أدونيس بين إثراء والقطيف يشيد بمستقبل الصوت الإنثوي المتفجر للقصيدة

 


أدونيس بين إثراء والقطيف يشيد بمستقبل الصوت الإنثوي  المتفجر للقصيدة

كتب: فريد النمر - رجاء بو علي - اليمامة

28-5-2023

على هامش الحفل الختامي لبرنامج أقرأ بمركز الملك عبد العزيز العالمي للثقافة والعلوم إثراء بالظهران

حلّ الشاعر والمفكر الكبير أدونيس والشعراء العرب ضيوفا على الأستاذ الأديب الكبير محمد رضا نصرالله في منزله العامر بمحافظة القطيف المتمثلة بقامته الأدبية والفكرية الكبيرة في أصبوحة ومأدبة ثقافية عالية الطراز والتنوع النخبوي على سفرة عامرة بالمحبة والفرح


 جاءت زيارة أدونيس الشاعر العربي الكبير مذكرة أهالي  القطيف بالزيارة التاريخية للدكتورة د عائشة عبدالرحمن ( بنت الشاطئ ) مع زوجها منظر البلاغة الجديدة الشيخ أمين الخولي سنة ١٩٥١ م تلك الزيارة الثقافية والأدبية الخالدة في ذاكرة الزمان والمكان

 وهاهو اليوم يتجدد اللقاء الفارع بحضور المفكر والأديب العربي الكبير الشاعر أدونيس


وحضور لقامة الشعر والأدب العربي الأستاذة

الدكتور نجم عبد الكريم

والشاعر الأستاذ قاسم حداد

والشاعر الأستاذ شوقي بزيع

والدكتورة الإعلامية الشاعرة بروين حبيب وحضور نخبة من الشعراء والصحفيين والمثقفين بمحافظة القطيف والأحساء

حيث افتتحت الجلسة بالترحيب الكبير من قبل الأستاذ والأديب المخضرم محمد رضا نصر الله مرحبا بالكبير أدونيس مذاكرا إياه بلقائه الشهير بسوريا عام ١٩٧٩م

ولقائه بابنتيه أرواد ورهام


ملاطفا له بالترحيب بأرواد التي كانت بمعية والدها في رحلته للسعودية  وأسم ابنته اوراد حيث أشاد الأستاذ نصر الله بعمق العلاقة المتجذرة التي جمعتهما والتي أشار لها أدونيس في طيات الحديث قائلا ها أنا أعود من داري لداري الذي يقلني بين هؤلاء المثقفين والشعراء الذين يرشون ابتسامة الفرح

ثم قدم الأستاذ أبي فراس مجموعة من الشواعر المبدعات من القطيف والأحساء ليلقون قصائدهم على الضيوف في جو حميمي ممتلء بالشعر والأدب لتتقدمهم  الدكتورة و الأديبة سماهر الضامن لتقدم  لمحة عن المشهد الشعري والثقافي التي تشهده محافظة القطيف والأحساء في حاضرها والتي بدورها تحدثت عن تراث محافظة القطيف والحركة الأدبية والثقافية الدؤوبة في كل زواياها المختلفة وأشكالها المتعددة والتي تتسم بالنشاط والوعي بما تجليه الثقافة من روح على إنسانها في الحياة وما تضيف له من حالة ابداعية راقية

بعدها قدم الأستاذ محمد رضا الشاعرة الأميرة حوراء الهميلي ألقت من خلاله مشاركة لقصيدة تفعيلية مبدعة عالية العذوبة والإبداع

وجائت من بعدها الشاعرة فاطمة الدبيس في نص عمودي رشيق يمثل أنثوية القصيدة

ومن ثم جاء دور الشاعرة رباب آل إسماعيل والتي قدمت نصا نثريا رؤيوي قصير صفق له أدونيس

 ثم دعا صاحب الدعوة الأستاذ محمد رضا شاعرين مبدعين من الشباب وهما الشاعر رائد الجشي والشاعر علي سباع

والذين شنفوا أسماع الحضور والضيوف بقصائدهم الرؤيوية المبدعة


بعدها أتاح الأستاذ المضيف للكبير أدونيس بإلقاء كلمة حول ما شاهده من واستمع إليه من نصوص ليقول أدونيس هنا في هذا الجمع من الأصدقاء وهذا بيتي الرمزي الذي جمعني بكم اذا تحدثت عنكم  فإني أتحدث عن نفسي لذا أريد أن أعود من جديد وأتتلمذ عليكم في هذا البيت الذي يجمعني بكم ثم شكر الحضور جميعا وشكر خاص للأنوثة والمرأة ليقول : وأنا أعتقد أن الصوت العربي المقبل آتيا من جهة الأنوثة المتمثل في صوت المرأة وما يميزنا بعد سماع كل هذه النصوص مازال صوتنا العربي مكبوتا لذلك ما يفرق بيننا عن بعض هو ذلك الحنين الداخلي المتصاعد الذي يشكل اعماقنا ولذلك عندما نأتي لنكتب قصيدة بحسنا الجمعي فكأننا جميعا نكتب قصيدة واحدة لكن ما يميزنا عن بعض هو القدرة اللغوية والثقافية المختزنة والجرس الحسي في التعبير

 ولو قارنا بما كتبه رواد الحداثة بما كتبته المرأة العربية الشابة أنا شخصيا أرجح ما كتبته المرأة هذا اليوم من قصيدة عليهم لما سنحت لهم من تحولات من عالم مكبوت ليتفجر لطاقة هائلة تعبر عن كينونة الأنثى ضد الثقافة الذكورية السائدة

 بعدها علق الناقد والشاعر الكبير شوقي بزيع عن تعديل في مفهوم الشعرية عند المرأة بأن منسوب الليونة والسيولة الشعرية عند الأنثى مقدار ما تحسنه من انعكاس هذه الليونة الذي سماه ذات يوم توم الشعر كلغة وجيري النقد الذي يدخل في جيوب اللغة لفحصها ففيما يفهمه أن الأنوثة هي كما وصفها أحدهم أنها الشعر أنوثة الشعراء أي أنهم يتحولون لرهافة وليونة حس كما تفعل المرأة تمام وكما قال غوتي الأنوثة الأبدية في جمالها

ثم ألقت الشاعرة والإعلامية الدكتورة بروين حبيب نصها الفخم والجميل بعنوان سرير يتيم


نال اعجاب الشعراء واستحسانهم لجرعة الإحساس العالي الذي اكتنزه النص

بعدها ألقى الشاعر محمد الماجد قصيدته ايها الركب الحجازيون المهداة للشاعر الكبير الثبيتي رحمه

وجاء بعده الدور للدكتور نجم عبد الكريم الذي بدوره سأل أدونيس قائلا :أريد أن استعطف ذاكرتك وأنت تجمع قوى الحداثة أنسي الحاج وخليل حاوي لتسير مجلة شعر في الطريق المحارب من كل القوى الكلاسيكية وتأتي لكم الطعنات من كل حدب وصوب وها أنتم تستمعون لهذه الوجوه الشابة بعد كل هذا الزرع الذي زرعتمونه والذي اصبح اليوم يانعا  في هذه البقعة التي هي أحدى البقاع التي تعج بشعركم في الوطن العربي العريض أريدك من هنا أن تعطني رأيك فهذا اللغة التي زرعتها فيهم كيف تجدها اليوم وشكرا

ليرد الكبير أدونيس شكرا لثقتك بنا التي هي أكبر من ثقتنا بأنفسنا

هذا أولا وأنا أتمنى في الخطوة الأولى أن لا يتابعونا أن بستقلوا عنا وأن يبدع كل شخص بداخله واعماقه ولكن أتمنى في المقابل أن يعرفوا أن القراءة خطرة جدا كدور الكتابة ولذلك يجب أن نعيد النظر في قرائتنا فنحن لا نقرأ جديدا أبدا لأننا نقرأ أنفسنا اولا وليس النص بعيدا عن ذواتنا او صاحبه فالعربي يمتلك الموهبة أعظم من أي بلد أوربي

في جميع الفنون ولكن أزمتنا الكبرى في القراءة الذي لا نقرأ الا انفسنا

بعدها قدم الأستاذ عبد العظيم شلي لوحة فنية لأدونيس لصورته في بوتريه وقلعة قصر تاروت الأثري ومخطوطة لبيتين من شعر أدونيس قدمها أحد الخطاطين بالقطيف

كما قدم الأديب نصرة كتابه حوارات القرن والذي جمع فيه حواراته الأثيرة مع المفكرين والأدباء كما قدم مجموعة من الشعراء اهداءات دواوينهم ومجموعاتهم للضيوف


يذكر أن الضيوف قد أخذوا جولة في مكتبة الأستاذ محمد رضا نصر الله العامرة بأمهات الكتب والدوريات العربية الأدبية والمجلات وجولة سياحية تعرفوا على معالم جزيرة تاروت والقطيف مع مجموعة من الشعراء والسياحيين يتقدمهم الشاعر الكبير جاسم الصحيح والسيد هاشم الشخص والأستاذ محمد المصلي

  

تعليقات