوا على الإمام عليه السلام حتى لم يبق له من ملجأ في الأرض سوى كربلاء، أخرجوه من مكة هو ونساؤه وأطفاله، وأهل بيته، وخُلّص شيعته، يقطع منازل الطريق، يقطع الفيافي والقفار، متعرضًا لبلاء بعد بلاء .
لقد شاء الله أن تكون قضية الإمام الحسين عليه السلام قضية استثنائية فقد قال الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه بحقّ جدّه: " ولأبكينّ عليك بدل الدموع دمًا " فمثل هذا القول لم يصدر من الإمام المهدي عليه السلام بحق أي من أجداده الطاهرين حتى جدّته الزهراء عليها السلام .
- أرجو ببركة الإمام الحسين عليه السلام وهو الرحمة الإلهية الواسعة أن يكتب لنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة، وأن يوفقنا في إحياء شعائر الإمام الحسين عليه السلام وتعظيمها، وأن يديمها تبارك وتعالى فينا وفي ذريّاتنا وصلى الله على محمد و آله الطاهرين .
- ولا ننسى اباءنا واجدادانا وارحامنا وجميع المؤمنين من الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة،
والصلاة والسلام على نبينا المصطفى خاتم الرسل وعلى آل بيته الطيبين الأطهار .
اللهم زد في قلوبنا محبّة الحسين عليه السلام
_________
إن الإمام الحسين صلوات الله عليه ألطافه موجودة، وأنواره ساطعة دومًا، فكونوا ممن يكون أهلاً لنيل هذه الألطاف وهذه الأنوار .
نشارككم الأحزان والمواساة / منصور الصلبوخ .
تعليقات
إرسال تعليق